ما أكثر الدول تضررًا في حال إغلاق إيران مضيق هرمز؟

منذ 3 ساعات
ما أكثر الدول تضررًا في حال إغلاق إيران مضيق هرمز؟

بقلم: دينا كرم

مع تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، تتجه الأنظار نحو مضيق هرمز، الشريان الحيوي لتجارة النفط العالمية. وتتزايد المخاوف من احتمال إغلاق المضيق أو تعطيله، مما قد يُسبب أزمة طاقة عالمية. كيف يُمكن لإيران إغلاق المضيق؟ وأي الدول ستدفع الثمن الأكبر؟

ماذا نعرف عنه؟

وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن مضيق هرمز هو قناة تربط إيران بسلطنة عُمان. ورغم أن عرضه يبلغ حوالي 50 كيلومترًا عند مدخله ومخرجه، وحوالي 40 كيلومترًا عند أضيق نقطة، إلا أن الجزء الأوسط منه عميق بما يكفي للسماح بمرور حتى السفن الكبيرة.

وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن نحو 20 مليون برميل من النفط تم نقلها يوميا عبر المضيق عبر الطرق البحرية في النصف الأول من عام 2023. وهذا يعادل قيمة تجارية تصل إلى 600 مليار دولار سنويا.

وأي خلل في هذا الممر المائي قد يتسبب في تأخيرات كبيرة في إمدادات النفط العالمية ويؤثر بشكل مباشر على الأسعار.

ويحذر المحللون من أن تصعيد الصراع بين إسرائيل وإيران قد يكون له عواقب أكثر خطورة، حيث قد يجر الصراع أيضا دولا أخرى إلى الصراع، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي تعتمد على واردات النفط من دول الخليج.

كيف يمكن إغلاق مضيق هرمز؟

أشار تقريرٌ صادرٌ عن دائرة أبحاث الكونغرس الأمريكي عام ٢٠١٢، وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إلى أن إيران قد تتبنى نهجًا تدريجيًا لإغلاق المضيق. ويتضمن التقرير ما يلي:

فرض حظر على الملاحة في مضيق هرمز دون تحديد واضح للعواقب المترتبة على انتهاك هذا الحظر.

إعلان أن السفن المارة تخضع للتفتيش أو الحجز.

إطلاق طلقات تحذيرية على السفن.

استهداف السفن المحددة.

زرع الألغام البحرية في المضيق والخليج.

استخدام الغواصات والصواريخ لاستهداف السفن التجارية والعسكرية.

خلال الحرب العراقية الإيرانية، نشرت إيران صواريخ سيلك وورم، ووضعت ألغاماً بحرية في مياه الخليج.

أصاب أحد هذه الألغام المدمرة الأميركية “يو إس إس صامويل بي روبرتس”، مما أثار رد فعل من الجيش الأميركي.

ورغم أن إيران فشلت في إغلاق مضيق هرمز بشكل كامل، فإنها نجحت في زيادة أقساط التأمين على الشحن البحري بشكل كبير والتسبب في اختناقات مرورية باهظة التكلفة على الطرق البحرية الخارجة من الخليج.

ما هي الدول التي ستتأثر أكثر بالإغلاق؟

وتظهر أبحاث أجرتها شركة التحليل فورتيكسا أن المملكة العربية السعودية تصدر نحو ستة ملايين برميل من النفط الخام عبر مضيق هرمز يوميا – وهو أعلى رقم بين جميع الدول المجاورة.

وتعتبر الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية من بين أكبر مستوردي النفط الخام المنقول عبر المضيق.

وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية إلى أنه في عام 2022، كان نحو 82% من النفط الخام والمكثفات (الهيدروكربونات السائلة منخفضة الكثافة الموجودة عادة في الغاز الطبيعي) التي غادرت المضيق متجهة إلى الدول الآسيوية.

في 16 أبريل/نيسان 2025، أي قبل ثلاثة أيام فقط من الهجمات الصاروخية الإسرائيلية على الدفاعات الجوية الإيرانية، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إيرنا” عن الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول قوله إن 60% من إمدادات النفط في بلاده تتدفق عبر مضيق هرمز.

وتشير إدارة معلومات الطاقة الأميركية أيضاً إلى أن الولايات المتحدة تستورد نحو 700 ألف برميل من النفط الخام والمكثفات من المضيق يومياً، أي نحو 11% من إجمالي وارداتها من النفط، و3% من استهلاكها من البنزين.

ويبدو أن حصة أوروبا الإجمالية من النفط المنقول عبر المضيق أقل من مليون برميل يوميا.

وعلى هذه الخلفية، يبدو أن الدول العربية والآسيوية لديها ما تخسره أكثر من أي طرف آخر من احتمال إغلاق مضيق هرمز ــ مقارنة بالولايات المتحدة أو القوى الأوروبية التي انحازت سياسيا إلى إسرائيل خلال التصعيد الأخير.

في حين أن عدداً من الدول الآسيوية تحافظ على علاقات جيدة أو حتى وثيقة مع إيران.

اقرأ أيضاً:

مضيق هرمز في مرمى التوتر. هل من طرق بديلة في حال إغلاقه؟

ماذا سيحدث لأسعار النفط إذا نفذت إيران تهديداتها وأغلقت مضيق هرمز؟


شارك