المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: الاحتلال يفرض سيطرته على 77% من القطاع عبر التطهير العرقي

وأفاد مكتب الإعلام الحكومي في غزة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي الممنهجة ضد السكان الفلسطينيين في قطاع غزة. إنها واحدة من أبشع الجرائم المنهجية التي شهدها العالم في القرن الحادي والعشرين. فهو يتضمن بوضوح جميع عناصر الجرائم الدولية الخطيرة، وخاصة جريمة الإبادة الجماعية، كما حددتها اتفاقية عام 1948 بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، وجريمة التهجير القسري المنهجي، التي تندرج ضمن فئة الجرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف في بيان مساء الأحد أن المعلومات الميدانية والتحليلات الموثوقة تشير إلى أن جيش الاحتلال يمارس سيطرته الفعلية على 77% من إجمالي المساحة الجغرافية لقطاع غزة، سواء من خلال الاجتياحات البرية المباشرة ونشر قوات الاحتلال في المناطق السكنية والمدنية، أو من خلال السيطرة النارية المكثفة التي تمنع المواطنين الفلسطينيين من الوصول إلى منازلهم وأراضيهم وممتلكاتهم، أو من خلال سياسات الإخلاء القسري الظالمة التي تجبر عشرات الآلاف من المدنيين على النزوح مراراً وتكراراً تحت تهديد القصف والقتل والإبادة.
وذكر أن “هذا النمط من السيطرة القسرية – القائم على استخدام القوة الغاشمة لتطهير البلاد من سكانها الأصليين – يشكل انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي، وخاصة اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، ويشكل انتهاكا منهجيا لمبادئ القانون الدولي والاختصاص القضائي، بما في ذلك المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر النقل القسري أو الترحيل الجماعي للمدنيين في الأراضي المحتلة، والمادة 7 من نظام روما، التي تجرم النقل القسري باعتباره جريمة ضد الإنسانية، واتفاقية لاهاي لعام 1907، التي تجرم تغيير طابع الأراضي المحتلة دون مبرر عسكري واضح”.
وأدان بشدة استمرار قوات الاحتلال في تنفيذ مخططاتها بالتهجير الجماعي والتطهير العرقي والإبادة الجماعية الممنهجة والاستيطان القسري تحت غطاء الحصار والحرب المفتوحة ضد المواطنين والممتلكات في قطاع غزة.
وحمل السلطة المحتلة الإسرائيلية المسؤولية القانونية الكاملة عن هذه الجرائم، كما حمل الدول المتورطة في الإبادة الجماعية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا المسؤولية. وحذر من عواقب استمرار السيطرة الفعلية على معظم قطاع غزة. وهذا من شأنه أن يشكل محاولة لفرض أمر واقع من الحقبة الاستعمارية وإعادة رسم الخريطة الديموغرافية بالقوة.
ودعا الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية والمقررين الخاصين، استناداً إلى مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، إلى التحرك العاجل لوضع حد لهذه الجرائم، وإطلاق تحقيقات دولية مستقلة وسريعة، والعمل على محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية.
ودعا المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان وكل أحرار العالم إلى دعم حق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه والتصدي لمشاريع دولة الاحتلال الرامية إلى تقويض أي إمكانية للحياة الفلسطينية على أرضه في إطار مشروع استيطاني استعماري واضح المعالم.
وحذر من أن استمرار الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والاستعمار والعدوان والسيطرة الاحتلالية على معظم قطاع غزة يعكس الإرادة السياسية الإسرائيلية لفرض “الحل النهائي” بالقوة، وهو ما يشكل تجاهلا صارخا لكل القوانين والأعراف الدولية. وهذا يتطلب وقفة تاريخية وشجاعة من العالم الحر قبل أن يتم محو هوية قطاع غزة من الخارطة بشكل كامل.