بين التحريض على ضربة نووية وقصف مخازن الطعام بغزة.. ماذا نعرف عن وزير التراث الإسرائيلي المتطرف؟

مرة أخرى، أدلى وزير الثقافة الإسرائيلي عميحاي إلياهو بتصريحات إبادة جماعية صريحة بعد دعوته إلى قصف مخازن الأغذية من أجل تجويع سكان قطاع غزة. ولا يختلف هذا التصريح في قسوته عن تصريحه السابق حول إمكانية استخدام قنبلة نووية على غزة لضمان أمن إسرائيل.
ومن الجدير بالذكر أن مسيرة القس والحاخام الإسرائيلي مليئة بالتحريض على الإبادة الجماعية وأنه يدعو إلى مواقف تعتبر متطرفة للغاية في نظر القساوسة الإسرائيليين الآخرين أنفسهم.
وتسرد صحيفة الشروق، نقلاً عن صحيفتي التايمز وتايم ناو ويديعوت أحرونوت، أهم الأحداث والمواقف التي حرضت على الإبادة الجماعية في المسيرة السياسية القصيرة لوزير الثقافة والقدس الإسرائيلي عميحاي إلياهو.
التعليم العنصري
نشأ إيلياهو في عائلة متدينة، حيث كان والده وجده من الحاخامات اليهود. وكانت العائلة تعيش أيضًا في مستوطنة في القدس الشرقية المحتلة، وهي مستوطنة أغلب أعضائها من المتطرفين اليمينيين، وينحدر من عائلتها إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش.
وتلقى إيلياهو نفسه تدريبًا دينيًا وتخرج كحاخام يهودي، قبل أن يخدم كمظلي في لبنان ويقاتل في حرب عام 2006.
أنشطة الاستيطان
خلال فترة وجوده في القدس، ترأس إلياهو جمعية كانت تتواصل مع اليهود خارج الدولة المحتلة وتعمل على تحسين ظروف المستوطنين الجدد في الكيان من خلال مساعدتهم على التكيف. وبالإضافة إلى هذه الأنشطة، قاد إلياهو حركة مكونة من 350 حاخامًا يمينيًا في مستوطنات الضفة الغربية والقدس. كما لعب دورا هاما في حركات الدفاع عن الحريديم داخل جيش الاحتلال.
مسيرة سياسية قصيرة
دخل إلياهو السياسة في نهاية عام 2022 وعمل في حزب الاتحاد الوطني بزعامة سموتريتش اليميني المتطرف. ثم انضم إلى حزب القوة اليهودية بزعامة بن جفير وترشح لعضوية الكنيست. وتم تعيين إيلياهو بعد ذلك وزيراً لشؤون القدس والتراث الثقافي، تزامناً مع صعود الشخصيات اليمينية المتطرفة بقيادة بن جفير.
وزراء النازية
تميزت حكومة إيلياهو بالعديد من التصريحات المتطرفة. وبدأ كلمته بدعوة حكومة الاحتلال إلى تسريع احتلالها للضفة الغربية كاملة لمنع أي مفاوضات مستقبلية حول عودتها للفلسطينيين. وفي التصريحات ذاتها، سخر إلياهو من الخط الأخضر الذي يفصل الضفة الغربية عن الأراضي المحتلة، ووصفه بأنه خط وهمي لا معنى له.
وفي الوقت نفسه الذي اندلعت فيه انتفاضة الأقصى، أطلق إلياهو سيلاً من خطاب الكراهية. وكان أشهر تصريحاته في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، حين دعا إلى توجيه ضربة نووية إلى قطاع غزة للقضاء عليه. ورغم الإدانات الدولية وعقوبة نتنياهو بمنعه من حضور اجتماعات الحكومة، إلا أن إيلياهو لم يتراجع. وغرد عبر موقع “X” وشبه غزة بقرية سدوم التي دمرت بعد أفعال قوم لوط.
وفي تصريحات أخرى، دعا إلياهو إلى إعدام الأسرى الفلسطينيين على الفور، مضيفاً أن الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم المقاومة قد يدفعون ثمن أمن إسرائيل.
وأكد إيلياهو مراراً وتكراراً على توجهاته التوسعية ودعا إلى استئناف بناء المستوطنات في قطاع غزة. ولم يكتف عند غزة، بل أعلن على موقعه الإلكتروني عن قميص عليه خريطة الأراضي المحتلة وشبه جزيرة سيناء، معبراً عن رغبته في احتلال هذه الأراضي.
كان إيلياهو يعارض بشدة وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية واستقال من الحكومة الإسرائيلية بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. لكن بعد استئناف العدوان الإسرائيلي عاد إلى الوزارة وشارك في تصريحات استفزازية من بينها الدعوة لقصف مخازن الأغذية في قطاع غزة. وبذلك، اتخذ موقفا مماثلا لموقف بن جفير، الذي احتج على قرار إسرائيل السماح بدخول المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة المحاصر.