الجيش الإسرائيلي يسجن ضابط احتياط رفض العودة للحرب في غزة

منذ 2 شهور
الجيش الإسرائيلي يسجن ضابط احتياط رفض العودة للحرب في غزة

تم نقل ضابط احتياطي إسرائيلي إلى سجن عسكري اليوم الخميس بعد أن أصدر قائده حكما بالسجن لمدة 20 يوما لرفضه العودة إلى الحرب في قطاع غزة.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، الخميس، أن وينر (26 عاما) أرسل إلى سجن عسكري لمدة 20 يوما بسبب “رفضه الضميري مواصلة القتال”.

رون وينر، قائد سرية في الكتيبة 8207 في الجيش الإسرائيلي، خدم لمدة 270 يوماً في حربي غزة ولبنان. لكن عندما رفض العودة للقتال، حُكم عليه بالسجن العسكري لمدة 20 يوماً، بحسب الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عنه قوله إنه رفض الامتثال لأوامر التجنيد العسكري الأخيرة “من أجل إرسال رسالة واضحة ضد سياسة الحكومة”.

وقالت إن واينر كان عضوا في منظمة “جنود من أجل المختطفين”، التي تضم أكثر من 300 جندي احتياطي عارضوا استمرار الحرب ورفضوا الاستمرار في التقدم بطلبات الخدمة الاحتياطية.

وذكرت الصحيفة: “بحسب المنظمة، شارك وينر في ثلاث جولات مختلفة من العمليات القتالية النشطة على الجبهة الشمالية، وقاد معارك في لبنان، وقاد قوة تحت النيران لإنقاذ الجنود الجرحى في حادثة وقعت في قرية عيترون قُتل فيها ستة جنود من جيش الدفاع الإسرائيلي”.

وأضافت: “وقع فاينر على رسالتين رفض في العام الماضي، لكنه مع ذلك عاد إلى الخدمة انطلاقا من شعوره بالالتزام تجاه مرؤوسيه وأعضاء وحدته”.

ونقلت الصحيفة عن فاينر قوله إنه قرر مؤخرا ترك وظيفته “عندما أدرك أن الجهود الرامية إلى تحرير الرهائن قد تعثرت وأن الحكومة فضلت استئناف القتال في غزة على حساب ضحايا الرهائن”.

وأضافت، نقلاً عن كلامه قبل دخوله السجن: “حكم عليّ قائد كتيبتي بالسجن عشرين يوماً. بصفتي ضابطاً قتالياً، قضيت ٢٧٠ يوماً في الاحتياط منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، وقضيت أشهراً عديدة في الخدمة، معرضاً حياتي للخطر باستمرار ومضحياً بحياتي المدنية. أنا مصدومة من هذا الحكم غير المسبوق وغير المتناسب”.

وقال فينر “أخبرت قائد الكتيبة أنني لن أواصل خدمتي”. “إنني مدفوع بنفس القيم التي دفعتني إلى الخدمة والقتال: أحب البلاد وأشعر أن مستقبلي هنا ينزلق من بين أصابعي”.

وتابع: “عندما تُعلن الحكومة صراحةً أن المختطفين في أسفل قائمة الأولويات، وعندما يعتذر (وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش لجمهوره عن عدم تجويع سكان قطاع غزة وعدم ارتكاب جرائم الحرب هذه، وعندما يُستدعى مقاتلو فصيلتي لمئات الأيام من الخدمة الاحتياطية، لا أستطيع إقناعهم بالمشاركة. أتحمل المسؤولية كقائد، وأرفض نيابةً عنهم”.

وأضاف واينر “حتى لو كانت الحكومة مستعدة لإلقاء مستقبلها في سلة المهملات، فإن الأمر لا يزال يهم بالنسبة لي”. أنا مصدوم من الحرب التي لا تنتهي في غزة، وإهمال الرهائن، والموت المستمر للأبرياء، والافتقار إلى الرؤية السياسية. لا أشعر بأنني قادر أخلاقياً على مواصلة خدمتي حتى يتغير هذا الوضع. يجب علي أن أقاوم بكل الوسائل حتى تنتهي الحرب.

وتابع: “ما يُهدد أمن البلاد حاليًا هو الحرب نفسها، وليس أشخاصًا مثلي يرفضون المشاركة. أعتقد أن سياسات الحكومة الحالية لا تعكس قيم دولة إسرائيل. إذا واجهنا مستقبلًا وضعًا تُساهم فيه الحكومة في الدفاع الحقيقي عن البلاد، فسنتمكن من استئناف خدمتنا. أنا راضٍ عن قراري”.

وقال وينر “إذا تحدث عدد كاف من الناس مثلي ضد الحرب الحالية، فإنها سوف تنتهي”.

ونقلت الصحيفة عن مجموعة “جنود من أجل المخطوفين” قولها: “إن تشديد العقوبة لن يخفي حقيقة افتقار هذه الحرب إلى الدعم الشعبي. هذه ليست الطريقة الأمثل لمعالجة أزمة الموارد البشرية في الجيش الإسرائيلي، بل لاستعادة الثقة وإعادة الجنود الثمانية والخمسين المختطفين إلى ديارهم”.

وهذه ليست المرة الأولى التي يرفض فيها جنود إسرائيليون دخول قطاع غزة.

وفي أوائل شهر مايو/أيار، بدأ الجيش الإسرائيلي بإرسال عشرات الآلاف من أوامر التجنيد إلى جنود الاحتياط استعدادا لحرب إبادة موسعة في قطاع غزة، حسبما ذكرت وسائل إعلام عبرية، بما في ذلك صحيفة يديعوت أحرونوت.

أظهرت دراسة أجراها فريق من الباحثين في جامعة تل أبيب في إسرائيل في مايو/أيار من هذا العام أن نحو 12% من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي الذين شاركوا في الإبادة الجماعية في قطاع غزة يعانون من أعراض شديدة من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، وبالتالي غير قادرين على العودة إلى الخدمة العسكرية، بحسب صحيفة هآرتس.

وأكدت حماس مراراً استعدادها لإطلاق سراح السجناء الإسرائيليين “دفعة واحدة” مقابل وقف حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين.

لكن نتنياهو المطلوب من قبل أجهزة إنفاذ القانون الدولية يتهرب من العدالة بإصراره على استمرار احتلال قطاع غزة ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية ــ وهو الموقف الذي ترفضه الفصائل طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي.

وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بمواصلة الحرب مراعاة للتيار اليميني المتطرف في حكومته من أجل تحقيق مصالحه السياسية الشخصية، وخاصة البقاء في السلطة.

منذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة بدعم أمريكي كامل. وأسفرت الحرب عن مقتل وجرح أكثر من 175 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء. هناك أكثر من 11 ألف شخص في عداد المفقودين ومئات الآلاف نزحوا.


شارك