ليبيا.. الدبيبة يرفض المسارات الموازية للإنفاق العام خارج الشرعية

بعد ساعات من انعقاد جلسة مجلس النواب برئاسة عقيلة صالح، والتي أقر فيها ميزانية الصندوق الليبي للتنمية والإعمار. – حتى الساعة 20:30 بتوقيت جرينتش، لم يعلق مجلس النواب أو يرد على بيان برنامج حكومتنا.
أعرب رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة عن معارضته “لأي مسارات إنفاق عام موازية” بعد موافقة مجلس النواب على ميزانية صندوق التنمية والإعمار.
وأعرب الدبيبة عن هذا الموقف خلال لقاء عقده الاثنين مع عدد من أعضاء المجلس الأعلى للدولة (هيئة استشارية برلمانية)، بحسب بيان على منصة “حكومتنا” الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وذكر البيان أن الدبيبة وأعضاء مجلس الدولة ناقشوا “التطورات السياسية والاقتصادية الراهنة ومشروع الحكومة في ترسيخ الاستقرار وتوحيد المؤسسات”.
قبل أكثر من أسبوعين، اندلعت توترات أمنية في طرابلس، شملت اشتباكات مسلحة بين قوات حكومة الوفاق الوطني وجماعات مسلحة. كما شملت التوترات السياسية مظاهرات واحتجاجات، مؤيدة ومعارضة لحكومة الوفاق الوطني.
وأضاف البيان أن الاجتماع تناول أيضا “حماية الاقتصاد من التلاعب الموازي في السوق المالية”.
وفي هذا السياق، أعرب الدبيبة عن “رفض حكومته القاطع لأي مسارات إنفاق عام موازية خارج الإطار القانوني”.
جاء ذلك بعد ساعات قليلة من انعقاد جلسة لمجلس النواب في بنغازي (شرق)، برئاسة عقيلة صالح، والتي وافق خلالها المجلس على إعداد موازنة الصندوق الليبي للتنمية والإعمار، مع الإيضاحات والملاحظات اللازمة من أعضاء المجلس.
وقال المجلس في بيان إنه “سيتم تشكيل لجنة تضم عضوا من كل منطقة (مدينة) للاجتماع مع إدارة الصندوق لإعداد الميزانية وتحديد كيفية إنفاق الأموال في جميع المناطق”.
أُنشئ صندوق التنمية والإعمار الليبي من قِبَل مجلس النواب قبل نحو عامين، وعُيّن بلقاسم خليفة حفتر رئيسًا له. يعمل الصندوق على إعادة إعمار البلاد، ويتعاقد مع شركات دولية متخصصة.
وحذر الدبيبة من أن “هذه الممارسات تفرض أعباء مالية هائلة على الدولة، يتم إنفاقها على أهداف غير واقعية ثم يتم سدادها من خلال الدين العام، مما يؤدي فعليا إلى خفض إيرادات المواطنين وانخفاض حقيقي في دخولهم”، على حد قوله.
وأكد أن “المواطن الليبي لن يستفيد من المشاريع المنفذة خارج النظام المالي الموحد بأضعاف مضاعفة”.
وفي هذا السياق، دعا الدبيبة رئيس مجلس النواب إلى “الكشف عن مصير أكثر من 100 مليار دينار صرفت خارج الموازنة العامة خلال العامين الماضيين”، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.
وأكد أن هذا الطلب لم يكن من باب الشفافية فقط، بل هو نتيجة مباشرة لانخفاض قيمة الدينار الليبي بسبب هذه النفقات، مما كان له تداعيات خطيرة على دخل المواطنين وثقة السوق.
حتى الساعة 20:30 بتوقيت جرينتش، لم يعلق مجلس النواب أو يرد على بيان برنامج حكومتنا.
وقال الدبيبة: “حذر عدد من الخبراء الاقتصاديين من أن إقرار الموازنة الموازية، رغم عدم قانونيتها، سيؤدي بشكل مباشر إلى ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية”.
وأشار إلى أن ذلك “نتيجة لفقدان الثقة في الأسواق المالية وزيادة الضغوط على الاحتياطيات، مما يؤثر سلباً على استقرار العملة ومستوى معيشة المواطنين”.
وفي مطلع أبريل/نيسان الماضي، قرر البنك المركزي الليبي خفض قيمة الدينار الليبي أمام العملات الأجنبية “نتيجة تدهور الوضع المالي للبلاد نتيجة الإنفاق المزدوج للحكومتين المتنافستين”.
وتشهد ليبيا أزمة منذ أكثر من ثلاث سنوات، وتشهد صراعا بين حكومة الوفاق الوطني بقيادة عبد الحميد دبيبة، ومقرها العاصمة طرابلس، والتي تحكم منها كامل الجزء الغربي من البلاد.
وتدير حكومة أسامة حمد، المعينة من قبل مجلس النواب ومقرها بنغازي، كامل شرق البلاد بالإضافة إلى المدن الواقعة في الجنوب.
في ظل هذه الظروف، تواصل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا جهودها لإجراء انتخابات في ليبيا. ويأمل الليبيون أن يُنهي ذلك الصراعات السياسية والمسلحة والمراحل الانتقالية المستمرة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي (1969-2011).