محاولة اغتيال بوتين المزعومة.. هل أشعلت تصعيدًا عسكريًا روسيًا واسعًا في أوكرانيا؟

وفي تطور خطير يعكس تصاعد الصراع بين موسكو وكييف، أعلن قائد فرقة الدفاع الجوي الروسية يوري داشكين في مقابلة تلفزيونية أن مروحية تقل الرئيس فلاديمير بوتين تعرضت لهجوم من قبل طائرات بدون طيار أوكرانية أثناء زيارته لمنطقة كورسك.
جاء ذلك بحسب تصريحات قائد فرقة الدفاع الجوي الروسي، يوري داشكين، لقناة تلفزيونية روسية. وأكد أن المروحية التي كانت تقل بوتن ضربت “مركز” هجوم بطائرة بدون طيار أوكرانية أثناء زيارته لكورسك على الحدود مع أوكرانيا. وكانت هذه أول زيارة يقوم بها بوتن للمدينة منذ أن استعادت روسيا السيطرة عليها مؤخرا.
ورغم أن الكرملين لم يؤكد الحادث رسميا، فإن المعلومات المسربة تشير إلى أنه قد يكون أحد الأسباب المباشرة للتصعيد العسكري الشامل الذي بدأته روسيا يوم الأحد، والذي وصف بأنه أكبر غارة جوية روسية منذ بداية الحرب.
367 هجومًا في يوم واحد
وبحسب السلطات الأوكرانية، شنت القوات الروسية 367 هجوما بطائرات بدون طيار وصواريخ على كييف ومدن أوكرانية أخرى في يوم واحد فقط. قالت وزارة الداخلية الأوكرانية إن 12 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 60 آخرين.
وأشارت تقارير محلية إلى أن القصف استهدف البنية التحتية المدنية والمناطق السكنية، وهو ما يشكل انتهاكا واضحا للقانون الإنساني الدولي، وفقا لمفوض حقوق الإنسان الأوكراني.
وأكدت الدفاعات الجوية الأوكرانية أنها أسقطت عدداً من الطائرات والصواريخ، لكن شدة الهجمات فاقت قدرة أنظمة الدفاع على صدها.
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الفور الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى إدانة الهجوم الروسي. وكتب في منشور على تيليجرام: “صمت أمريكا وبقية العالم يشجع بوتين فقط على ارتكاب المزيد من الجرائم”.
وفي تحول ملحوظ في السياسة الأميركية، يبدو أن واشنطن اعتمدت نبرة أكثر ليونة تجاه موسكو منذ عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. لكن ترامب خالف هذا الموقف يوم الأحد، وهاجم بوتن بشدة ووصفه بأنه “مجنون”. وأضاف: “أنا غاضب من سلوك بوتين. إنه يقتل الكثير من الناس”.
قال ترامب للصحفيين: “لطالما كنتُ على وفاق معه، لكنني الآن لا أعرف ما خطبه. إنه يُطلق الصواريخ على المدن ويقتل الأبرياء، وهذا أمرٌ غير مقبول”. ولم يستبعد الرئيس الأميركي فرض عقوبات إضافية على موسكو.
وفي إطار الرد العسكري الروسي، أعلنت موسكو بعد استعادة السيطرة على منطقة كورسك، إنشاء منطقة أمنية عازلة على طول الحدود مع أوكرانيا. قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها المسلحة تنفذ عمليات قتالية في عمق أوكرانيا، في محافظة سومي، لتأمين الحدود الروسية ومنع المزيد من التقدم الأوكراني.
وبحسب الجيش الروسي، فقد تم الاستيلاء على مدن استراتيجية مثل جوناكوفكا. وتكمن أهمية المدينة في دورها كمعبر حدودي لوجستي رئيسي للقوات الأوكرانية، وهو ما يفسر اهتمام موسكو بالاستيلاء على المدينة بسرعة.
أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف أن المنطقة العازلة ستشمل كامل الأراضي الأوكرانية طالما استمرت الدول الغربية في تقديم الدعم العسكري لكييف.
ونشر ميدفيديف مقطع فيديو على قناته على تطبيق تيليجرام يظهر خريطة لأوكرانيا مع حدود محددة باللون الأحمر، مسلطا الضوء على نية روسيا توسيع عملياتها العسكرية إذا استمر الدعم الدولي لكييف.
وفي ظل هذا التصعيد، استكملت موسكو وكييف ثالث وأكبر عملية تبادل للأسرى، والتي شملت 1000 أسير من كل جانب. وجاء هذا التبادل نتيجة محادثات غير معلنة جرت قبل أيام في إسطنبول بتركيا.
ومع ذلك، يعتقد المراقبون أن التصعيد الروسي الأخير قد يقوض أي جهود مستقبلية لخفض التصعيد أو المفاوضات. ويأتي هذا في وقت تريد فيه أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون فرض وقف لإطلاق النار لمدة 30 يوما كخطوة أولى نحو بدء محادثات السلام.