الأونروا: نظام توزيع المساعدات بغزة مُهين ولا يهدف لمعالجة الجوع

جددت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، الثلاثاء، انتقاداتها لنظام توزيع المساعدات في قطاع غزة الذي تدعمه إسرائيل والولايات المتحدة، ووصفته بأنه “مهين”، خاصة وأنه “لا يهدف إلى تخفيف الجوع” الذي تسببه تل أبيب.
قالت وكالة الأمم المتحدة في بيان: “يوم آخر من توزيع المساعدات في غزة، يوم آخر من مصائد الموت. يتم الإبلاغ عن وفيات وعشرات الإصابات يوميًا في نقاط التوزيع التي تديرها إسرائيل وشركات أمنية (أمريكية) خاصة”.
أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، قذائف المدفعية والنيران على مجموعات من المواطنين كانوا ينتظرون المساعدات قرب معبر نتساريم وسط قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 36 فلسطينيا وإصابة 208 آخرين، بحسب آخر إحصائية لوزارة الصحة في غزة.
وأضافت الوكالة: “يواصل هذا النظام المهين إجبار آلاف الأشخاص الجياع والمحتاجين على السير عشرات الكيلومترات، باستثناء الأكثر ضعفاً وأولئك الذين يعيشون في المناطق النائية”.
وانتقدت كذلك آلية توزيع المساعدات قائلة: “هذا النظام ليس مصمماً لمكافحة الجوع”.
وشددت على أهمية ضمان توزيع المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة “بشكل آمن” و”على نطاق واسع”. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا “من خلال الأمم المتحدة، بما فيها الأونروا، التي تتمتع بالخبرة والمعرفة، فضلاً عن ثقة المجتمع”.
دعت الأونروا إسرائيل إلى “رفع الحصار عن قطاع غزة والسماح للأمم المتحدة بالوصول الآمن وغير المعاق لتسليم وتوزيع مساعدات الإغاثة”، مشيرة إلى أن هذه هي “السبيل الوحيد لمنع المجاعة على نطاق واسع”.
وذكر البيان أن المستودعات خارج قطاع غزة امتلأت بما يعادل 6000 شاحنة من المساعدات. وفي الوقت نفسه، حذر من إتلاف المساعدات، قائلاً: “من المعيب أن نترك الطعام يفسد والأدوية تنتهي صلاحيتها عمداً”.
في 27 مايو/أيار، وتحت إشراف الأمم المتحدة، بدأت إسرائيل تنفيذ خطة لتوزيع ما يُزعم أنه “مساعدات إنسانية” عبر مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل. ويقول الفلسطينيون إن الخطة تهدف إلى طردهم من شمال قطاع غزة إلى جنوبه.
يأتي هذا في الوقت الذي أغلقت فيه إسرائيل المعابر الحدودية مع قطاع غزة أمام الشاحنات التي تحمل الإمدادات والمساعدات الإنسانية المتراكمة على الحدود منذ الثاني من مارس/آذار. ولم يُسمح إلا لبضع عشرات من الشاحنات بالدخول، على الرغم من أن الفلسطينيين في قطاع غزة يحتاجون إلى 500 شاحنة على الأقل يومياً.
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي، إبادة جماعية في قطاع غزة. قُتل وجُرح أكثر من 181 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء. وما زال أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين، بالإضافة إلى مئات الآلاف من النازحين.