نتنياهو بعد ضربات إسرائيلية على إيران: لن نسمح بإبادة نووية جديدة.. ترجمنا أقوالنا إلى أفعال

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صباح الجمعة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ هجمات على منشآت نووية وأهداف عسكرية إيرانية. وأكد أن هذه العملية جاءت ردًا مباشرًا على ما اعتبره “التهديد الوجودي الذي تشكله إيران على إسرائيل والعالم المتحضر”.

في خطاب متلفز ألقاه بعد بدء الهجمات بوقت قصير، قال نتنياهو: “قبل ثمانين عامًا، وقع الشعب اليهودي ضحية محرقة ارتكبها النظام النازي. واليوم، ترفض دولة إسرائيل أن تصبح ضحية محرقة نووية جديدة، وخاصة تلك التي ينوي النظام الإيراني ارتكابها”.

وأضاف: “بصفتي رئيسًا للوزراء، أكدتُ مرارًا وتكرارًا أن إسرائيل لن تسمح أبدًا لمن يدعون إلى تدميرنا بتنفيذ تهديداتهم. والليلة، ترجمنا أقوالنا إلى أفعال”.

وأوضح أن الهجمات استهدفت قلب البرنامج النووي الإيراني، بما في ذلك منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز، وعدداً من العلماء البارزين المشاركين في برنامج الأسلحة النووية الإيراني، ومنشآت مرتبطة ببرنامج الصواريخ الباليستية.

وأشار نتنياهو إلى أن إيران أطلقت 300 صاروخ باليستي على إسرائيل العام الماضي، كل منها محمل بطن من المتفجرات، وحذر من أنها قد تصبح قريبا “قادرة على حمل رؤوس نووية وتعريض حياة الملايين من الناس للخطر”.

صعّد نتنياهو من لهجته قائلاً: “تخيلوا إلقاء 10 آلاف طن من مادة تي إن تي على دولة بحجم نيوجيرسي… هذا التهديد لا يُطاق ويجب إيقافه”. وأشار إلى أن إيران تعمل حاليًا على “خطة جديدة لتدمير إسرائيل” بعد فشل خطتها السابقة. وأشار إلى هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول ومحاولات تطويق إسرائيل بـ”حلقة نار”.

وواصل نتنياهو توضيح اتهاماته قائلاً: “ردّنا لا يقتصر على دفاعنا عن أنفسنا، بل يشمل أيضاً الدفاع عن جيراننا العرب، الذين عانوا هم أيضاً من حملة الفوضى والدمار التي شنّتها إيران. لقد أضعفنا حزب الله، وساعدنا في تشكيل حكومة جديدة في لبنان، وساهمنا في انهيار نظام الأسد في سوريا”.

وخاطب نتنياهو الشعب الإيراني مباشرةً قائلاً: “نضالنا ليس ضدكم، بل ضد الدكتاتورية الوحشية التي قمعتكم لمدة 46 عامًا. أعتقد أن حريتكم قريبة، وأن العلاقات بين شعبينا العريقين ستزدهر من جديد حينها”.

وتابع: “لن نسمح لأخطر نظام في العالم بامتلاك أخطر الأسلحة في العالم”. وأشار إلى أن إيران تنوي تزويد “وكلائها الإرهابيين” بهذه الأسلحة، مما سيجعل شبح الإرهاب النووي “واقعًا لا مفر منه”. وحذّر من أن الصواريخ الإيرانية أصبحت قادرة الآن على تهديد أوروبا والولايات المتحدة.

شكر نتنياهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل خاص على “قيادته في مكافحة المشروع النووي الإيراني”، على حد وصفه. وأكد أن طهران “تستغل الوقت وترفض قبول شروط الدول المسالمة. لذلك، من الضروري التحرك الآن”.

في ختام خطابه، قال: “إن أصعب قرار يمكن أن يتخذه رئيس دولة هو مواجهة التهديد قبل اكتماله. قبل قرن من الزمان، فشل القادة في إيقاف النازيين في الوقت المناسب. لقد تعلمنا درسًا، واليوم نثبت أن شعار “لن يتكرر أبدًا” لم يعد مجرد عبارة، بل عقيدة. لقد انتفضنا كالأسود ودافعنا عن أنفسنا”.