الذكاء الاصطناعي يرسم مستقبلا أخضر في مواجهة تطرفات المناخ

الذكاء الاصطناعي يتنبأ بالعواصف ويتتبع ذوبان الجليد. تقلل التقنيات الذكية من استهلاك الطاقة بنسبة 30% طائرات بدون طيار تراقب الصيد الجائر وتحمي الحياة البرية يكتشف الذكاء الاصطناعي أمراض النباتات ويقلل من استخدام المبيدات الحشرية. تستخدم الأمم المتحدة الذكاء الاصطناعي لمراقبة انبعاثات غاز الميثان. منصات عالمية تتعقب التلوث وتراقب صحة الشعاب المرجانية

في أعقاب عاصفة الإسكندرية قبل ثلاثة أيام، برزت انتقادات واسعة النطاق لتراجع دور هيئات الأرصاد الجوية. فهي لا تزال تعتمد على أدوات تنبؤ لا تواكب تغير المناخ السريع والتقدم التكنولوجي. وتتزايد أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأزمات والكوارث الطبيعية، لتمكين السلطات من اتخاذ قرارات مدروسة والتخفيف من آثار تغير المناخ.

الذكاء الاصطناعي كأداة لمكافحة تغير المناخ

وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة الذكاء الاصطناعي للعلوم العامة، فإن الذكاء الاصطناعي هو أحد أسرع التقنيات نموًا والتي يمكن أن تساعد في حل المشكلات الناجمة عن تغير المناخ:

التنبؤ بالأحداث الجوية المتطرفة

نماذج ذكية لرصد تغير المناخ

يمكن لنماذج المناخ المدعومة بالذكاء الاصطناعي التنبؤ بالأحداث الجوية المتطرفة، وتتبع ذوبان القمم الجليدية القطبية، وتوفير رؤى للتخفيف من مخاطر المناخ.

تجربة وكالة الفضاء الأوروبية

تستخدم وكالة الفضاء الأوروبية الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الأقمار الصناعية لتتبع إزالة الغابات ورسم خرائط التغيرات في مناخ الأرض، وتلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على البيئة العالمية.

الذكاء الاصطناعي وتحسين كفاءة الطاقة

حلول ذكية لترشيد استخدام الطاقة وتقليل الانبعاثات

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُخفّض استهلاك الطاقة، ويُحسّن استقرار الشبكة، ويُقلّل الهدر. تستخدم الشبكات الذكية الذكاء الاصطناعي لتحقيق التوازن بين العرض والطلب آنيًا، مما يُخفّف الضغط على موارد الطاقة ويُقلّل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

مثال من جوجل وديب مايند

استخدمت شركة DeepMind التابعة لشركة Google الذكاء الاصطناعي لتقليل استهلاك الطاقة في مراكز البيانات الخاصة بها، وساهمت توصياتها المستندة إلى الذكاء الاصطناعي في خفض تكاليف التبريد بنسبة 30%.

الذكاء الاصطناعي والحفاظ على الأنواع

مراقبة التهديدات وحماية الأنواع المهددة بالانقراض

يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في الحفاظ على الأنواع من خلال تحليل مجموعات ضخمة من البيانات، وتحديد التهديدات المحتملة للحياة البرية، واقتراح التدابير التخفيفية.

طائرات بدون طيار لمراقبة الحياة البرية

تستطيع الطائرات بدون طيار التي يتم التحكم فيها بواسطة الذكاء الاصطناعي مراقبة الأنواع المهددة بالانقراض، وتتبع أنشطة الصيد الجائر، والمساعدة في استعادة الموائل عن طريق زراعة الأشجار في المناطق التي تم إزالة الغابات منها.

تجربة الصندوق العالمي للطبيعة

يستخدم الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) الذكاء الاصطناعي لمراقبة وحماية الأنواع المهددة بالانقراض. تساعد كاميرات المراقبة المزوّدة بالذكاء الاصطناعي في مراقبة النمور ووحيد القرن في البرية، وتوفر بيانات قيّمة للحفاظ على الأنواع.

