كيف تفاعلت الأسواق العالمية مع الضربات الجوية بين إسرائيل وإيران؟

منذ 3 شهور
كيف تفاعلت الأسواق العالمية مع الضربات الجوية بين إسرائيل وإيران؟

بقلم: دينا كرم

أثار تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران قلقًا واسع النطاق في الأسواق العالمية. ومع تصاعد التوترات، ارتفعت أسعار النفط والغاز بشكل حاد، وتراجعت مؤشرات الأسهم العالمية، وارتفعت أسعار الذهب والدولار مع تزايد البحث عن ملاذات آمنة.

فجر الجمعة، شنّت إسرائيل غارات جوية على أهداف في إيران، بما في ذلك منشآت عسكرية ونووية بالغة الحساسية، واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين. وكان هذا الهجوم من أعنف الهجمات منذ بدء التصعيد بين الجانبين.

كان رد إيران سريعًا، إذ شنّت هجومًا مضادًا بالصواريخ والطائرات المسيرة على عدة مدن إسرائيلية، مما أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين، وهو تطور يُنذر بإشعال صراع إقليمي أوسع.

النفط والغاز

وبعد أن شنت إسرائيل موجة من الضربات العسكرية ضد أهداف في إيران، ارتفعت أسعار النفط بنحو 13 في المائة، مما أثار مخاوف من تجدد الصراع في منطقة تنتج ثلث إمدادات النفط الخام في العالم، بحسب بلومبرج.

وفي ختام التعاملات يوم الجمعة، ومع تبادل إسرائيل وإيران الضربات الجوية، ارتفعت أسعار النفط بنسبة 7 بالمئة، مما أثار مخاوف المستثمرين من أن القتال قد يكون له تأثير كبير على صادرات النفط في الشرق الأوسط.

استجابت أسعار الغاز الطبيعي بسرعة للإضرابات، حيث ارتفعت بنسبة 3.23% لتصل إلى 37.34 يورو لكل ميغاواط/ساعة في أوروبا. وجاء ذلك مدفوعًا بمخاوف من اندلاع حرب كبرى في الشرق الأوسط، المنطقة الحيوية لإمدادات الطاقة العالمية.

وارتفعت العقود الآجلة القياسية في القارة أيضًا بنسبة 5.7%، وهو أكبر مكسب لها في أكثر من خمسة أسابيع.

على خلفية هذه الأزمة، أمرت إسرائيل بإغلاق حقل ليفياثان، أكبر حقولها الغازية، مؤقتًا، عقب الهجوم على إيران وما صاحبه من تصاعد المخاوف الأمنية التي أثرت على إمدادات الغاز إلى مصر. ثم فعّلت وزارة البترول والثروة المعدنية خطة الطوارئ المُعدّة لديها لإعطاء الأولوية لإمدادات الغاز الطبيعي. وأوقفت إمدادات الغاز الطبيعي لبعض المنشآت الصناعية، وفي الوقت نفسه، رفعت استهلاك الديزل في محطات توليد الطاقة إلى أقصى حدّ متاح. واستجابةً للعمليات العسكرية التي اندلعت في المنطقة وانقطاع إمدادات الغاز من الشرق، نسّقت الوزارة أيضًا تشغيل بعض محطات توليد الطاقة بالديزل.

البورصات العالمية

انخفضت مؤشرات الأسهم الرئيسية في بورصة وول ستريت يوم الجمعة بعد أن أدى الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية إلى تصعيد التوترات في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط وخفض شهية المخاطرة في الأسواق العالمية، بحسب ما ذكرته شبكة سي إن إن الاقتصادية.

وتواصلت الخسائر وأغلق السعر منخفضا بشكل كبير بعد أن أطلقت إيران صواريخ على إسرائيل ردا على هجمات إسرائيلية مكثفة تهدف إلى تقويض قدرة طهران على تطوير الأسلحة النووية.

وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 68.92 نقطة أو 1.14 بالمئة ليغلق عند 5976.34 نقطة، كما انخفض مؤشر ناسداك المركب 254.13 نقطة أو 1.29 بالمئة إلى 19407.49 نقطة.

انخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 768.73 نقطة أو 1.79% ليغلق عند 42,198.89 نقطة.

وارتفعت أسهم شركات الطاقة الأميركية مثل إكسون موبيل ودايموندباك إنرجي بعد ارتفاع أسعار النفط بنحو 7 بالمئة وسط مخاوف متزايدة من أن الصراع قد يعطل إمدادات الخام من الشرق الأوسط.

ذهب

تأثر سعر الذهب في السوق العالمية بشكل كبير بتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط في أعقاب الهجمات الإسرائيلية واسعة النطاق على إيران، حيث ارتفع السعر إلى أكثر من 3400 دولار للأوقية.

ارتفع سعر الذهب عالميًا بنسبة 1.10% مع بداية التداول، ليصل إلى حوالي 3,423 دولارًا للأونصة. ويعود هذا الارتفاع إلى الطلب على الملاذات الآمنة في ظل تصاعد التوترات.

واختتمت التداولات على ارتفاع بنسبة 1.37% لتصل إلى حوالي 3,432 دولار للأوقية.

أدى ذلك إلى ارتفاع سعر الذهب في السوق المصرية، لارتباطه بأسواق الأسهم العالمية. وارتفع سعر الذهب في مصر أمس بنحو 132 جنيهًا مصريًا.

دولار

قالت رويترز إن الدولار الأمريكي ارتفع مقابل العملات الرئيسية بما في ذلك اليورو والين يوم الجمعة مع بحث الأسواق عن أصول الملاذ الآمن وسط التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران.

اقرأ أيضاً:

هل تأثرت بعض المنشآت الصناعية في مصانع الحديد والاسمنت بانقطاع الغاز؟


شارك