الهجوم على قطاع العسل المصرى.. حقائق علمية أم جرى وراء الترند؟

منذ 22 ساعات
الهجوم على قطاع العسل المصرى.. حقائق علمية أم جرى وراء الترند؟

– طلبات الحصول على المعلومات من وزارة الصحة ووزارة التموين ودعوة للإبلاغ عن مروجي الشائعات. – رئيس اتحاد النحالين العرب: نسبة الغش محدودة وتتركز في العشوائيات. بحيري: الشائعة أضرت بسمعة المنتج المصري وأعاقت جهود الدولة لزيادة الصادرات. – رئيس قسم بحوث النحل: مصر من أكبر مصدري العسل ومنح الرقابة القضائية يمنع الغش.

 

ووصف رئيس اتحاد النحالين العرب فتحي البحيري، الهجمات على إنتاج العسل المصري بـ”غير المبررة”، مؤكدا أن اتهامات الغش الموجهة لجميع ماركات العسل المصرية لا أساس لها من الصحة على الإطلاق.وفي تصريحات خاصة لـ«الشروق»، قال البحري إن هذه الشائعة التي كررها بعض صناع المحتوى، ألحقت ضرراً كبيراً بسمعة المنتج المصري. وأدى ذلك إلى تعليق بعض عقود التصدير، وطلب من عدة دول الإدلاء بتصريحات رسمية حول الحادث. وبالإضافة إلى ذلك، انخفضت ثقة المستهلك المحلي في معظم المنتجات المتوفرة حالياً في السوق.ودعا إلى تضافر جهود وسائل الإعلام والخبراء لاستعادة الثقة. وشمل ذلك رفع دعاوى قضائية ضد من ينشرون معلومات كاذبة تضر بالاقتصاد، وإجراء حملات توعية للمستهلكين لإرشادهم إلى كيفية التمييز بين العسل النقي والمغشوش.أكد رئيس اتحاد النحالين العرب أن مصر دولة رائدة في تربية النحل، وتمتلك أكثر من مليوني خلية نحل تمتد من شمال الدلتا إلى صعيد مصر، وتغطي مناطق زراعية مختلفة توفر تنوعاً بيولوجياً نادراً من مصادر الرحيق. وينعكس ذلك بشكل مباشر على جودة العسل المصري وتميزه.وأوضح أن العسل المصري يصدر إلى أكثر من 25 دولة، وأن الطلب العالمي عليه يتزايد بسبب جودته وسعره التنافسي. وأشار إلى أن الدولة تسعى إلى زيادة حجم الصادرات من خلال تطوير خطوط الإنتاج المطابقة للمواصفات الأوروبية وتحسين سلاسل التعبئة والتغليف وتوسيع الاعتماد الدولي للمختبرات المحلية.وأشار إلى أن الصادرات في عام 2024 ستصل إلى 2300 طن من العسل، بالإضافة إلى تصدير 1.2 مليون عبوة من النحل الحي، وهو ما يمثل قيمة تصديرية تبلغ 300 مليون دولار من قطاع تربية النحل المصري. يوفر قطاع تربية النحل مصدر دخل مباشر وغير مباشر لأكثر من 30 ألف أسرة في ريف مصر. معظمهم من مربي النحل الصغار والنساء الريفيات. وأشار إلى أن التقديرات العلمية تشير إلى أن نسبة الغش منخفضة جداً، وبرأيه فإن معظمها يتركز في الأسواق غير الرسمية والمنتجات مجهولة المصدر، في حين أن النحالين المرخصين والشركات المعتمدة يحافظون على أعلى معايير الجودة ويخضعون للتفتيش بشكل دوري.وأوضح: “أكد الخبراء أن الطريقة العلمية الوحيدة لتمييز العسل الطبيعي هي التحليل الكيميائي في مختبر معتمد، أما الطرق المنزلية الشائعة فهي غير دقيقة”. وينصح المستهلكين بالشراء من مصادر موثوقة والبحث عن شهادة تحليل معتمدة أو تصريح إنتاج من وزارة الصحة أو الزراعة.