استقالات بالجملة في حكومة الدبيبة ومظاهرات في طرابلس.. ماذا يحدث في ليبيا؟

استقال عدد من وزراء ومسؤولي حكومة الوفاق الليبية المنتهية ولايتها، عبد الحميد الدبيبة، فيما تجمع آلاف المتظاهرين في ساحة الشهداء بالعاصمة الليبية طرابلس، مطالبين بإسقاط حكومة الدبيبة وإجراء انتخابات.
*وزير الحكم المحلي والإسكان هو أبرز المستقيلين.
أعلن وزير الحكم المحلي بحكومة الوفاق الوطني بدر الدين التومي، اليوم الثلاثاء، استقالته من الحكومة و”استعداده للوقوف إلى جانب الشعب الليبي وتنفيذ إرادته”.
وقال التومي في بيان إن استقالته جاءت “بعد فشل كل مساعيه للإصلاح الداخلي”، مضيفا: “رغم المحاولات العديدة لتصحيح المسار داخل الحكومة، لم نجد من يستمع لصوت الحق، أو يغلب المصلحة العامة، أو يستجيب لمطالب الشعب”، بحسب صحيفة الوسط الليبية.
وتأتي استقالة التومي في الوقت الذي تواجه فيه حكومة الوحدة موجة من الغضب الشعبي بسبب الاشتباكات التي هزت العاصمة طرابلس في الأيام الأخيرة. إضافة إلى ذلك، تشهد البلاد منذ الأربعاء الماضي مظاهرات متواصلة تطالب بإسقاط الحكومة.
كما أعلن وزير الإسكان والتعمير في حكومة الوحدة الوطنية أبوبكر محمد القوي اليوم تقديم استقالته إلى المجلس الرئاسي، مشيرا إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وقال الغاوي في بيان إن استقالته جاءت “تماشيا مع الشعب ودعما لإرادته في استكمال مسيرة الإصلاح وحقن دماء الليبيين”. وأضاف: “رغم المحاولات العديدة لتصحيح المسار داخل الحكومة، إلا أن جهودنا لم تجد أذناً صاغية تستمع لصوت الحقيقة، أو تعطي الأولوية للمصلحة العامة، أو تلبي مطالب الشعب”.
أعلن نائب رئيس الوزراء في حكومة الوفاق ووزير الصحة المقال رمضان أبو جناح، اليوم الثلاثاء، استقالته من الحكومة على خلفية المظاهرات المناهضة للحكومة.
وكانت النيابة العامة قد أمرت في وقت سابق باحتجاز أبو جناح على ذمة التحقيق في قضية استيراد أدوية لعلاج السرطان من مصنع أدوية يعمل في العراق.
وفي رسالة استقالته، اتهم أبو جناح دبيبة بـ”الفساد وإهدار ونهب المال العام لصالح المنتفعين، فضلاً عن شراء الولاءات للبقاء في السلطة”. وقال: «لا تبنى الأمة بالعفو عن الفاسدين، بل بقطع يد الفساد».
كما أعلن وكيل وزارة الموارد المائية بحكومة الوفاق الوطني، محمد فرج قنيدي، والذي يتولى حالياً شؤون الوزارة، استقالته احتجاجاً على موقف الحكومة. ودفع هذا الموقف الآلاف إلى التظاهر في ساحة الشهداء بالعاصمة طرابلس ضد الاشتباكات المسلحة التي تشهدها المدينة منذ الاثنين الماضي.
وقال قنيدي في تصريح له الليلة “لقد حاولنا الإصلاحات لكن الحكومة لم تستجب رغم كل الجهود الجادة والنداءات الصادقة لمصلحة الشعب وتخفيف معاناة المواطنين”.
وأوضح أنه قدم استقالته “تقديرا للشعب الليبي ورفضا لاستمرار الوضع الذي يتعارض مع مبادئ الإصلاح ويستهين بدماء وتضحيات الشعب الليبي”.
وقال: “في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها بلادنا حاليا والأزمات المتفاقمة، بات لزاما علينا أن نكون صوت الحقيقة والحكمة والعمل الجاد داخل المؤسسات، والدعوة إلى الإصلاحات والاستجابة لتطلعات الشعب”.
في هذه الأثناء، وحسب تقارير إعلامية، ارتفع الحد الأقصى لعدد الاستقالات في حكومة الدبيبة إلى خمسة.
*تعليق حكومة الدبيبة على الاستقالات
في هذه الأثناء، أعلنت حكومة الوحدة مساء الجمعة أن جميع الوزراء سيواصلون عملهم كالمعتاد بعد استقالة عدد من الوزراء.
وأضافت الحكومة في بيان على صفحتها على فيسبوك أنها تتابع التقارير المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حول استقالة وزيرين وعدد من الوكلاء، وأكدت أن “هذه التقارير غير صحيحة”.
وأضافت أنها تدرك حجم الضغوط التي يمكن أن تمارس في ظل هذه الظروف، مشيرة إلى أن القرارات الرسمية ستتخذ عبر القنوات المعتمدة حصراً وليس عبر منشورات غير موثوقة، على حد تعبيرها.
*مظاهرات في طرابلس احتجاجا على الاشتباكات التي أعقبت مقتل الككلي.
خرج متظاهرون إلى ساحة الشهداء في العاصمة طرابلس، اليوم الجمعة، احتجاجا على الاشتباكات المسلحة التي تشهدها العاصمة منذ مساء الاثنين.
وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو يطالب فيها المتظاهرون بإسقاط حكومة الوحدة التي يرأسها عبد الحميد دبيبة. وهتفوا: “الشهداء يموتون، الدبيبة لا يحكم”، و”الشعب يريد إسقاط الحكومة”.
وحمّل المحتجون حكومة الدبيبة مسؤولية الاشتباكات المسلحة التي بدأت مساء الإثنين، بعد الإعلان عن مقتل عبد الغني الككلي، قائد ما يسمى جهاز دعم الاستقرار المعروف بـ”غنيوة”. اندلعت اشتباكات بين قوات الجهاز واللواء القتالي 444.
وفي وقت لاحق، اندلعت اشتباكات بين اللواء 444 القتالي وقوة الردع بعد أن قرر الدبيبة حل القوة.
ومساء الخميس، تظاهر عدد كبير من شباب سوق الجمعة والزاوية في ساحة الشهداء. وطالبوا بإسقاط حكومة الدبيبة وحملوها مسؤولية التوترات الأمنية في العاصمة.
*الأمم المتحدة تحذر من تصاعد العنف.
في هذه الأثناء، أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا حق المواطنين في الاحتجاج السلمي، وحذرت من “أي تصعيد للعنف”. ويأتي ذلك بالتزامن مع دعوات للتظاهر في العاصمة طرابلس.
وفي بيان لها، ذكّرت البعثة جميع الأطراف بالتزاماتها بحماية المدنيين، وذكرت أن استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين يشكل انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان وجرائم محتملة يعاقب عليها بموجب القانون الدولي.