دراسة: إجراء اختبار الدم البسيط يمنع آلاف النوبات القلبية

منذ 2 شهور
دراسة: إجراء اختبار الدم البسيط يمنع آلاف النوبات القلبية

أكدت دراسة علمية حديثة أن آلاف النوبات القلبية والسكتات الدماغية يمكن الوقاية منها عن طريق فحص دم بسيط.

وأوضحت صحيفة الغارديان أن فحص مستويات التروبونين – وهي بروتينات مسؤولة عن انقباض عضلات القلب والهيكل العظمي – لدى المرضى يسمح للأطباء بالتنبؤ بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل أكثر دقة. وهذه هي نتيجة دراسة ممولة من قبل مؤسسة القلب البريطانية (BHF) ونشرت في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب.

يتواجد البروتين في خلايا عضلة القلب ويدخل إلى الدم عندما يتعرض القلب للتلف. وتستخدم اختبارات الدم الخاصة بالتروبونين بالفعل في المستشفيات لتشخيص النوبات القلبية بأثر رجعي.

تشير الأبحاث إلى أن هذه الاختبارات غير المكلفة يمكنها الكشف حتى عن تلف القلب البسيط وبالتالي التنبؤ بخطر إصابة المريض بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل. هذه الاختبارات، التي يمكن إجراؤها بالإضافة إلى اختبارات الكوليسترول الروتينية، قد تمكن من العلاج الوقائي.

وقال أنوب شاه، أستاذ طب القلب والأوعية الدموية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، والمؤلف الرئيسي للدراسة: “يعتبر التروبونين، حتى في النطاق الطبيعي، مؤشراً قوياً على تلف عضلة القلب الدقيق، ويوفر الاختبار معلومات يمكن أن تساعدنا في التنبؤ بمخاطر الأشخاص بشكل أكثر دقة”.

وأشار شاه إلى أن إجراء اختبارات إضافية للتروبونين يمكن أن يساعد في تحديد المرضى المعرضين للخطر والذين قد يستفيدون من العلاج الوقائي، وبالتالي تقليل خطر حدوث مشاكل الدورة الدموية في المستقبل.

وتوصلت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من التروبونين في دمائهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية في غضون 10 سنوات. ويؤكد هذا أن إجراء هذه الاختبارات قد يمنع حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية واحدة تقريباً لكل 500 شخص تم اختبارهم.

قام الباحثون بتحليل البيانات الصحية لأكثر من 62 ألف شخص في أوروبا والولايات المتحدة. تم قياس مستوى التروبونين لدى كل شخص إلى جانب عوامل الخطر التقليدية مثل العمر، وضغط الدم، وتاريخ الإصابة بمرض السكري، وحالة التدخين، ومستويات الكوليسترول. وتم مراقبة المشاركين لمدة عشر سنوات لتحديد ما إذا كانوا قد أصيبوا بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.

وتستخدم دراسات صحة القلب والأوعية الدموية الحالية مؤشرات للتنبؤ بخطر إصابة المريض بنوبة قلبية أو سكتة دماغية في السنوات العشر المقبلة.

وقال الباحثون إنه بإضافة نتائج التروبونين إلى عوامل الخطر الموجودة، يمكن إجراء التنبؤات بدقة أكبر.

وقال البروفيسور برايان ويليامز، المدير العلمي لمؤسسة القلب البريطانية: “لقد ساعد التقدم في التنبؤ بالمخاطر الأطباء على تحديد الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث في هذا المجال”.

وتشير هذه البيانات إلى أنه بإضافة فحص الدم، يمكن لمقدمي الرعاية الصحية تحديد المزيد من المرضى المعرضين للخطر وتزويدهم بالنصائح والعلاج لتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية في المستقبل.


شارك