إسرائيل تزعم إعداد 4 مراكز توزيع مساعدات جنوب ووسط غزة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أنه استكمل إنشاء أربعة “مراكز لتوزيع المساعدات” في قطاع غزة. وزعمت أن هذه المحطات تديرها منظمات إغاثة دولية تحت حماية شركة تأمين أميركية في قطاع غزة. في هذه الأثناء، زعمت حكومة غزة أن المجاعة في قطاع غزة تتفاقم، وأن تل أبيب تشن حملة تضليل بشأن استيراد المساعدات الإنسانية.
وجاء في بيان أرسل لوكالة الأناضول: “تم خلال الأسابيع الأخيرة استكمال بناء أربعة مجمعات توزيع في قطاع غزة، تديرها منظمات إغاثة دولية تحت حماية شركة التأمين المدني الأميركية (لم يكشف عن اسمها).”
ولم يقدم الجيش أي تفاصيل حول المنظمات الإغاثية التي يتعاون معها لتوزيع المساعدات في قطاع غزة.
وأوضح أن ذلك تم “بناء على توجيهات على المستوى السياسي، وبالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة الأميركية، وفي إطار الجهود المبذولة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة”، حسب قوله.
وبحسب خريطة وزعها الجيش، سيتم بناء ثلاثة مراكز على طول ما تسميه إسرائيل محور موراج، الذي يفصل رفح عن خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما سيكون المركز الرابع على طول ما تسميه إسرائيل ممر نتساريم، الذي يفصل شمال غزة عن باقي القطاع.
وقال الجيش: “في إطار الفتح التدريجي لمراكز التوزيع، تم اليوم (الثلاثاء) تشغيل مركزي توزيع في منطقة تل السلطان برفح وعلى محور موراج، بهدف توزيع الطرود الغذائية على آلاف العائلات في قطاع غزة”، حسب قوله.
وجاء في البيان: “إن عملية إنشاء مجمعات التوزيع جرت خلال الأشهر القليلة الماضية بإشراف المستوى السياسي وبالتنسيق مع الحكومة الأميركية، وفي إطار الحوار والتنسيق المستمر بين الجيش الإسرائيلي من خلال القيادة الجنوبية ومنسق أعمال الحكومة في المناطق من جهة، ومنظمات الإغاثة الدولية ومؤسسة غزة الإنسانية (GHF) والمجتمع المدني الأميركي من جهة أخرى”.
وأضاف: “في هذا الإطار قامت الشركة الأميركية ببناء أربعة مجمعات في مختلف أنحاء قطاع غزة، وتجري في الوقت نفسه استعدادات عملياتية على الأرض بالتعاون مع منظمات الإغاثة والمجتمع الدولي”.
في المقابل، قال إسماعيل الثوابتة، مدير عام مكتب الإعلام الحكومي في غزة، الثلاثاء، إن إسرائيل تشن “حملة تضليل ممنهجة” تنشر فيها معلومات “كاذبة” حول استيراد المساعدات الإنسانية من أجل التغطية على “سياساتها الإجرامية والإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد السكان المدنيين”.
وأضاف في تصريح لوكالة الأناضول: “رغم تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، لم تصل أي مساعدات حقيقية. وهذا يُشكل انتهاكًا صارخًا لاتفاقية جنيف الرابعة وبروتوكولها الأول، ويشكل جريمة جماعية بحق السكان المدنيين”.
وأوضح الثوابت أن هذه الجرائم تتزامن مع “تفاقم المجاعة ووصول غزة إلى المستوى الخامس من انعدام الأمن الغذائي بحسب التقارير الدولية والحكومية”.
وفي هذا السياق، ترى الأمم المتحدة التي أعلنت رسمياً معارضتها للتعاون مع مؤسسة غزة الإنسانية، أنها تفتقر إلى مبادئ الحياد والنزاهة والاستقلال، وأنها لا تلبي الاحتياجات الشاملة لسكان قطاع غزة.
ووصف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر خطة المساعدات التي وضعتها المنظمة في اجتماع لمجلس الأمن بأنها “ستار دخان لمزيد من العنف والنزوح، وربط تقديم المساعدات بأهداف سياسية وعسكرية وتحويل المجاعة إلى ورقة مساومة”.
وترى مصر أيضًا أن الخطة “محاولة من جانب إسرائيل لخلق حقائق جديدة على الأرض”، وهو ما يمنح تل أبيب نفوذًا غير مباشر في قطاع غزة ويقوض أي جهود مستقبلية نحو وقف إطلاق نار شامل أو حل سياسي.
وقالت هيئة الإعلام الرسمية في بيان سابق إن قطاع غزة يحتاج إلى 500 شاحنة يوميا من المساعدات الطبية والغذائية العاجلة، فضلا عن 50 شاحنة على الأقل من الوقود المنقذ للحياة، وسط تفاقم المجاعة.
وأكدت ذلك أيضاً وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا)، التي ذكرت في منصتها العاشرة، الأحد، أن قطاع غزة يحتاج إلى ما بين 500 إلى 600 شاحنة من المساعدات الإنسانية يومياً.
بدعم أمريكي كامل، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. قُتل وجُرح أكثر من 177 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وفُقد أكثر من 11 ألف شخص، ونزح مئات الآلاف.