الإمارات تعلن إحباط محاولة غير مشروعة لتمرير الأسلحة إلى الجيش السوداني

منذ 2 شهور
الإمارات تعلن إحباط محاولة غير مشروعة لتمرير الأسلحة إلى الجيش السوداني

أحبطت قوات الأمن الإماراتية محاولة تهريب أسلحة ومعدات عسكرية “بطريقة غير قانونية” للقوات المسلحة السودانية.

أكد النائب العام الدكتور حمد سيف الشامسي أن أجهزة الأمن بالبلاد نجحت في إحباط محاولة تهريب كميات كبيرة من المعدات العسكرية للقوات المسلحة السودانية. وكانت قد ألقت القبض في وقت سابق على أعضاء خلية متورطة في الوساطة والتسهيل والاتجار غير المشروع بالمعدات العسكرية دون الحصول على التصاريح اللازمة من الجهات المختصة.

وتم القبض على المتهمين أثناء تفتيش كمية من الذخائر على متن طائرة خاصة بأحد مطارات الدولة. وكانت الطائرة تحمل ما يقرب من 5 ملايين قطعة من ذخيرة جيرانوف عيار 54.7 × 62 من قطاع المعدات العسكرية. كما تم ضبط جزء من عائدات الصفقة المالية بحوزة اثنين من المتهمين داخل غرفتهما الخاصة بأحد الفنادق.

وأوضح النائب العام أن التحقيقات كشفت أن أعضاء الخلية مرتبطون بقيادة الجيش السوداني. ومن بينهم المدير السابق لجهاز المخابرات السوداني صلاح قوش، والضابط السابق في هذا الجهاز، ومستشار وزير المالية السابق، وسياسي مرتبط بعبد الفتاح البرهان وياسر العطا، وعدد من رجال الأعمال السودانيين. وأبرموا صفقة للحصول على معدات عسكرية شملت أسلحة كلاشينكوف وذخيرة ورشاشات وقنابل بقيمة ملايين الدولارات. وقد تم إرسالها من قبل الجيش السوداني إلى الشركة المستوردة في البلاد. وتم استخدام أسلوب “الحوالة الدار” عبر شركة يملكها أحد أفراد الخلية الهاربة والذي يعمل لصالح القوات المسلحة السودانية. جاء ذلك بالتنسيق مع العقيد عثمان الزبير مدير عام الشؤون المالية بالقوات المسلحة السودانية. وفي السابق، تم تزوير عقود تجارية وفواتير، أثبتت -على عكس الحقيقة- أن الأموال كانت مخصصة لصفقة استيراد السكر.

وكشفت التحقيقات أن هذه الصفقات تمت بناء على طلب من لجنة التسليح في القوات المسلحة السودانية برئاسة عبد الفتاح البرهان ونائبه ياسر العطا وبعلمهما وموافقتهما. وشمل ذلك الأوامر المباشرة لأعضاء الخلية بالتوسط وإبرام الصفقات من قبل أحمد ربيع أحمد السيد، وهو سياسي مقرب من القائد العام للقوات المسلحة السودانية، ونائبه ياسر العطا، المسؤول عن إصدار التصاريح وشهادات المستخدم النهائي.

وأكدت التحقيقات تورط المتهم صلاح قوش في تنظيم تهريب المعدات العسكرية غير المشروعة إلى داخل البلاد بالتعاون مع بقية أعضاء الخلية. وقد حققوا فارق سعر (هامش ربح) قدره 2.6 مليون دولار عن القيمة الفعلية للصفقتين، والذي تم تقسيمه بينهم وبين بعض مساعديهم.

وتم مصادرة حصة المتهم صلاح قوش من هامش الربح من المتهم خالد يوسف مختار يوسف ضابط المخابرات السوداني السابق والمدير السابق لمكتب صلاح قوش.

وكشفت التحقيقات أيضاً أن الشحنة التي تم ضبطها خلال العملية الأخيرة في أحد مطارات الدولة كانت على متن طائرة خاصة وصلت من الخارج وهبطت للتزود بالوقود. رسميًا، قيل إن الطائرة كانت تحمل شحنة من الإمدادات الطبية، قبل أن يتم ضبط المعدات العسكرية تحت إشراف النيابة العامة، وبناء على أوامر تفتيش وضبط صادرة من النائب العام.

وتم ضبط نسخ من العقود الخاصة بالشركتين، ووثائق شحن مزورة، وسجلات ومراسلات بين أعضاء الخلية.

وكشفت التحقيقات عن وجود عدة شركات مملوكة لرجل أعمال سوداني أوكراني، بما في ذلك شركة تعمل في البلاد. وبالتعاون مع أعضاء الخلية والمسؤول المالي للقوات المسلحة السودانية، تورطوا في تزويد الجيش السوداني بالأسلحة والذخائر والقنابل والطائرات المسيرة. هذه الشركات مدرجة على قائمة العقوبات الأميركية.

وأكدت التحقيقات الجارية أن مصالح المجموعة المعنية والمكاسب المالية الكبيرة التي تحققها مرتبطة بشكل مباشر بالصراع الداخلي الدائر في السودان.

وأوضح النائب العام أن هذه الحادثة تشكل إخلالاً خطيراً بأمن الدولة، حيث حولت التراب الوطني إلى ساحة للاتجار غير المشروع بالمعدات العسكرية لصالح دولة تشهد اضطرابات داخلية، وترتكب فيها جرائم يعاقب عليها القانون.

واختتم النائب العام بيانه مؤكدا أن النيابة العامة مستمرة في تحقيقاتها مع المتهمين تمهيدا لإحالتهم إلى المحاكمة العاجلة. وسيتم الإعلان عن النتائج النهائية فور انتهاء التحقيقات.


شارك