رئيس الوزراء: الدولة أوفت بما وعدت به المُصدرين.. وضاعفنا القيمة المُقررة لبرنامج رد الأعباء

– تفعيل غرف الطوارئ في كافة الأقسام خلال عيد الأضحى المبارك.
وتعكس الزيادة الكبيرة في تحويلات المصريين بالخارج ثقة المصريين في استقرار الوضع الاقتصادي للبلاد.
أكد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي استعداد الحكومة لعيد الأضحى المبارك، قائلاً: “ناقشنا اليوم الاستعدادات الجارية لعيد الأضحى المبارك، وقد وجهت وزير التنمية المحلية بالتأكيد للمحافظين على أهمية زيادة الاستعدادات، وأنا على تواصل معهم بهذا الشأن”.
وأضاف مدبولي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي اليوم: “ونحن في موسم الحج، نتابع أيضا بعثة الحج المصرية في السعودية، سواء التابعة لوزارة السياحة، أو وزارة التضامن الاجتماعي، أو قرعة الحج التابعة لوزارة الداخلية، للتأكد من ظروف وإقامة الحجاج”.
وتابع: “فيما يتعلق بعيد الأضحى المبارك، صدرت توجيهات للوزراء والمحافظين بالاستعداد التام للعيد، وإنشاء غرف طوارئ في جميع المديريات، ونشر الكوادر فيها لضمان سرعة الاستجابة في حال حدوث أي طارئ – لا قدر الله. كما صدرت توجيهات بتجديد أماكن الصلاة في جميع المواقع التي حددتها وزارة الداخلية بالتشاور مع المحافظين، والتأكد من جاهزية المسالخ العامة لاستقبال الأضاحي وتنظيم عملية الذبح. كما يجب توفير وسائل نقل عام كافية خلال هذه الفترة”.
وأكد أنه يتابع استعدادات المستشفيات وسيارات الإسعاف، وتوافر الأدوية والمستلزمات الطبية، واستعدادات الحدائق العامة والشواطئ تحسبًا لتدفق كبير من الزوار خلال عيد الأضحى المبارك. كما تمت مناقشة توفر السلع الأساسية خلال العيد مع الوزراء والمحافظين، والوضع في هذا الصدد، ولله الحمد، مستقر تمامًا. مع ذلك، أود أن أحث المحافظين على التصدي الحازم لأي محاولات لاستغلال العيد في مشاريع بناء غير قانونية أو عشوائية، سواء على أراضي الدولة أو الأراضي الزراعية.
وأشار مدبولي إلى الاجتماعات التي عقدت هذا الأسبوع برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمتابعة عدد من ملفات العمل المهمة، ومنها مشروع الدلتا الجديدة مع هيئة المستقبل المصرية للتنمية المستدامة، فضلاً عن المشروعات الجارية على مستوى الجمهورية، خاصة في مجالات التأهيل الزراعي بالدلتا الجديدة وجنوب مصر.
وأضاف: “تضمنت لقاءات الرئيس أيضًا مناقشة إجراءات تعزيز تنافسية الاقتصاد المصري وزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر، بما في ذلك إطلاق منصة إلكترونية موحدة لتراخيص الاستثمار، والتي سيعرضها وزير الاستثمار والتجارة الخارجية اليوم في ختام المؤتمر”. وأكد أن هذه المنصة جزء من الإصلاحات الهيكلية، وستساهم في تبسيط إجراءات الحصول على التراخيص من خلال منصة موحدة.
وأضاف مدبولي أن الاجتماع، برئاسة السيد الرئيس، وحضور لفيف من وزراء المجموعة الاقتصادية والمسؤولين عن التنمية الصناعية، ناقش إجراءات زيادة وجذب الاستثمارات، والإجراءات المتعلقة بالإصلاحات الهيكلية في المجال الضريبي، وما يُخطط له من تسهيل وتبسيط الإجراءات للمستثمرين والمؤسسات الخاصة خلال الفترة المقبلة. وقد اعتمد سيادته الخطوات والإجراءات المقترحة في هذا الشأن.
وأشار إلى الاجتماع الذي عُقد بحضور وزير قطاع الأعمال العام، والذي نُوقش خلاله خطط تطوير مختلف الشركات القابضة والشركات التابعة لها في قطاع الأعمال العام، وخاصةً الشركة القابضة للغزل والنسيج. كما أشار إلى افتتاح المرحلة الأولى من مصانع المحلة الكبرى مؤخرًا في ديسمبر من العام الماضي.
وأضاف أنه من المتوقع الانتهاء من المرحلة الثانية في أكتوبر المقبل، على أن تكتمل مراحل تطوير مختلف شركات الغزل والنسيج التابعة للشركة القابضة على مستوى الجمهورية بحلول أبريل من العام المقبل. وأكد على الدور المحوري للشركة في صناعة الغزل والنسيج، حيث تتمتع مصر بميزة تنافسية كبيرة في هذا القطاع. وأشار إلى أنه مع عودة هذه الشركة العملاقة وشركاتها التابعة المختلفة، ستشهد مصر طفرة في هذا القطاع الواعد.
