وزيرة التخطيط: قدرة الاقتصادات العربية على مواجهة التحديات مرهونة بقدرتنا على مضاعفة وتوحيد الجهود

قالت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إن قدرة الاقتصادات العربية على مواجهة تحديات التقلبات الاقتصادية الحالية والمستقبلية ستعتمد إلى حد كبير على قدرتنا على مضاعفة وتوحيد جهودنا لتعزيز التضامن والتعاون والتكامل الاقتصادي العربي، وزيادة معدلات التجارة البينية العربية، وتعميق التنسيق الاقتصادي بين دول المنطقة، بما يسهم في زيادة قوة ومرونة اقتصاداتنا في مواجهة بيئة اقتصادية وتجارية عالمية محفوفة بالمخاطر والتقلبات.
جاء ذلك خلال إلقائها كلمة مصر نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الخامسة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي عقدت في العاصمة العراقية بغداد برئاسة عبد اللطيف رشيد رئيس جمهورية العراق وبمشاركة وفود رسمية من الدول العربية وأحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية.
وأشارت المشاط إلى أن اجتماعنا اليوم يكتسب أهمية خاصة في ظل التحديات العديدة على المستويين الإقليمي والدولي والتي تؤثر على الاقتصاد العالمي ومسار نمو الاقتصاد العربي. لقد كان للاضطرابات في المنطقة والتحديات الدولية العديدة تأثير سلبي على سلاسل التوريد العالمية وأدت إلى ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية إلى مستويات قياسية. وقد أدى ذلك إلى تزايد الضغوط التضخمية التي تهدد أسس الأمن الغذائي والطاقة في العديد من البلدان العربية.
وقالت: “إننا نعقد آمالا كبيرة على هذا الاجتماع الذي سيخرج بقرارات إيجابية تعزز النجاحات والإنجازات التي تحققت في إطار السياسات الاجتماعية والاقتصادية العربية المشتركة وتسهم في تحقيق تطلعات شعوبنا العربية في الرخاء والتقدم”.
وأضافت المشاط أن القمة تنعقد اليوم في لحظة تاريخية حرجة، حيث تواجه منطقتنا العربية تحديات وأزمات معقدة وخطيرة. إن هذه اللحظة الحاسمة تتطلب منا الاتفاق على أهداف مشتركة تخدم مصالح أمتنا العربية.
وأكد المشاط أن الروابط التاريخية والثقافية والدينية العميقة والمتينة التي تجمعنا، وقيم الأخوة والتضامن التي قامت عليها حضارتنا العربية، تحتم علينا تعزيز التضامن بين دولنا لتحقيق الأمن والسلام والرخاء في منطقتنا، وتعزيز العمل العربي المشترك الذي يعد من أهم أدوات حل الأزمات التي تواجه دولنا الشقيقة.
ولعل أحد أهم العوامل التي تؤكد أهمية تعزيز التعاون بين الدول العربية هو الحقيقة الواضحة أننا جميعاً نتقاسم نفس المصالح ونواجه نفس التحديات، على الرغم من اختلاف قدراتنا وإمكاناتنا. ولا شك أن تكامل بلداننا من شأنه أن يعزز قدرتنا الجماعية على الاستجابة للصدمات التي عانت منها كل بلدان العالم في السنوات الأخيرة.
وتابعت: “أتطلع إلى انعقاد القمة الحالية لمجلس التنمية الاقتصادية والاجتماعية، التي تُمثل منعطفًا حاسمًا في الارتقاء بعملنا العربي الجماعي إلى مستوى يلبي تطلعات شعوبنا العربية، ويدعم قدرتنا على مواجهة التحديات التي تواجه أمتنا، لا سيما وأن القمة الحالية تتناول قضايا ملحة وراهنة تهم شعوبنا العربية، وتؤثر بشكل مباشر على حياة المواطن العربي في مختلف المجالات، الاقتصادية والتنموية والبيئية والطاقة. كما تتناول مواضيع ذات اهتمام دولي كبير، لا سيما تطبيقات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، والتي من شأنها أن تُقدم حلولًا إبداعية ومبتكرة لبعض التحديات التي تواجه منطقتنا العربية”.