حصاد زيارة ترامب للسعودية: صفقات بـ600 مليار دولار تشمل التسليح والذكاء الاصطناعي

حصاد ترامب في السعودية: إشادة بالتحولات الاقتصادية في عهد بن سلمان
زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الثلاثاء، المملكة العربية السعودية، حيث استقبله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وأبدى بلاده اهتماما كبيرا بتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
وأسفرت الزيارة عن توقيع عدة اتفاقيات استثمارية بقيمة 600 مليار دولار في قطاعات مختلفة، من الدفاع إلى الذكاء الاصطناعي.
وتأتي زيارة الرئيس الأميركي للمملكة بعدما وعد ترامب في بداية ولايته الثانية بأن تكون الرياض أول وجهة خارجية له، وأعلن التزام السعودية باستثمار تريليوني دولار.
وتعد الولايات المتحدة أحد أهم الشركاء التجاريين للمملكة، وتحافظ الدولتان على العلاقات الاقتصادية في العديد من القطاعات منذ عقود.
وفي عام 2024، سيصل إجمالي حجم التجارة السلعية بين البلدين إلى 25.9 مليار دولار، بما في ذلك 13.2 مليار دولار صادرات أميركية إلى السعودية، مقارنة بـ 12.7 مليار دولار واردات سعودية.
وستشكل الولايات المتحدة أيضاً 23% من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة بحلول نهاية عام 2023، بما يصل إلى 202 مليار ريال.
وتحتل السعودية المرتبة 17 بين أكبر حاملي السندات الأميركية، بإجمالي 126.4 مليار دولار في فبراير/شباط الماضي.
منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي
وبدأت المحادثات الاقتصادية بمنتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، الذي حضره كبار رجال الأعمال من الجانبين. وضم الحضور البارز عدداً كبيراً من قادة وادي السيليكون، بما في ذلك إيلون ماسك (الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس)، وسام ألتمان (الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI)، وجينسن هوانج (الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia)، حيث تتطلع المملكة إلى دخول سباق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بشكل عاجل.
ترامب يشيد بالتحولات الاقتصادية في المملكة
وفي كلمته بالمنتدى، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن المملكة شهدت تغييراً كبيراً في عهد الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، مضيفاً: “لم أشهد مثل هذا التغيير العظيم من قبل”.
وأضاف: “الفارق بين اليوم وقبل ثماني سنوات مذهل. أعتقد أن ما حققه الأمير محمد بن سلمان في مجال ناطحات السحاب والمعارض فريد من نوعه، ويُظهر عبقرية حقيقية”.
وتابع: “الرياض لم تعد مجرد مدينة حكومية، بل أصبحت عاصمة للفعاليات والمؤتمرات العالمية، من كأس العالم إلى معرض إكسبو الدولي إلى سباقات الفورمولا 1”.
الاقتصاد السعودي يتفوق على قطاع النفط
وأشار ترامب أيضًا إلى أن الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي ربما يكون قد تجاوز نظيره في القطاع النفطي. ووصف ذلك بأنه تطور مهم للغاية، وأكد: “إذا كان أداء الاقتصاد خارج قطاع النفط أفضل، فإن المملكة في طريقها إلى أن تصبح قوة اقتصادية هائلة”.
سجل الاقتصاد السعودي نمواً بنسبة 1.3% خلال العام الماضي، مدفوعاً بزيادة قدرها 4.3% في الأنشطة غير النفطية، بما يتماشى مع خطط التنويع الاقتصادي في إطار رؤية 2030.
اتفاقية بقيمة 600 مليار دولار أمريكي
من جانبه، أكد الأمير محمد بن سلمان أن العلاقات الاقتصادية بين السعودية والولايات المتحدة تعود إلى عام 1933، عندما تم توقيع أول اتفاقية امتياز نفطي مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا.
وأشار ولي العهد إلى أن المملكة تسعى حالياً إلى إقامة شراكات استثمارية بقيمة 600 مليار دولار. وتم على هامش المنتدى توقيع اتفاقيات بقيمة 300 مليار دولار.
ووقع الجانبان أيضًا في قصر اليمامة وثيقة شراكة اقتصادية استراتيجية بين الحكومتين، تغطي مجموعة واسعة من المجالات من التسلح إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وأعلن البيت الأبيض أن الوثيقة تتضمن أكبر اتفاقية لشراء أسلحة في التاريخ، بقيمة تقترب من 142 مليار دولار، كما تنص على تسليم معدات وخدمات قتالية متقدمة للسعودية من قبل أكثر من 12 شركة دفاعية أمريكية.
الذكاء الاصطناعي يكتسب أهمية متزايدة
وشهد قطاع الذكاء الاصطناعي تعزيزًا كبيرًا من خلال الشراكات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. أعلنت شركة الذكاء الاصطناعي السعودية “هيومن” عن مشروع مشترك مع شركة AMD الأمريكية لاستثمار 10 مليارات دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وأعلنت شركة داتا فولت السعودية أيضاً عن استثمار بقيمة 20 مليار دولار في بناء مراكز بيانات في الولايات المتحدة.
واتفقت شركات جوجل وأوراكل وأوبر وأيه إم دي على استثمار 80 مليار دولار في تقنيات متقدمة وتحويلية في كلا البلدين.
وتم خلال الزيارة توقيع اتفاقيات لتطوير البنية التحتية مع شركات أمريكية كبرى مثل هيل إنترناشونال وجاكوبس وبارسونز وإيكوم لتنفيذ مشاريع كبرى مثل مطار الملك سلمان الدولي وحديقة الملك سلمان ومشروع فولت ومدينة القدية. ومن المتوقع أن يصل إجمالي الصادرات الأميركية في قطاع الخدمات إلى 2 مليار دولار.
وفي قطاع الرعاية الصحية، ستستثمر شركة الشامخ للحلول 5.8 مليار دولار، بما في ذلك إنشاء مصنع في ميشيغان لإنتاج السوائل الوريدية عالية الأداء.
اتفاقيات أخرى مخطط لها
ورغم توقيع عدد كبير من الاتفاقيات، أكد الأمير محمد بن سلمان أنه من المتوقع إبرام المزيد من الشراكات: “سنعمل مع الولايات المتحدة على زيادة حجم الاتفاقيات إلى تريليون دولار في الأشهر المقبلة”.