هل تزيد شهية الاستثمار في البورصة بعد خفض المركزي الفائدة؟

منذ 5 شهور
هل تزيد شهية الاستثمار في البورصة بعد خفض المركزي الفائدة؟

اختلف خبراء أسواق المال الذين تحدثوا لموقع ايجي برس حول ما إذا كان استمرار البنك المركزي في خفض أسعار الفائدة سيزيد من شهية الاستثمار في سوق الأسهم المصرية. ويعتقد البعض أنها ستكون ذات تأثير إيجابي على سوق الأوراق المالية. ويتم تشجيع الشركات على الاقتراض، في حين يعتقد آخرون أن أسعار الفائدة المنخفضة ليست عاملاً مهماً، ولكن الاكتتابات العامة الأولية واستقرار سعر الصرف أكثر أهمية.

خفض البنك المركزي المصري سعر الفائدة الرئيسي بنسبة 1% في اجتماعه الخميس الماضي، ليصل سعر الفائدة على الإيداع إلى 24% وسعر الفائدة على الإقراض إلى 25%. ويأتي ذلك بعد خفض الفائدة بنسبة 2.25 بالمئة في الاجتماع السابق، وهو الأول منذ أربع سنوات ونصف. ويصل إجمالي الانخفاض منذ بداية العام إلى 3.25 بالمئة.

خفض تكاليف الائتمان

قال رئيس التحليل الفني في شركة النعيم للاستثمارات المالية إبراهيم النمر إن انخفاض أسعار الفائدة يعد تطوراً إيجابياً لأداء سوق الأسهم، إذ يساعد انخفاض أسعار الفائدة في دعم الشركات المدرجة من خلال خفض تكاليف الاقتراض.

وأضاف أن هذه التخفيضات في أسعار الفائدة أدت إلى خفض تكاليف التمويل للشركات. وهذا يؤثر بشكل إيجابي على هوامش الربح وبالتالي على أداء الشركة في السوق.

وحول المخاوف المتعلقة بالقطاع المصرفي، خاصة أنه استفاد من ارتفاع أسعار الفائدة في السابق، أوضح النمر أنه للوهلة الأولى قد يبدو أن انخفاض أسعار الفائدة سيؤثر على ربحية البنوك. ومن ناحية أخرى، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض الفوائد المدفوعة على الشهادات المصرفية، وهو ما من شأنه أن يخفف العبء على القطاع المصرفي. وقد يؤدي هذا إلى تحقيق بعض التوازن في الأرباح.

وأضاف أن انخفاض أسعار الفائدة قد يشجع المستثمرين من القطاع الخاص على اقتراض المزيد، مما يفتح فرص تمويل جديدة للبنوك.

وأشار النمر إلى أن توسيع الإقراض للقطاع الخاص سيؤدي تدريجيا إلى تآكل بعض الأرباح التي حققتها البنوك نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة إلى مستويات قياسية العام الماضي.

جذب عائدات الشهادات إلى البورصة

ويرى مدحت سيف، المدير التنفيذي لشركة ماكينزي للاستشارات المالية، أن انخفاض أسعار الفائدة تطور إيجابي، لأنه يشجع بعض الأثرياء الذين كانوا يتجهون في السابق للاستثمار في شهادات الاستثمار عالية العائد على تحويل استثماراتهم الآن إلى سوق الأسهم، إما من خلال التداول المباشر أو من خلال صناديق المؤشرات المتداولة.

اختلف ياسر عمارة، الرئيس التنفيذي لشركة إيجل للاستشارات المالية، مع التقييمات السابقة بشأن مدى تأثر سوق الأسهم بوتيرة خفض أسعار الفائدة. وأوضح أن “السوق يمتص تأثير خفض أسعار الفائدة منذ بداية العام، خاصة أن البنك المركزي أعلن سابقا عن نيته تخفيف السياسة النقدية، ما دفع سوق الأسهم إلى اتخاذ خطوة استباقية”.

وأضاف أن ذلك يتضح من خلال أنه على الرغم من خفض سعر الفائدة بنسبة 3.25%، فإن أداء السوق ظل مستقراً نسبياً منذ بداية العام، حيث ظلت أحجام التداول ثابتة تقريباً عند مستوى يتراوح بين 2.5 و3 مليارات جنيه يومياً.

وأوضح عمارة أن انخفاض أسعار الفائدة ليس السبب الرئيسي لأداء سوق الأسهم. وأشار إلى أن بعض المدخرين ما زالوا ينتظرون إصدار شهادات مصرفية جديدة حتى يتمكنوا من مقارنة عوائد استثماراتهم مع عوائد استثماراتهم في سوق الأسهم.

وأضاف أنه على الرغم من انخفاض أسعار الفائدة، فإن عوائد البنوك ظلت جذابة للعديد من الأفراد، لكنها لم تعوض المخاطر المرتبطة بسوق الأسهم.

وأشار عمارة إلى أن العامل الأكثر تأثيراً على تطور البورصة حالياً هو استيعاب الاستثمارات الجديدة، سواء من خلال الطروحات العامة الأولية، ما يعني ضخ سيولة جديدة في السوق.

وأضاف أن العلاقة بين أسعار الفائدة وأداء سوق الأسهم تكون عكسية في بعض الأحيان، مشيراً إلى رفع أسعار الفائدة بنسبة 6% في مارس/آذار الماضي، والذي تزامن مع وصول السوق إلى مستوى قياسي بلغ 34 ألف نقطة نتيجة إجراءات الإصدار.

وأشار عمارة إلى أن استقرار سعر الصرف يعد من أهم العوامل المؤثرة إيجاباً على أداء سوق الأسهم، إذ يعزز استقرار العملة ثقة المستثمرين المحليين والأجانب، ما ينعكس إيجاباً على السوق ككل.

اقرأ أيضاً:

انسحاب البريد من الشركة الشرقية للدخان.. تفاصيل صفقة كبرى بقيمة 4.79 مليار جنيه

الصناديق أم الأسهم؟ ما هو الأفضل للاستثمار العقاري في سوق الأوراق المالية؟

عوائد تصل إلى 85%… صناديق الاستثمار في الذهب تحقق أرباحًا منذ انطلاقها


شارك