بعد تهديدت إيران بالانتقام.. ما هي أبرز المواقع والقواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط؟

منذ 15 ساعات
بعد تهديدت إيران بالانتقام.. ما هي أبرز المواقع والقواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط؟

شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في ساعات الصباح الأولى، هجوماً عسكرياً واسع النطاق على الأراضي الإيرانية، مستهدفة عدداً من المواقع والمنشآت العسكرية الحساسة للغاية، كما اغتالت قيادات بارزة في الحرس الثوري الإيراني وعلماء في الطاقة النووية.

الراية الحمراء للانتقام والوعد الحقيقي

وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن الهجمات الإسرائيلية أدت إلى مقتل الجنرال حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإيراني.

في خطوة رمزية، رفعت إيران “راية الانتقام الحمراء” فوق قبة مسجد جمكران في مدينة قم، جنوب العاصمة طهران، صباح الجمعة. وقبل ساعات قليلة، نفذت إسرائيل هجومًا واسع النطاق أسفر عن مقتل قادة بارزين في الحرس الثوري الإيراني، بمن فيهم القائد العام حسين سلامي والمستشار الأمني الكبير علي شمخاني.

بثّت وكالة أنباء فارس الإيرانية لحظة رفع العلم، وهو مشهدٌ استثنائيٌّ يُثير في التراث الشيعيّ دلالاتٍ واضحةً للثأر وسفك الدماء. يُرفع العلم الأحمر في أوقات الحداد على الأبرياء أو للتعبير عن الرغبة في الانتقام. ويُستخدم غالبًا في سياقٍ دينيّ مرتبطٍ بحادثة كربلاء، لكنّه اكتسب في السنوات الأخيرة بُعدًا سياسيًّا وعسكريًّا.

يقع مسجد جمكران الذي رفعت فيه الراية في قرية جمكران على مشارف مدينة قم المقدسة ويعتبر من أهم المعالم الدينية في إيران.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن إيران أطلقت نحو 800 طائرة مسيرة وصواريخ كروز على إسرائيل، مشيرة إلى أن العملية الإيرانية أطلق عليها اسم “عملية الوعد الصادق 3”.

وحمّلت وزارة الخارجية الإيرانية إسرائيل وحلفاءها مسؤولية ما وصفته بـ”العدوان الصارخ على السيادة الإيرانية”، مؤكدة أن الهجوم لن يمر دون رد وسيؤدي إلى “عواقب وخيمة وبعيدة المدى”.

وأكدت وزارة الخارجية أن “اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن أن تتم دون تنسيق أو إذن من الولايات المتحدة”، حيث أن “أميركا ستكون مسؤولة عن نتائج هذه المغامرات، باعتبارها الداعم الرئيسي للكيان المعتدي”.

وفي هذا السياق، نستعرض أهم المواقع والقواعد العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط.

قاعدة العديد الجوية: مركز رئيسي للقيادة الخليجية الأمريكية

تُعد قاعدة العديد الجوية في قطر إحدى أكبر وأهم القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط. ووفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فقد أُنشئت عام ١٩٩١ بعد انتهاء حرب الخليج الثانية، في إطار اتفاقية تعاون عسكري بين الولايات المتحدة وقطر.

شيّدت الدوحة القاعدة عام ١٩٩٦ بتمويل قطري تجاوز مليار دولار. وبدأت الولايات المتحدة استخدامها سرًا خلال عملياتها العسكرية في أفغانستان عام ٢٠٠١. وفي العام التالي، أُعلن رسميًا عن نشر القوات الأمريكية. وتطورت القاعدة لاحقًا لتصبح مركزًا رئيسيًا للعمليات الأمريكية في المنطقة.

مع غزو العراق عام 2003، تم نقل مركز عمليات القتال الجوي الأميركي من قاعدة الأمير سلطان الجوية في المملكة العربية السعودية إلى قاعدة العديد الجوية، التي كانت تضم في ذلك الوقت مقراً احتياطياً أنشئ في عام 2002.

