معرض بورجيه للأسلحة: الحكومة الفرنسية تمنع شركات تسليح إسرائيلية من عرض منتجاتها

منذ 6 ساعات
معرض بورجيه للأسلحة: الحكومة الفرنسية تمنع شركات تسليح إسرائيلية من عرض منتجاتها

بعد ساعات قليلة من افتتاح معرض بورج للأسلحة في فرنسا، منعت الحكومة الفرنسية شركات الدفاع الإسرائيلية من عرض منتجاتها. وقد غُطّيت أجنحة شركات الدفاع الإسرائيلية في المعرض بستائر سوداء عالية بقرار من الحكومة الفرنسية.

منعت الحكومة الفرنسية دخول منصات خمس شركات أسلحة إسرائيلية تعرض “أسلحة هجومية” في معرض بورجيه الجوي (بالقرب من باريس)، وفق ما أفادت مصادر الاثنين، بحسب شبكة سي نيوز الفرنسية.

وكانت الأجنحة المغلقة تابعة لشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، ورافائيل، ويوفيجن، وإلبيت، وأيرونوتيكس، وكانت محاطة بالكامل بستائر سوداء عالية تعزلها بشكل فعال عن الزوار.

عرضت هذه الشركات أسلحة هجومية يُفترض أنها مخصصة للاستخدام في قطاع غزة. وبذلك، انتهكت الإطار المتفق عليه سابقًا مع السلطات الإسرائيلية. أدانت الحكومة الإسرائيلية هذا القرار في بيان، واصفة إياه بـ”الفضيحة غير المسبوقة” و”التمييز الواضح” ضد العارضين الإسرائيليين.

ردود فعل مفاجئة في المعرض

في القاعة الثالثة من المعرض، فاجأ القرار العارضين والزوار على حد سواء. صباح الاثنين، ودون سابق إنذار، أُحيطت الأجنحة الإسرائيلية بستائر سوداء ضخمة. وكان عنصران من وحدة الحماية والتدخل التابعة لقوات الأمن الفرنسية يحرسان الأجنحة المغلقة.

عمل صادم

وأعرب شلومو توآف، نائب رئيس شركة رافائيل الإسرائيلية للصناعات الدفاعية، عن خيبة أمله، قائلا: “ما حدث حدث في منتصف الليل دون أي إنذار، ولم يكن بوسعنا أن نفعل شيئا”.

كما ترون، لم يكن هذا الأمر عشوائيًا، بل منظمًا تمامًا، كما أضاف، مشيرًا إلى الحواجز الخشبية المُغطاة بالأسود أمام جناح شركته. ووصف توآف القرار بأنه “مُشين”، وتساءل كيف يُمكن اتخاذ مثل هذا القرار بينما “تخوض إسرائيل حربًا لتحرير رهائنها وتواجه تهديدًا نوويًا مباشرًا”.

**كان ينبغي حظر الأسلحة الهجومية.

في وقت لاحق من ذلك اليوم، قدّم رئيس الوزراء فرانسوا بايرو، الذي زار المعرض، تفسيرًا رسميًا للقرار. وصرح بأنه “لا ينبغي عرض أي أسلحة هجومية في هذا المعرض”، وأشار إلى أن “فرنسا تعتبر الوضع في غزة مأساويًا للغاية من منظور إنساني وأمني”.

وأضاف: “أرادت فرنسا أن ترسل رسالة واضحة مفادها أنه لا ينبغي عرض أي أسلحة هجومية في هذا المعرض”.

**استبعاد متكرر للشركات الإسرائيلية

وكانت شركات إسرائيلية قد مُنعت في السابق من المشاركة في معرض يوروساتوري للدفاع البري في ربيع عام 2024، قبل أن تسمح لها السلطة القضائية بالمشاركة في معرض يورونافال البحري في نفس الخريف.

وضعت السلطات الفرنسية شروطًا إطارية واضحة لمعرض بورج 2025، وافقت عليها الحكومة الإسرائيلية، وفقًا للبيان الفرنسي. ووفقًا لصحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، يُحظر عرض الأسلحة “الهجومية”.

**مشاركة إسرائيل تثير جدلاً واسع النطاق

حتى قبل التصعيد الأخير مع إيران، كانت مشاركة إسرائيل في معرض باريس الجوي (سين سان دوني) مثيرة للجدل بشدة. ورغم الأزمات الجيوسياسية في قطاع غزة والتوترات مع طهران، أكدت وزارة الدفاع الفرنسية، الجهة المنظمة للمعرض، مشاركة شركات دفاع إسرائيلية كبرى.

وكانت تسع شركات إسرائيلية، بما في ذلك IAI وElbit Systems وRafael Advanced Defense Systems، تستعد لإظهار تقنيات متقدمة مثل طائرات المراقبة والطائرات بدون طيار التكتيكية وأنظمة الاعتراض والصواريخ الموجهة بدقة.

أزمة دولية متفاقمة

يأتي هذا القرار في ظل تصاعد التوترات الإقليمية عقب تبادل إطلاق النار الثالث على التوالي بين إيران وإسرائيل. تتهم إسرائيل طهران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، بينما تنفي إيران هذه المزاعم، مؤكدةً أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط.

وفي الوقت نفسه، تواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أمام المحكمة الجنائية الدولية بسبب عملياتها في قطاع غزة، مما أثار جدلاً أخلاقياً حول شرعية صناعة الأسلحة لديها.

دعوات للمقاطعة ورد فعل قضائي فرنسي

ورغم دعوات المقاطعة، أكد منظمو المعرض على حيادهم التجاري، وأوضحوا أن المعرض مخصص للمعارض الصناعية وليس منصة دبلوماسية.

أكدت المحاكم الفرنسية هذا الموقف بعد أن رفضت محكمة بوبينيي طلب عدة جمعيات استبعاد شركات إسرائيلية بدعوى “خطر التواطؤ في جرائم دولية”. وأيدت محكمة باريس هذا القرار بالاستئناف.

**المقاطعة السياسية الفرنسية الرسمية

وردًا على هذه التطورات، أعلن ستيفان تروسيل، رئيس مجلس منطقة سين سان دوني (الحزب الاشتراكي)، عبر موقع X (تويتر سابقًا) أنه لن يحضر حفل الترحيب الرسمي للرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء في المعرض.

وقال “لا يمكننا أن ندعي أننا ملتزمون بحقوق الإنسان ثم نبسط السجادة الحمراء لدولة اتهمتها المحكمة الجنائية الدولية بالإبادة الجماعية”.

كما اعتمد المجلس الإقليمي قرارًا يدعو إلى الاعتراف بدولة فلسطين، واستبعاد إسرائيل من معرض باريس، ووقف إطلاق نار فوري، ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. وخلص إلى أن “الصمت لم يعد مقبولًا، وكذلك الغموض”.

موقف موحد لليسار

أعرب جميع النواب اليساريين من سين سان دوني عن استيائهم. ووصف النائب الشيوعي ستيفان بو في بيان له الأمر بأنه “غير مقبول أن تُستضاف شركات إسرائيلية تحت رعاية الدولة الفرنسية بينما تواصل الحكومة الإسرائيلية انتهاك القانون الدولي وارتكاب إبادة جماعية فعلية في غزة”.


شارك