قطر تطالب بتحرك دولي تجاه نووي إسرائيل وتحذر من مخاطر هجوم تل أبيب على إيران

دعت قطر، الجمعة، المجتمع الدولي إلى تنفيذ التزاماته وإخضاع المنشآت النووية الإسرائيلية لنظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. كما حذّرت من مخاطر أي هجوم إسرائيلي على إيران على السلم والأمن الدوليين.جاء ذلك في كلمة مندوب قطر الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا، جاسم الحمادي، أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال مناقشة الوضع في فلسطين المحتلة والملف النووي الإسرائيلي، بحسب بيان لوزارة الخارجية القطرية.منذ فجر الجمعة، شنّت إسرائيل، بدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجومًا واسع النطاق على إيران بأكثر من 200 طائرة مقاتلة، تحت مسمى “عملية الأسد الصاعد”. استهدف الهجوم منشآت نووية وقواعد صاروخية في مناطق مختلفة، واغتال قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.وفيما يتعلق بالقدرات النووية لإسرائيل، أكد الحمادي أن “المجتمع الدولي ومؤسساته يجب أن تفي بالتزاماتها بموجب قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكذلك قرار مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي لعام 1995، الذي دعا إسرائيل إلى إخضاع جميع منشآتها النووية لنظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووي كدولة غير حائزة للأسلحة النووية”.وجدد المسؤول القطري إدانة بلاده وانتقادها الشديدين للهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، ووصفه بأنه “انتهاك صارخ لسيادة إيران وأمنها في وقت يعمل فيه العالم جاهدا على إيجاد حلول دبلوماسية تعيد السلام إلى الشرق الأوسط”.ودعا المجتمع الدولي إلى “القيام بمسؤولياته القانونية والأخلاقية ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية بشكل عاجل قبل فوات الأوان، نظراً لتداعياتها الخطيرة على المنطقة، وخاصة تدمير فرص السلام والخطر الداهم على شعوب المنطقة والأمن والسلم الدوليين”.ودعا المسؤول القطري “المجتمع الدولي ومنظماته إلى الضغط على القوة المحتلة إسرائيل لوقف عمليات الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة فورا، واستخدامها للغذاء كسلاح، وعملياتها العسكرية ومشاريعها الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة”.أعلن الجيش الإسرائيلي أن “الهجوم الاستباقي” على إيران اليوم، والذي سيتواصل على عدة دفعات، نُفذ بأوامر سياسية. وصرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: “الهدف من هذا الهجوم غير المسبوق هو ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية، والعديد من القدرات العسكرية”.وردت إيران على ذلك مؤكدة حقها المشروع في الرد على الهجوم، وهدد المرشد الأعلى علي خامنئي في رسالة إلى شعبه إسرائيل بـ”رد ساحق” يجعلها تندم على هجومها.وهذا هو الهجوم الإسرائيلي الأكبر من نوعه ضد إيران، ويمثل تحولا واضحا من “الحرب الخفية” التي خاضتها تل أبيب ضد طهران بالتفجيرات والاغتيالات إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز نطاقه أي شيء شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.في حين وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهجوم الإسرائيلي بأنه “مثالي” وأشار إلى أنه أعطى إيران مهلة 60 يوما للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي – وهي المهلة التي انتهت الخميس – فإن الجهود والاتصالات الإقليمية تكثفت لمنع التصعيد الذي قد يتحول إلى حرب شاملة.