الصحة تنظم يوما علميا بمناسبة اليوم العالمي لمرض التصلب المتعدد لتعزيز الوعي المجتمعي

منذ 4 أيام
الصحة تنظم يوما علميا بمناسبة اليوم العالمي لمرض التصلب المتعدد لتعزيز الوعي المجتمعي

نظمت وزارة الصحة والسكان يوما علميا بمناسبة اليوم العالمي للتصلب اللويحي والذي يوافق 27 مايو من كل عام. وأقيمت الفعالية بالتعاون مع عدد من الجهات ذات العلاقة وحضرها نخبة من أساتذة ومتخصصي طب الأعصاب وممثلي المؤسسات الطبية والأكاديمية ومنظمات المجتمع المدني المعنية برعاية ودعم مرضى التصلب المتعدد.

وأكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن تنظيم اليوم العلمي يأتي في إطار التزام الوزارة برفع الوعي العام بمرض التصلب المتعدد ودعم التشخيص المبكر، حيث يعد هذا المرض أحد الأسباب الرئيسية للإعاقات غير العشوائية بين الشباب. وأشار إلى أن التشخيص المبكر يساعد على تحسين نوعية حياة المرضى وتقليل المضاعفات المرتبطة بالمرض.

وأوضح عبد الغفار أن التصلب المتعدد لا يشكل عبئاً صحياً فحسب، بل يشكل عبئاً ثقيلاً على الأسرة أيضاً، التي تلعب دوراً أساسياً في رعاية المريض ومتابعة علاجه. وهذا يؤكد أهمية بناء نظام علاج متكامل ومستدام. وأشار إلى أن وزارة الصحة تولي اهتماما كبيرا بإعادة توزيع الموارد المتاحة لتطوير خطط العلاج وتوفير الأدوية وزيادة عدد الأقسام المتخصصة في جميع أنحاء البلاد.

وأضاف أن جهود الدولة في هذا المجال أثمرت عن انخفاض كبير في عدد النوبات التي يتعرض لها المرضى سنويا. وكشفت دراسة حديثة تم تقديمها في هذا الحدث أن المرضى كانوا يعانون في السابق من حوالي ثلاث نوبات سنويًا. ومع ذلك، انخفض هذا العدد إلى النصف منذ أن أصبح العلاج المنتظم والمجاني متاحا. ويساهم هذا في تقليل المضاعفات طويلة الأمد والتكاليف المرتبطة بها.

من جانبه أشار الدكتور إسحاق جميل نائب رئيس الأمانة لشئون المراكز الطبية التخصصية إلى أن الأمانة اتخذت خطوات عملية لتوسيع إنشاء وحدات متخصصة لعلاج التصلب اللويحي في مختلف المحافظات. ويوجد حاليًا 18 محطة في عشر محافظات، تخدم حوالي 70% من المرضى على مستوى البلاد.

وأضاف أن الأمانة العامة ملتزمة بتسهيل الوصول إلى الخدمات في المناطق النائية من خلال توفير خدمات الاختبار والتقييم عن بعد بالتعاون مع نخبة من أساتذة الجامعات. ويساهم ذلك في ضمان الرعاية الطبية الشاملة وعالية الجودة، وهو جزء من خطة الحكومة لدعم المرضى وتخفيف معاناتهم.

وفي كلمتها خلال الفعالية، قالت الدكتورة دينا زمزم، أستاذة طب الأعصاب بجامعة عين شمس ورئيسة وحدة علاج التصلب اللويحي بمستشفى الشيخ زايد آل نهيان، إن التشخيص المبكر هو التحدي الأكبر في مكافحة المرض لأن أعراضه تتشابه مع أعراض العديد من الاضطرابات العصبية الأخرى، مما يؤدي إلى تأخير كبير في اكتشافها. وأشارت إلى أن قاعدة بيانات المرضى في مصر تضم نحو 50 ألف حالة، منها نحو 20 ألف مريض يتلقون العلاج في ظل منظومة العلاج الممول من الدولة والتأمين الصحي.

وأضافت أن ما يقرب من 50 بالمائة من الحالات تظل دون اكتشاف ولم تصل بعد إلى النظام الصحي والعلاجي. ويرجع ذلك إلى نقص الوعي بين السكان وحقيقة أنه لا يوجد اختبار تشخيصي واحد نهائي للمرض. وأكدت أن التصلب المتعدد هو السبب الأكثر شيوعا للإعاقة بين الشباب بعد حوادث المرور، وأكدت أن رفع الوعي وتدريب مقدمي الخدمات هو المفتاح لتحسين الكشف المبكر وخفض معدلات الإعاقة.

وفي هذا السياق، قالت الدكتورة هبة عبد العزيز، المدير العام لأكاديمية الأميرة فاطمة للتدريب المهني، إن تدريب مقدمي الرعاية الصحية يعد عنصراً أساسياً في دعم جهود الدولة لتحقيق التشخيص المبكر لمرض التصلب المتعدد. وأشارت إلى أن الأكاديمية تولي اهتماماً خاصاً ببناء قدرات الفرق الطبية في مختلف التخصصات لزيادة كفاءتها في علاج الأعراض التي قد تتداخل مع أعراض أمراض أخرى. وهذا يسهل الكشف المبكر ويساهم في تحسين خيارات العلاج ويقلل المضاعفات. وأضافت أن الأكاديمية تعمل على تحديث برامج التدريب لتشمل أحدث ما توصل إليه العلم في مجال أدوات التشخيص والرعاية المتكاملة. وهذا من شأنه أن يخفف العبء النفسي والجسدي والمالي على المرضى وأسرهم، ويخفف الضغط على نظام الرعاية الصحية.

من جانبها أوضحت الدكتورة نشوى ربيع نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الرعاية أن الجمعية كمنظمة مجتمع مدني وعضو في الاتحاد الدولي للتصلب اللويحي تسعى إلى تقديم الدعم المباشر للمرضى ورفع الوعي بالمرض في مختلف المحافظات، من خلال الشراكة الفعالة مع الجهات الحكومية والمجتمع العلمي. وأكدت أن الجمعية تشارك في فعاليات اليوم العالمي تحت شعار “التغلب على صعوبات التشخيص” من خلال حملات ومبادرات تهدف إلى سد الفجوة في الكشف المبكر ورفع الوعي لدى المرضى وأسرهم ومقدمي الرعاية الصحية بأهمية التشخيص والعلاج في الوقت المناسب.

وشارك في الفعالية عدد من أساتذة علم الأعصاب من مختلف الجامعات المصرية. ويأتي ذلك في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز الشراكات العلمية والطبية وتبادل الخبرات ودعم جهود الدولة لتحسين رعاية مرضى التصلب المتعدد.


شارك