بعد بلاغ وزارة الصحة.. النيابة تخلي سبيل الأمين المساعد بنقابة الأطباء

أمرت النيابة العامة بإخلاء سبيل الدكتور خالد أمين، نائب الأمين العام لنقابة الأطباء، بكفالة مالية، بعد انتهاء التحقيقات في البلاغ المقدم من وزارة الصحة. وتم التحقيق بحضور نقيب الأطباء الدكتور أسامة عبد الحي، والمستشار القانوني للنقابة محمود عباس.
صرحت النقابة في بيان لها اليوم: “لقد تواجدت النيابة العامة بأكملها، بالإضافة إلى عدد من الأطباء، في مقر النيابة العامة للتعبير عن تضامنهم المطلق مع الدكتور خالد أمين. وأكدوا أن العمل النقابي ليس جريمة، بل حق أساسي يكفله الدستور والقانون. إن محاسبة ممثل نقابي على تصريحات أو مواقف تخدم المهنة والمنظومة الصحية أمر غير مقبول شكلاً وموضوعاً، ويشكل سابقة خطيرة تقوض روح العمل النقابي الحر، الذي ساهمت الدولة نفسها في ترسيخه كركيزة أساسية لحرية التعبير والمشاركة”.
وذكرت النقابة أن الدكتور خالد أمين أنكر خلال التحقيقات جميع التهم المنسوبة إليه وقدم مستندات رسمية ودراسات موثقة تدعم موقفه وتؤكد صحة أقواله.
تتضمن الدعوى المرفوعة من قبل الدكتور خالد أمين عضو نقابة الأطباء، أربع تهم رئيسية، تندرج جميعها تحت مظلة نشر أخبار كاذبة من شأنها إثارة الذعر والبلبلة بين الوسط الطبي والجمهور. ويأتي ذلك استناداً إلى تصريحاته في برنامج تلفزيوني قال فيها إن 12 طبيباً يستقيلون من عملهم يومياً، وأن راتب الأطباء حديثي التخرج يبلغ نحو 6 آلاف جنيه مصري، وأن النسخة الأصلية من قانون الأخطاء الطبية ستؤدي إلى زيادة هجرة الأطباء، وأنه تحدث بشكل مبالغ فيه عن الاعتداءات المتكررة على الأطباء، بحسب شكوى وزارة الصحة.
وبحسب بيان النقابة، فإن الرد على الاتهامات كان على النحو التالي:
1. استقالات يومية للأطباء:
استعرض الدكتور خالد أمين نتائج أبحاث وبيانات نقابة الأطباء، والتي تشير إلى أن متوسط عدد الأطباء المسجلين كممارسين خاصين سيصل إلى 12 طبيبًا يوميًا في عام 2024. كما استشهد بإحصائيات أخرى نشرت سابقًا على الموقع الرسمي للنقابة، مؤكدًا أن عام 2022 شهد أعلى عدد من الأطباء المغادرين لوزارة الصحة.
2. تحذير من عمليات فصل جماعي في حال صدور قانون المسؤولية الطبية:
وأوضح أن تصريحاته جاءت في أعقاب صدور النسخة الأولى من قانون الأخطاء الطبية الذي رفضته النقابة، والاستياء الذي شهدته النقابة عند الإعلان عن النسخة الأولى من مشروع القانون. وأعلن عدد من الشخصيات البارزة في القطاع عبر مواقع التواصل الاجتماعي نيتهم اعتزال المهنة في حال إقرار القانون بصيغته الأصلية.
3. دراسة رسمية حول نقص الأطباء:
وأشار الدكتور خالد أمين إلى دراسة مشتركة بين وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي منذ عام 2020 – والتي كلف بها آنذاك وزير الصحة الحالي الدكتور خالد عبد الغفار – بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ونقابة الأطباء. وتوصلت الدراسة إلى أن نسبة الأطباء العاملين فعلياً في وزارة الصحة لا تتجاوز 38% من إجمالي عدد الأطباء في مصر، في حين أن الباقي يسافرون أو يعملون في القطاع الخاص. ويمثل هذا عجزاً كبيراً مقارنة بالمتوسط العالمي، حيث يبلغ المتوسط العالمي 24 طبيباً لكل 10 آلاف نسمة، بينما يبلغ المتوسط المحلي 8.6 طبيب فقط لكل 10 آلاف نسمة. وتوصلت الدراسة إلى أن أسباب عزوف الأطباء عن العمل في وزارة الصحة والاستقالة منها هي انخفاض الأجور وبيئة العمل غير الآمنة.
4. انخفاض رواتب الأطباء:
وأكد الدكتور خالد أمين أن متوسط راتب الأطباء الجدد أو الحاصلين على درجة الماجستير يبلغ نحو 6 آلاف جنيه مصري شهريا. ويدعم هذا الادعاء العديد من الشكاوى المقدمة إلى النقابة. وتعهد الدكتور خالد أمين بتقديم وثائق رسمية (كشوف مرتبات) لإثبات صحة أقواله.
5. عدم تنفيذ قرار وزارة الصحة بتغطية تكاليف الدراسات العليا:
وأوضح أن القانون الصادر عام 2014 لم يطبق رغم صدور قرار وزاري عام 2023، مؤكداً أن النقابة مستمرة في اللقاءات مع الوزارة للمطالبة بالتطبيق، وقد تواصلت رسمياً مع الوزارة بهذا الخصوص. وكان آخر هذه الإخطارات في عام 2024، ولا تزال المفاوضات بشأن تنفيذ القانون جارية.
وأعربت النقابة عن ثقتها الكاملة في نزاهة النيابة العامة والقضاء المصري العادل الذي ظل على مر العصور حصناً للحقوق والحريات وضماناً لاحترام الدستور وسيادة القانون.