وأشار مدبولي إلى أن الرئيس أكد على أن إدارة وتشغيل هذه الشركات بعد الانتهاء من تطويرها يجب أن تتم بالشراكة مع مؤسسات القطاع الخاص.
وأكد على هذه النقطة المهمة، إذ تحرص الدولة على التعاون مع القطاع الخاص في إدارة وتشغيل مختلف المشاريع التنموية. وقد نوقش هذا الأمر في اجتماع مجلس الوزراء اليوم، حيث وجّه نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، ووزير الصناعة والنقل، ووزير الاستثمار والتجارة الخارجية، بالعمل معًا والتنسيق مع وزير قطاع الأعمال العام في هذا الشأن لجذب المزيد من الشركات العالمية والمحلية لإدارة هذه المشاريع بعد اكتمال تطويرها.
كما تناول مدبولي في كلمته عددا من القضايا الداخلية ذات الاهتمام العام، ومن بينها الظروف الجوية الاستثنائية التي شهدتها الإسكندرية نتيجة لتغير المناخ، بما في ذلك كميات غير مسبوقة من المياه والثلوج.
وأكد أن الدولة قادرة على التعامل مع الوضع بفضل الاستعدادات التي اتخذتها بناءً على توجيهات رئيس الجمهورية بإنشاء خلية للطوارئ في كل محافظة. ولتحقيق ذلك، عُقدت عدة اجتماعات ودورات تدريبية عملية لرفع كفاءة الاستجابة للأزمات في كل محافظة. وركز جزء من هذه الدورات، وخاصةً في محافظة الإسكندرية، على إدارة الكوارث الطبيعية المتعلقة بتغير المناخ.
وأشار إلى أنه بغض النظر عما إذا كانت هيئة الأرصاد الجوية قد أعطت تحذيرات كافية حول هذه الأزمة أم لا، فإن الأمر الأهم هو الاستجابة الفورية من كافة أجهزة الدولة والحكومة، وإزالة آثارها بنجاح وفعالية في أقصر وقت ممكن لتقليل الأضرار الناجمة عما حدث.
وأشار إلى أنه في الساعات الأولى من الأزمة، كان كل شيء على ما يرام، وتمكن المواطنون من التحرك بحرية، باستثناء بعض المناطق التي شهدت بعض الانتكاسات. ومع ذلك، نظرًا لغزارة الأمطار والرياح، كانت الأضرار طفيفة، وكان الرد سريعًا. وهذا مُتبع في جميع المحافظات، وهو نهج الدولة في مثل هذه الأزمات.
وأضاف مدبولي أنه من المتوقع تكرار هذه الأزمة وتداعياتها، وستكون آثارها سريعة، مع كميات غير مسبوقة من المياه والرياح في مصر. ومع ذلك، ستظل استعداداتنا كدولة شاملة دائمًا لتخفيف آثارها بشكل ملحوظ.
كما تناول رئيس الوزراء هموم المواطنين، وتحدث عن إطلاق مشروع “جريان” العقاري المهم. وأشار إلى أنه على الرغم من توضيح الحكومة في كلمته خلال الفعالية، فإن الرؤية الشاملة لتنمية الدلتا الجديدة تتضمن تخصيص مساحة تتراوح بين أربع وخمس محافظات جديدة لاستصلاح الأراضي والاستخدام الزراعي. ولذلك، سيتم في إطار تطوير هذه المناطق إنشاء قنوات ومسارات تحويلية وأنابيب مياه من النيل لخدمة مشروع الدلتا الجديدة للاستخدام الزراعي.
وتابع: “بكل بساطة، وفي إطار رؤية أوسع، ستتدفق المياه عبر الدلتا الجديدة عبر مناطق غير صالحة للزراعة. لذا، كانت الرؤية هي تسخير تدفق المياه عبر هذه المنطقة لتنفيذ مشروع عقاري ضخم وزيادة قيمة الأرض المخصصة لهذا المشروع. لم تُبنَ هذه البنية التحتية الضخمة لمشروع عقاري، بل كجزء من رؤية أوسع لتنمية البلاد. وللاستفادة منها وزيادة قيمة الأرض، كان من المقرر تنفيذ مشروع بالشراكة مع القطاع الخاص يُدر دخلاً للدولة ويغطي جزءًا من التكاليف المتكبدة في الدلتا الجديدة، بما يتماشى مع رؤية الاستفادة من أصول الدولة”.
وأضاف مدبولي أن الدولة استطاعت استغلال كل قطرة مياه من خلال جهودها لترشيد استخدام المياه، ومن خلال المشاريع التي نفذتها سابقًا، بما في ذلك تبطين الترع، ومعالجة مياه الصرف الزراعي، ومعالجة مياه الصرف الصحي. وهذا يتيح لمصر فرصة الاستفادة من زراعة مساحات أكبر من الأراضي، بنفس الحصص المائية لمصر، دون أي زيادة.
