لماذا من مصلحة أوروبا فرض عقوبات على إسرائيل؟

منذ 3 شهور
لماذا من مصلحة أوروبا فرض عقوبات على إسرائيل؟

نشرت صحيفة فاينانشال تايمز مقال رأي للصحفي مارتن ساندبو يشرح فيه لماذا تصب العقوبات على إسرائيل في مصلحة أوروبا. وجادل بأن القيود على التجارة والرحلات الجوية، بالإضافة إلى تجميد احتياطيات النقد الأجنبي، تُظهر استعداد الاتحاد الأوروبي للتصرف باستقلالية عن الولايات المتحدة.

نفاد الصبر الأوروبي

في مقاله، يرى ساندبو أن صبر أوروبا على حرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قطاع غزة وعدوان المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة ربما بدأ ينفد أخيرا.

وأوضح أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أطلقوا في الأسابيع الأخيرة مراجعة لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، وعلقت بريطانيا المحادثات التجارية، وأدرج صندوق الثروة السيادية النرويجي شركة إسرائيلية على القائمة السوداء لتسهيل إمدادات الطاقة إلى مستوطنات الضفة الغربية، وهدد زعماء فرنسا وبريطانيا وكندا بفرض عقوبات على إسرائيل.

وتابع: “حتى ألمانيا، أقوى داعم لإسرائيل في أوروبا، تنتقد سلوك البلاد – ولكن بعد فوات الأوان، حيث سيظل الناس يتذكرون مدى السرعة التي فرض بها الغرب عقوبات غير مسبوقة على روسيا بعد الحرب الروسية واسعة النطاق في أوكرانيا”.

** الحرب ضد أوكرانيا وغزة

وأضاف ساندبو: “لا شك أن الغرب تعامل مع روسيا وإسرائيل بشكل مختلف، والنفاق جزء من المشكلة، لكن المقارنة مع الحرب في أوكرانيا مضللة أيضاً”.

وأضاف الكاتب أن “روسيا لم تواجه قط حملة وجودية أو هجوما شرسا من أوكرانيا مثل ما حدث لإسرائيل على يد حماس”.

كان يعتقد أنه ليس من الضروري أن نعتبر الحربين متكافئتين لكي نستنتج أن العقوبات يمكن تبريرها في كلتا الحالتين.

وتابع: “لذلك فقد حان الوقت لأوروبا لتوضيح بشكل ملموس كيف يمكنها فرض عقوبات على إسرائيل، وصياغة قرارات عقوبات خاصة بإسرائيل ودمجها في إطار سياسي منهجي للاستخدام العام لهذه الأداة الجيواقتصادية”.

** مناطق الجزاء

في مقاله، أشار ساندبو إلى أنه من الواضح أنه إذا قررت الدول الأوروبية فرض عقوبات، فسيتعين عليها القيام بذلك دون مشاركة الولايات المتحدة. لذلك، حان الوقت لتخطيط المجالات التي سيكون فيها للعقوبات الأوروبية ضد إسرائيل وحدها (أو بالتعاون مع حلفاء آخرين مستعدين) الأثر الأكبر.

وأشار إلى أن العقوبات المصرفية والمالية قد تكون عديمة الجدوى، إذ قد تسيطر الولايات المتحدة على جميع قنوات التمويل والدفع. ومع ذلك، أشار ساندبو إلى أن أحد الاستثناءات سيكون تجميد احتياطيات النقد الأجنبي، كما فعل الغرب مع روسيا. وهذا سيترتب عليه تكاليف اقتصادية.

برر الصحفي هذا الرأي بالإشارة إلى أن بنك إسرائيل يستثمر حوالي ربع احتياطياته الكبيرة نسبيًا من النقد الأجنبي في أوروبا. لذلك، فإن تجميد هذه الاحتياطيات قد يُقوّض مهمته في تحقيق الاستقرار المالي، وقد تُستخدم، مع مرور الوقت، لدفع أي تعويضات للفلسطينيين.

وتوقع ساندبو أيضا أن تؤثر العقوبات الأشد قسوة على التجارة والسفر، موضحا أنه وفقا لمكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، تستورد إسرائيل ما يقرب من نصف بضائعها من أوروبا وترسل أكثر من ثلث صادراتها إلى القارة.

أكد ساندبو أن الاستعداد للعقوبات يتعدى كونه ضرورة أخلاقية وسياسية ملحة للرد على انتهاكات القانون الدولي. وأكد أن الاتحاد الأوروبي، على وجه الخصوص، يجب أن يصوغ آلية لاتخاذ القرارات بشأن العقوبات، لا سيما للرد على أي رد أمريكي محتمل، وهو ما بدأ بالفعل بإجراءات واشنطن ضد المحكمة الجنائية الدولية.


شارك