أستاذ بمعهد الفلك: مصر تمر بفترة نشاط زلزالي طبيعية

قال الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، إن تزايد الحديث عن الزلازل الأخيرة في المنطقة، بما في ذلك زلزال أمس والعاصفة التي ضربت الإسكندرية قبل أيام، أثار قلقًا عامًا. ويربط البعض هذه الأحداث بظواهر طبيعية.
وأضاف في لقاء مع هدير أبو زيد ببرنامج “كل الأبعاد” على قناة إكسترا نيوز، أن الزلازل الأخيرة هي زلازل طبيعية داخل الحزام الزلزالي النشط في البحر المتوسط، الممتد من قبرص حتى جزيرة كريت والمناطق المحيطة بها.
وتابع: “تحدث هذه الزلازل بشكل متكرر ومنتظم في حزام الزلازل، المعروف بنشاطه الدائم. لكن ما حدث مؤخرًا كان اندفاعًا مفاجئًا للنشاط الزلزالي، يُعرف بالعواصف الزلزالية”.
وتابع: “على الرغم من تكرار حدوث الزلازل، فإن جميع الزلازل التي سجلناها وقعت على أعماق كبيرة تبلغ حوالي 60 كيلومترًا. هذا يجعلها أقل خطورة على البنية التحتية ولا تُسبب أضرارًا جسيمة بالممتلكات. هذا العمق الآمن يُقلل من خطر الدمار. هناك فرق كبير بين الزلازل العميقة والزلازل الضحلة، التي قد تُخلف وراءها هزات ارتدادية خطيرة”.
وأشار إلى أن الزلازل أمر طبيعي في هذه المناطق النشطة، ولكن لا توجد أي مؤشرات على كارثة وشيكة. وقال: “نحن ببساطة نشهد فترة من النشاط الزلزالي الطبيعي، مثل النشاط الشمسي أو غيره من الظواهر الطبيعية. لا يمكن التنبؤ بالزلازل بدقة، لكننا نرصدها باستمرار”.
واختتم شريف حديثه مطمئنًا المواطنين: “الحمد لله، مصر أقل تأثرًا بالنشاط الزلزالي مقارنةً بدول الجوار كقبرص واليونان وجنوب تركيا. هذا النشاط طبيعي ولا يدعو للقلق. نأمل أن تكون هذه الفترة هادئة، ونحث الجميع على اتباع تعليمات السلامة”.
شهدت مصر الشهر الماضي نشاطًا زلزاليًا أثر على سكان عدة محافظات. وسجلت الشبكة الوطنية لرصد الزلازل التابعة للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيائية هزتين قويتين وعشرات الهزات الارتدادية.
في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، سجّلت أجهزة الرصد زلزالًا جديدًا بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر. كان مركز الزلزال على بُعد 593 كيلومترًا من مدينة مرسى مطروح غرب مصر، بالقرب من الحدود الجنوبية لتركيا. أعقب الزلزال 16 هزة ارتدادية بقوة أقل من 3.5 درجة، وفقًا للمركز القومي للبحوث الفلكية.
وقال المركز في بيان إن الهزات الارتدادية هي زلازل ذات شدة أقل تتبع الصدمة الرئيسية وتساعد في إطلاق الطاقة المتبقية في الصفائح التكتونية للأرض حتى يستقر النظام الجيولوجي مرة أخرى.