ومع تزايد استخدام الطائرات بدون طيار ومهام الاستطلاع والضربات الدقيقة ضد الجماعات المتطرفة، ازدادت أهمية القاعدة، خاصة في ظل حرية العمل الكاملة للقوات الأميركية هناك وعدم وجود التزامات مالية لقطر، بحسب تقارير أميركية.

وبحسب وثيقة رسمية من مكتبة الكونجرس الأمريكي مؤرخة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، فإن معظم العسكريين الأمريكيين في قطر هم أعضاء في القوات الجوية الأمريكية المتمركزة في قاعدة العديد الجوية، والتي تضم أكثر من 11 ألف ضابط وجندي أمريكي.

عين الأسد: هجمات متكررة دون آثار ملحوظة

وتعد قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار أهم قاعدة أمريكية في العراق، وكانت الأكثر تعرضا للهجمات منذ اغتيال قاسم سليماني مطلع عام 2020.

رغم الهجوم الصاروخي الإيراني المباشر في يناير/كانون الثاني من ذلك العام، وما تلاه من هجمات متكررة بصواريخ الكاتيوشا وطائرات مُسيّرة، لم تُسفر أيٌّ من هذه الهجمات عن خسائر بشرية تُذكر. واقتصر أثرها غالبًا على أضرار طفيفة في الممتلكات أو إصابات طفيفة، دون أن تُؤثر بشكل كبير على جاهزية القوات الأمريكية أو استمرار عمل القاعدة كمركز عمليات إقليمي.

الكويت

وفقًا لبيانات وزارة الخارجية الأمريكية لعام ٢٠٢١، يتمركز أكثر من ١٣ ألف عسكري أمريكي في الكويت، ويخدمون في عدة مواقع عسكرية تُشكل جزءًا أساسيًا من البنية التحتية الدفاعية المشتركة لكلا البلدين. ومن أهمها:

تعد قاعدة عريفجان الجوية، أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الكويت، بمثابة المقر الرئيسي للقوات الأمريكية في البلاد وتلعب دورًا محوريًا في توفير الدعم اللوجستي والتنسيق العملياتي للقوات العاملة في العراق والخليج.

قاعدة علي السالم الجوية، التي تضم عناصر من الجناح الجوي 386 التابع لسلاح الجو الأمريكي، تُعدّ مركزًا للنقل الجوي والدعم العملياتي للقوات المسلحة الأمريكية. كما تدعم مهام التحالف الدولي في المنطقة، لا سيما في مجالات النقل والإمداد والعمليات.

المملكة العربية السعودية

أصبح التعاون العسكري بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة واضحا خلال الغزو العراقي للكويت في عام 1990، عندما أصبحت المملكة العربية السعودية مركزا رئيسيا لاستقبال وتعزيز القوات الأميركية وقوات التحالف.

وفي ذروة الوجود الأميركي في تسعينيات القرن العشرين، كان نحو 10 آلاف جندي أميركي متمركزين في المملكة، موزعين على عدة قواعد عسكرية.

تعمل القوات المسلحة الأمريكية في المملكة العربية السعودية بتنسيق دفاعي وثيق مع الحكومة السعودية، وتقدم الدعم في الدفاع الجوي والصاروخي بالإضافة إلى العمليات الجوية العسكرية المشتركة، من بين أمور أخرى.

يتركز الوجود الأمريكي حاليًا في قاعدتين عسكريتين رئيسيتين:

قاعدة الإسكان الجوية: المقر الحالي للمجموعة الجوية 320، والتي تضم أيضًا المجموعة الاستكشافية 64، وتستخدم لمهام المراقبة والدعم الجوي الفني واللوجستي.

نُشرت قاعدة الأمير سلطان الجوية لأول مرة في القاعدة عام ١٩٩٠ عقب غزو الكويت. واستمر الوجود هناك حتى عام ٢٠٠٣، عندما قررت واشنطن نقل قيادتها إلى قاعدة العديد الجوية في قطر. ومع ذلك، في مطلع عام ٢٠٢٠، وفي ظل تصاعد التوترات مع إيران وهجمات الحوثيين في الخليج، زادت القوات الأمريكية من وجودها هناك تدريجيًا، مما حوّل القاعدة إلى مركز ردع أمامي ودفاع جوي.


شارك