وأشار إلى أن التنفيذ يمثل منظومة متكاملة للدولة. فنحن نعمل منذ قرابة عشر سنوات على معالجة المياه، ونسعى جاهدين لترشيد استخدام المياه والري، مما يتيح لنا الآن تطوير أراضٍ زراعية جديدة تعمل ضمن الحصة المائية المحددة منذ قرون. وقد أثمرت هذه الخطوات عن إطلاق مشروع “الدلتا الجديدة”. وفي إطار هذا المشروع الضخم، حددنا مساحة تقارب 650 هكتارًا لمشروع عقاري هام سيعود بالنفع على الدولة ويساهم في تعظيم أصولها.
أشار مدبولي إلى المؤتمر الصحفي المهم الذي عقده وزيرا المالية والاستثمار أمس لإطلاق برنامج رد ضريبة الصادرات الجديد. وأشاد بجهود الحكومة لتعظيم ومضاعفة الصادرات المحلية، مؤكدًا اتخاذ خطوات مهمة ووعودها للمصدرين وتنفيذها.
وأوضح أن قيمة البرنامج بلغت 23 مليار جنيه مصري، وأن المستثمرين والمصدرين تكبدوا خسائر بسبب قلة المبلغ الذي لم يُغطِّ احتياجاتهم. إلا أن ذلك يعود إلى الوضع الاقتصادي. وقد وعدنا بصرف المبلغ خلال 90 يومًا لتسريع استلام الدعم المالي، وهذا ما حدث بالفعل.
وأضاف أن أهم ما في الأمر هو البرنامج الجديد الذي سيدخل حيز التنفيذ في الأول من يوليو المقبل، وسيضاعف المبلغ إلى نحو 45 مليار جنيه مصري. وهو برنامج جديد بآليات جديدة نشجع من خلاله الشركات على زيادة وتعميق الإنتاج المحلي وقيمته المضافة، مما سيؤثر على حجم الدعم المقدم لها ويرفعه.
وتابع: “نقطة أخرى هي أن جزءًا من هذا البرنامج سيُخصص لشركات أجنبية محددة لتتمكن من الاستثمار في قطاعات نحتاجها بشدة لتلبية الطلب في السوق المحلية أو حتى التصدير إلى الخارج. هذه أمور جديدة لم تكن لدينا كدولة القدرة على القيام بها حتى الآن”.
وأضاف: “ندعم أيضًا الشركات الكبرى التي تُصدر بكميات كبيرة. بعض الشركات، على سبيل المثال، تُصدر وحدها مليار دولار أو أكثر. لذلك، يُمكنني استخدام جزء من هذا البرنامج لتشجيعها على زيادة صادراتها. تخيّل شركة في قطاع الأجهزة المنزلية تُصدر مليار دولار. قيل لي إنه بمساعدتنا، يُمكننا زيادة صادراتها بنسبة 30 إلى 35%. هذا يعني أنها، كشركة بمفردها، يُمكنها زيادة صادراتها بنحو 350 مليون دولار سنويًا. لذا، يُوفر لها هذا النموذج حافزًا استثنائيًا للعمل بجدّ أكبر.”
وقال: “الجزء الآخر من البرنامج المُعلن يتعلق بالمتأخرات المتراكمة عن الفترة السابقة، والتي بلغت حوالي 60 مليارًا. وقد أُعلن عن إجراء لتسوية هذا الأمر مع الشركات لضمان استيفاء حقوقها. وسيتم توفير نصف هذا المبلغ نقدًا، وسيتم خصم النصف الآخر من ديون الدولة لهذه الشركات”.
وتابع: “بدلاً من دفع اشتراكات الدولة عبر المدفوعات، سنخصمها من الاشتراكات. ولأول مرة، نعلن عن البرنامج قبل شهر ونصف من تنفيذه. وقد انتهينا منه في مارس من العام الماضي، لكننا انتظرنا حتى نصل إلى توافق ونبدأ حوارًا تعاونيًا مع المواطنين. ولله الحمد، تم اعتماد هذا البرنامج، وكذلك الإصلاحات الهيكلية المهمة الأخرى المتعلقة بتبسيط الإجراءات والمنصة الإلكترونية”.
واختتم مدبولي كلمته قائلاً: “الخبر السار الذي أود أن أختم به هو إعلان البنك المركزي عن ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج بشكل ملحوظ. فبين يوليو ومارس، ارتفعت التحويلات بنسبة 82.7%، لتصل إلى حوالي 26.4 مليار دولار، مقارنةً بـ 14.4 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. كل هذا يعكس ثقة المصريين في استقرار الاقتصاد المصري ونموه الاقتصادي”.