الذكاء الاصطناعي في الإدارة الزراعية

حلول زراعية دقيقة ومستدامة

وفقًا لشركة سينجينتا، يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بتهديدات الآفات والأمراض، وظروف التربة، ونمو النباتات وإمكانات الغلة، وتزويد المزارعين بمعلومات في الوقت الفعلي عن تفشي الأمراض والآفات حتى يتمكنوا من تطبيق علاجات دقيقة عند الحاجة.

تأثير تقليل المواد الكيميائية وتعزيز الاستدامة

ويؤدي هذا إلى قيام المزارعين بتقليل استخدامهم للمواد الكيميائية، وتقليل تأثيرهم البيئي، وتحقيق استدامة أكبر للمزارع، وتقليل استهلاك المياه، وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة، وزيادة إنتاج الغذاء.

مثال من شرق أفريقيا

تستخدم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD) الذكاء الاصطناعي لتحسين توقعات التأثير لمركز التنبؤ بالمناخ وتطبيقاته في القطاع الزراعي في شرق إفريقيا، وهو أمر بالغ الأهمية للأمن الغذائي وسبل العيش والتنمية الاقتصادية.

حماية البيئة من خلال الذكاء الاصطناعي

تحليل البيانات البيئية والتوقعات المستقبلية

وفقًا لموقع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، تكمن أكبر فوائد الذكاء الاصطناعي في قدرته على تحديد أنماط البيانات، مثل الشذوذ والتشابه، والتنبؤ الدقيق بالاتجاهات المستقبلية استنادًا إلى الرؤى التاريخية. لذا، يُعدّ الذكاء الاصطناعي بالغ الأهمية لرصد البيئة ومساعدة الحكومات والشركات والأفراد على اتخاذ قرارات أكثر مراعاةً للبيئة.

مراقبة انبعاثات الميثان كمثال

على سبيل المثال، يستخدم برنامج الأمم المتحدة للبيئة الذكاء الاصطناعي للكشف عن انبعاثات غاز الميثان من منشآت النفط والغاز، وهو غاز دفيئة يساهم في تغير المناخ.

معالجة الأزمة الكوكبية الثلاثية

وتثير مثل هذه التطورات الآمال في أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من مساعدة العالم في معالجة بعض جوانب الأزمة العالمية الثلاثية: تغير المناخ، وفقدان الطبيعة والتنوع البيولوجي، والتلوث والنفايات.

أشهر المنصات الذكية التي تخدم البيئة والمناخ

نماذج عالمية تطبق الذكاء الاصطناعي على قضايا المناخ

هناك العديد من الأدوات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لدراسة المشاكل البيئية والمناخية، بما في ذلك:

الذكاء الاصطناعي المناخي: منصة لتحليل بيانات المناخ والتنبؤ بالتغيرات المستقبلية.

Terramonitor: لمراقبة التغيرات البيئية مثل التلوث وتغيرات المياه وتغيرات النباتات.

EarthAI: لتحليل الصور الجوية والتنبؤ بالتلوث والغطاء النباتي.

تتبع المناخ: تتبع انبعاثات الكربون والغازات المسببة للاحتباس الحراري.

تقنية النهر الأزرق: تحسين الزراعة وخفض الانبعاثات.

ClimateClever: تحسين كفاءة الطاقة في المنازل والشركات.

المراقبة العالمية للغابات: مراقبة الغابات من خلال التصوير الجوي.

Ecometrica: لتتبع الانبعاثات وتحليل البيانات البيئية.

NatureServe: لتقييم الحياة البرية وتحديد الأنواع المهددة بالانقراض.

CoralNet: مراقبة صحة الشعاب المرجانية والحياة البحرية.

دعوة لاستخدام الذكاء الاصطناعي لحماية الكوكب

وأخيرا، لحماية الكوكب من تغير المناخ، من الضروري بشكل عاجل تسخير الإمكانات الكاملة للذكاء الاصطناعي باعتباره امتدادا ودعما للعامل البشري، الذي يتحمل مسؤولية تحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجي وآثاره.