عائلات أسرى إسرائيليين تعرب عن ألمها لسحب وفد المفاوضات بالدوحة

منذ 2 شهور
عائلات أسرى إسرائيليين تعرب عن ألمها لسحب وفد المفاوضات بالدوحة

أعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، اليوم الخميس، عن حزنها العميق لقرار الحكومة في تل أبيب سحب وفدها المفاوض من العاصمة القطرية الدوحة، والذي كان يحاول التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى مع حركة حماس في قطاع غزة.

وجاء في بيان مكتوب نُشر على منصة “إكس”: “لقد سبب لنا خبر تعثر المفاوضات ألمًا بالغًا. استمر هذا الألم 594 يومًا، ويزداد يومًا بعد يوم. لكننا لن ننهار ولن نيأس، وسنواصل النضال من أجل عودتهم حتى إطلاق سراح آخر مختطف”.

وأضافت: “ليس لدينا امتياز التخلي عن أحبائنا، وسنواصل النضال ونتمسك بالأمل في أن يأتي شخص ما إلى رشده ويتخذ القرار الشجاع والصحيح الذي سيعيدهم جميعًا – وهو القرار الذي يسعى إليه الشعب الإسرائيلي بأكمله”.

وتابعت: “أية محاولة فاشلة لتصوير نصر زائف ستفشل. ما دامت حماس تحتجز ولو شخصًا واحدًا، فلن يكون هناك نصر ولن تُهزم”.

قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، إعادة الوفد التفاوضي بأكمله من العاصمة القطرية الدوحة إلى إسرائيل بعد أن قال إن المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى تعثرت.

وذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم” على موقعها الإلكتروني يوم الخميس أن “رئيس الوزراء نتنياهو قرر إرسال الوفد التفاوضي بأكمله من الدوحة إلى إسرائيل”.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي لم تكشف هويته قوله: “الاتفاق يبتعد أكثر فأكثر، وحماس لا تظهر أي مرونة”.

وتقود مصر وقطر، بالتعاون مع الولايات المتحدة، جهودا للتوصل إلى صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وغادر الوفد الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، إلى العاصمة القطرية الدوحة، حيث تجري حاليا مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس. ولكن لم يتم الإبلاغ عن أي تقدم منذ ذلك الحين.

وأمر نتنياهو، مساء الثلاثاء، بعودة كبار أعضاء الوفد الإسرائيلي، ولم يبق سوى الطاقم الفني.

ويضم الوفد الإسرائيلي في الدوحة ممثلين عن الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) ومكتب نتنياهو.

وفي اليوم نفسه، قال مكتب نتنياهو في بيان: “إسرائيل توافق على الاقتراح الأمريكي بإعادة الأسرى المختطفين، بناء على خطة (ستيف) ويتكوف (مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب)”.

وأضاف: “هذا المقترح تم نقله مؤخرا إلى حماس عبر وسطاء، لكنها رفضته حتى الآن”، على حد زعمه.

وتتضمن الخطوط العريضة لهذا الاقتراح، بحسب وسائل إعلام عبرية، إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين أحياء في يوم واحد وإعادة جثث نصف الأسرى القتلى، مقابل وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يوما.

وتشير تقديرات تل أبيب إلى وجود 58 أسيراً إسرائيلياً في غزة، منهم 20 لا يزالون على قيد الحياة. وفي الوقت نفسه، يقبع أكثر من 10,100 فلسطيني في السجون، ويعانون من التعذيب والجوع والإهمال الطبي؛ وقد لقي العديد منهم حتفهم، بحسب تقارير إعلامية وحقوقية فلسطينية وإسرائيلية.

وفي المقابل، تصر حماس على أن تلتزم إسرائيل بإنهاء الحرب، وفق ما ذكرت القناة 13 نقلا عن مصادر مطلعة على المفاوضات.

وانتقدت حركة حماس في بيان لها، الثلاثاء، استمرار تواجد الوفد الإسرائيلي المفاوض في الدوحة، “رغم افتقاره للصلاحية اللازمة للتوصل إلى اتفاق”.

وقالت إنها تعتبر هذا الوضع “محاولة واضحة من جانب نتنياهو لتضليل الرأي العام الدولي والادعاء زورا بأنه يشارك في عملية التفاوض”.

وأكدت حماس مراراً استعدادها لإطلاق سراح السجناء الإسرائيليين “دفعة واحدة” مقابل وقف حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.

لكن نتنياهو المطلوب من قبل أجهزة إنفاذ القانون الدولية يتهرب من العدالة بإصراره على استمرار احتلال قطاع غزة ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية ــ وهو الموقف الذي ترفضه الفصائل طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي.

وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بمواصلة الحرب مراعاة للتيار اليميني المتطرف في حكومته، والسعي لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، وخاصة الاحتفاظ بالسلطة.

منذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة بدعم أمريكي كامل. وأسفرت الحرب عن مقتل وجرح أكثر من 175 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء. هناك أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين ومئات الآلاف نزحوا.

لقد ظلت غزة تحت الحصار لمدة 18 عامًا وأصبح حوالي 1.5 مليون من أصل 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة منازلهم.


شارك