نقص الانتباه وفرط النشاط.. العلاج بين السلوكي والكيميائي

منذ 5 شهور
نقص الانتباه وفرط النشاط.. العلاج بين السلوكي والكيميائي

على الرغم من حداثة تشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، إلا أن الوعي به آخذ في الازدياد. حتى أن بعض البرامج والمسلسلات حوّلته إلى مسرحية لشرحه بطريقة مبسطة ومفهومة، حتى تتمكن العائلات من فهمه. لسنوات، كان يُنظر إلى هذا الاضطراب على أنه سلوك طفل مشاغب لا يرغب في حضور الدروس، وبالتالي يكون دائمًا الأخير في الفصل. طفل يتحرك باستمرار بلا هدف، وبالتالي يتعرض باستمرار للعقاب، وربما حتى للتنمر من زملائه في الفصل لأنه دائمًا ما يكون الطفل الآخر. إن العقاب المستمر للطفل، الذي يجعله يشعر بالاختلاف عن زملائه، والاتهام المستمر له بأنه مزعج، يتركه مع الكثير من مشاعر الاكتئاب، مما يؤدي أحيانًا إلى الاكتئاب في هذه السن المبكرة.أجرى علماء نفس من جامعات أمريكية مختلفة دراسات حديثة، منها دراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية. هدفت هذه الدراسات إلى دراسة آثار العلاجات الدوائية على الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD). تشير النتائج إلى أن العلاجات الدوائية تُعطي نتائج متفاوتة باختلاف الفرد، وخاصةً لدى أطفال ما قبل المدرسة.من المعروف علمياً أن علاج اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يعتمد بالدرجة الأولى على العلاج السلوكي المعرفي، وإن كان هناك أيضاً احتمال أن يلجأ المعالج النفسي (الطبيب بالدرجة الأولى) إلى الأدوية، وهو ما يتطلب إشراك الأب والأم في المسؤولية، حيث يناقش الطبيب الأمر مع الأب والأم، شارحاً لهما بشكل واضح جداً تأثير هذه الأدوية على الطفل والمضاعفات التي قد تنشأ عن تناول الأدوية، وهي معروفة وموثقة، وإن كان الأمر في الواقع يختلف في إمكانية حدوثها من عدمه، أو في إمكانية حدوث بعضها دون البعض الآخر.<< ينقسم العلاج الدوائي إلى مجموعتين رئيسيتين من الأدوية:النوع الأول هو منبه للاتصالات العصبية، مما يحفز أنشطة الدماغ ويشكل الأساس.النوع الثاني مُهدِّئ، ويُستخدم بشكل أقل شيوعًا. ويُستخدم أيضًا لعلاج حالات أخرى، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم. يُستخدم هذا الدواء عند ظهور الآثار الجانبية للنوع الأول، وأكثرها شيوعًا الأرق وفقدان الشهية.تزيد الأدوية المنشطة من مدى انتباه الأطفال، مما يقلل من الحركات اللاإرادية وفرط النشاط، وذلك من خلال زيادة إفراز الدوبامين والأدرينالين في الدماغ. إلا أن آثارها الجانبية مثيرة للقلق. عند الأطفال، تقتصر فعالية الدواء في السيطرة على الأعراض على ما يصل إلى 70%، ولكن عند البالغين فإن معدل النجاح أقل من 30%.< اختلفت نتائج هذه الدراسة حسب نوع التدخل الدوائي:أظهر 78% من الأطفال الذين تناولوا المنشط تحسنًا، بينما لم تتجاوز نسبة نجاح العلاج بالمهدئ 66%. ومع ذلك، واجهوا مضاعفات أقل. وكان أخطر هذه المضاعفات هو النعاس أثناء النهار، مع أن الأطفال لم يعانوا من الأرق أو فقدان الشهية.وأظهرت الدراسة أن العلاج الأمثل يكمن في الموازنة بين العلاج السلوكي المعرفي، وإذا لزم الأمر استخدام الأدوية، خاصة وأن هناك العديد من الآراء العلمية التي تحذر من الأدوية وتقتصر على العلاج السلوكي المعرفي.كما أكدت الدراسة على أهمية المتابعة الدقيقة لسلوك الطفل لضمان نجاح العلاج، وهو ما يرتبط بتطوره السلوكي، وتقدمه الدراسي، وتطور علاقاته الاجتماعية وتفاعلاته مع بيئته، وخاصةً مع زملائه في الصف.حذّرت الدراسة من الاعتماد على الاختبارات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، إذ قد يتشابه التشخيص مع أعراض أخرى لأمراض مختلفة. وأكدت أن التشخيص المبكر هو أفضل سبيل لضمان العلاج الواعي.


شارك