الخشت: العقلية المغلقة هي أساس التطرف.. . والحل يكمن في تفكيك الحواضن الأولى

منذ 4 ساعات
الخشت: العقلية المغلقة هي أساس التطرف.. . والحل يكمن في تفكيك الحواضن الأولى

قال الدكتور محمد عثمان الخشت، أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة بكلية الفلسفة بجامعة القاهرة، إن التطرف يبدأ بعقلية ضيقة تنظر إلى العالم من منظور واحد وتعتقد أنه يمتلك الحقيقة المطلقة. وأكد أن هذه العقلية تُشكل أساسًا لأيديولوجية قد تتطور لاحقًا إلى عنف جسدي.

وأضاف الخشت في حواره مع الإعلامي عماد الدين أديب على قناة سكاي نيوز عربية مساء السبت، أن المتطرف يؤمن بثنائية جامدة بين النور والظلام، والحق المطلق والباطل المطلق، وفريق ينجو وآخر هالك. ويستحضر مفاهيم دخيلة على الدين، كالسيادة والولاء والإنكار، والجهل المعاصر.

وأوضح أن هذه المفاهيم تعزز بنية ذهنية مغلقة تشترك فيها مجموعات مختلفة، على الرغم من التناقضات الظاهرة بينها، لأن “النموذج الذهني يبقى واحدا حتى لو أعلن البعض كفر بعضهم البعض”.

أكد الخشت أن البيئة التي تُولّد هذه العقلية لا تقتصر على مُرتكبي العنف، بل تشمل أيضًا البيئات التي تُغذّي هذه المفاهيم وتُعطي تفسيرًا أحادي الجانب للواقع. وتابع: “لا تزال بعض المؤسسات التعليمية والدعوية تُدرّس بطريقة تُعزز هذا النوع من العقلية. الحل يكمن في هدم البنية الفكرية من جذورها، بدلًا من الاكتفاء بمعالجة العواقب”.

وعن أسباب تضحية المتطرفين بحياتهم عن قناعة خالصة، أشار الخشت إلى أن هذا الفكر الضيق الأفق يقدم لهم وعدًا بالخلاص: “يعتقدون أنهم إن قتلوا أو قُتلوا، سيستشهدون في الجنة ويستقبلون الحور العين. وهذا الاعتقاد ينبع من فهم كامل للدنيا والآخرة”.

يعتقد الخشت أن هناك ثلاث طرق يمكن أن تدفع الإنسان إلى إعادة النظر في آرائه: “أولًا، الانفتاح على الجديد: بكسر العزلة الفكرية وانفتاح العقل على وجهات نظر أخرى. ثانيًا، الوعي بالتناقضات الداخلية: عندما يكتشف المرء أن الجماعة التي ينتمي إليها لا تتمسك بما تدعيه، بل قد تمارس أمورًا تتعارض مع الدين نفسه. ثالثًا، النضج الشخصي وتراكم الخبرات: يبدأ بعض الناس بإعادة النظر في آرائهم مع تقدمهم في السن أو بعد تجربة مؤلمة كالسجن.”

وتحدث عن تجربة السجن، واصفًا إياها بأنها سلاح ذو حدين. فقد تُفضي إلى متطرفين أشد وحشية إذا شعروا بالظلم، أو قد تُتيح لهم فرصةً للتأمل والتأمل الذاتي في المؤسسات الإصلاحية. وقال: “في بعض الدول، يُنظر إلى السجن على أنه إصلاحية حقيقية، بينما يُصبح في دول أخرى مرتعًا للعنف، كما هو الحال مع بعض المنظمات التي نشأت في السجون”.

أكد أن النفس البشرية لا تحكمها قوانين جامدة كالفيزياء، بل إن ردود الفعل تختلف من شخص لآخر. وتابع: “قد يمر ثلاثة أشخاص بنفس التجربة، لكن ردود أفعالهم ستكون مختلفة تمامًا. لا يوجد قانون واحد يحكم الطبيعة البشرية”.

 


شارك