وأشار رئيس اتحاد النحالين العرب إلى وجود خطة طموحة لتطوير قطاع العسل المصري. وتتضمن هذه الخطة إنشاء معامل تحليلية معتمدة دوليا في مصر، وإدخال علامة تجارية موحدة للعسل المصري، ودمج تربية النحل في مشاريع التنمية الريفية والمجتمعية، ودعم صادرات العسل كجزء من استراتيجية الحكومة لترويج المنتجات الطبيعية.من جانبها، أكدت الدكتورة أسماء أنور، رئيس قطاع بحوث النحل بوزارة الزراعة، أن العسل المصري يتصدر قائمة صادرات مصر إلى دول العالم، ويساهم في توفير النقد الأجنبي للدولة.وأضافت أن العسل يخضع للعديد من الاختبارات الفيزيائية والكيميائية للتأكد من مطابقة المنتج للمواصفات القياسية المصرية وكذلك المواصفات القياسية للدولة المستوردة. وأوضحت أن هذه المواصفات تختلف باختلاف النبات المصدر للعسل.وأوضح أنور لـ«الشروق» أن صادرات العسل بلغت 3200 طن العام الماضي، ويتم تصدير ما بين مليون إلى 1.2 مليون سرب من النحل الحي سنويا، من إجمالي 1.5 مليون سرب تشكل الإنتاج السنوي لمصر. وأشارت إلى أن السمعة السيئة التي يتمتع بها العسل المصري تشكل عائقا أمام زيادة الصادرات خاصة إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.وأشارت إلى أن مصر تحتل المركز 46 عالمياً في إنتاج العسل، وتتصدر الصين وتركيا والهند والبرازيل المراكز الأولى. وتمثل صادرات العسل المصري نحو ثلاثة أعشار إجمالي الصادرات العالمية، بقيمة 78 مليون دولار، ويبلغ حجم التجارة العالمية لهذا المنتج 6 مليارات دولار.وأكدت أن العسل الجيد له مواصفات معينة تميزه مثل نسبة الرطوبة التي لا تتجاوز 20% وأن هناك مختبرات حصلت على شهادة الأيزو 17025. وأوضحت أن كل العسل يتم تحليله ويحظى باستقبال جيد في الدول، ولذلك تطالب هذه الدول بتصدير العسل المصري.وأشارت إلى أن هيئة حماية المستهلك وهيئة سلامة الغذاء هما المسؤولتان عن مراقبة هذا المنتج، مضيفة: “طلبنا مراراً وتكراراً منح معهد أبحاث النحل بوزارة الزراعة صلاحية قضائية لفحص مكونات العسل وتحديد مدى مطابقته للمواصفات”. وأكدت أن نقل صلاحيات الشرطة القضائية إلى إدارة أبحاث النحل في الوزارة “سيمكننا من اكتشاف الأنشطة الاحتيالية في الأسواق”.وزعم مقطع فيديو نشره موقع “أكيلان” الشهير، أن كل العسل الموجود في مصر مغشوش. ووصف صانعو المحتوى عسل السدر، الذي يصل سعره إلى 2000 جنيه مصري، بأنه “ماء سكر بسيط”، واستعرضوا أشهر ستة ماركات عسل في مصر. ووجدوا خلال تحليلهم أن جميع ماركات العسل مغشوشة. وتم خلطها جميعها بالسكر، ما أثار جدلاً واسعاً بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. وتضم صفحتها على اليوتيوب نحو 25 ألف متابع، بالإضافة إلى آلاف المتابعين على صفحاتها الأخرى على مواقع التواصل الاجتماعي.تقدم عضو مجلس النواب أيمن محسن بطلب عاجل للتحقيق مع صناع محتوى موقع “أكويلانز” والتأكد من جودة العسل المتوفر في الأسواق المصرية. ووجه النائب الطلب إلى رئيس مجلس الوزراء ووزيري التموين والصحة ورئيس جهاز حماية المستهلك لمراجعة صحة نتائج هذه الفحوصات. وفي حال تأكيد ذلك، فإنه من شأنه أن يكشف عن تورط علامات تجارية معروفة في بيع المنتجات المقلدة.


شارك