العلاقات المصرية الفرنسية.. تمويلات بـ4 مليارات يورو من فرنسا للقطاعين الحكومي والخاص بمصر

تزامناً مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لجمهورية مصر العربية، تستعرض وزارة التخطيط والتعاون الدولي أهم التطورات في العلاقات الاقتصادية المصرية الفرنسية في إطار الشراكة الوثيقة بين البلدين والجهود المشتركة لتعزيز التنمية.
تمويل التنمية للحكومة والقطاع الخاص
وفيما يتعلق بعلاقات التعاون التنموي، تم توقيع اتفاقية إطارية خلال زيارة رئيس الجمهورية الفرنسية إلى مصر في عام 2006، والتي تنظم وتدير أنشطة الوكالة الفرنسية في مصر. في عام 2007، تم افتتاح مكتب للوكالة الفرنسية للتنمية في مصر.
قدمت الحكومة الفرنسية تمويلات للقطاعين العام والخاص في مصر تقدر بنحو أربعة مليارات يورو، منها 3.5 مليار يورو للقطاع العام و500 مليون دولار للقطاع الخاص. وبالإضافة إلى ذلك، هناك 12.6 مليون يورو في شكل منح للتنمية.
كما تولت الوكالة الفرنسية للتنمية إدارة منح من الاتحاد الأوروبي بقيمة 150 مليون يورو. وساهمت هذه الأموال والمنح في تنفيذ العديد من المشاريع في قطاعات رئيسية، وخاصة في مجالات النقل المستدام من خلال مشاريع المترو، والإسكان، والتعليم والتعليم العالي، والصحة، والنظافة، والطاقة المتجددة، والحماية الاجتماعية.
ويبلغ حجم محفظة التعاون التنموي الحالية بين مصر وفرنسا نحو 1.5 مليار يورو في قطاعات النقل والإسكان والتعليم والبيئة والمرأة وغيرها من القطاعات ذات الأولوية. قامت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، بزيارة فرنسا في عام 2020، حيث وقعت حزمة من اتفاقيات التمويل مع الوكالة الفرنسية للتنمية بهدف تسريع التحول الأخضر والاستثمار في رأس المال البشري.
وتشهد العلاقات المصرية الفرنسية تطوراً مستمراً، خاصة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة في عام 2014. ويتجلى هذا التطور في الزيارات المتبادلة وتوسيع الشراكات بين البلدين لخدمة المزيد من قطاعات التنمية.
وتأتي هذه الشراكة تماشيا مع الإعلان المشترك الذي وقعه الرئيس عبد الفتاح السيسي وأورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية في مارس 2024 لرفع مستوى العلاقات المصرية الأوروبية إلى شراكة استراتيجية. ويفتح هذا المجال واسعاً لمزيد من تطوير العلاقات بين مصر والدول الأوروبية، وخاصة في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتعاون التنموي.
العلاقات المصرية الفرنسية
على الرغم من أن العلاقات الاقتصادية المصرية الفرنسية قائمة منذ عقود، إلا أنها شهدت ازدهارًا غير مسبوق منذ عام 2014. ساهمت الزيارات المتبادلة بين رؤساء الدول والحكومات في كلا البلدين وتعزيز الشراكة المصرية الأوروبية في تعميق وتنويع العلاقات بين مصر وفرنسا لتشمل المزيد من المجالات ذات الأولوية للتنمية. وقام الرئيس عبد الفتاح السيسي بعدة زيارات إلى باريس في أعوام 2014 و2017 و2020، فيما زار الرئيس الفرنسي مصر في عام 2015 ومرة أخرى في عام 2019 لحضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة.
وتؤكد زيارة الرئيس الفرنسي لمصر الرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية وتؤكد النية المشتركة لتوسيع التعاون في مختلف مجالات التنمية، استناداً إلى النجاحات الأخيرة.
المنصة الوطنية لبرنامج “نوافي”
تدعم الوكالة الفرنسية للتنمية جهود مصر نحو التحول الأخضر من خلال المشاركة في تمويل مشروعات الطاقة والنقل في إطار المنصة الوطنية لبرنامج “نوافي”، وخاصة مشروع مركز التحكم الإقليمي بالإسكندرية ومشروع مترو أبو قير.
ويعد مشروع مترو القاهرة الكبرى أحد أهم المحطات البارزة ويوضح مدى التعاون بين مصر وفرنسا. ويهدف المشروع إلى نقل ملايين الركاب يومياً، وتقليل الازدحام المروري في القاهرة، وتوفير وسيلة نقل آمنة وصديقة للبيئة. ولذلك تعمل الحكومة مع الجانب الفرنسي وشركاء آخرين على المضي قدماً في توسيع خطوط المترو.
وفي سياق آخر، شارك الجانب الفرنسي في تمويل مشروع تطوير الخط الأول لمترو الأنفاق بالقاهرة الكبرى، ومشروع تطوير خط سكة حديد طنطا – المنصورة – دمياط.
الطاقة المتجددة
ويشمل برنامج الشراكة المصرية الفرنسية عدداً من المشاريع المختلفة، بما في ذلك برنامج دعم ميزانية قطاع الطاقة لدعم تنفيذ تدابير إصلاح قطاع الطاقة. برنامج التعاون الفني المشترك لتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر في ضوء جهود الحكومة لتعزيز صناعة الهيدروجين الأخضر في مصر.
التأمين الصحي الشامل والحماية الاجتماعية وتمكين المرأة
كما قام الجانب الفرنسي بتمويل عدد من المشاريع في مجال الحماية الاجتماعية وتمكين المرأة، بما في ذلك برنامج لدعم موازنة قطاع الحماية الاجتماعية، وبرنامج لدعم منظومة التأمين الصحي الشامل الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع عدد من شركاء التنمية الآخرين، وبرنامج لتعزيز المساواة بين الجنسين في النقل الحضري.
خلال مؤتمر المناخ COP27، أطلقت مصر برنامج تسريع المساواة بين الجنسين في العمل المناخي بالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والوكالة الفرنسية للتنمية (AFD) والبنك الأفريقي للتنمية (AfDB). ويهدف المشروع إلى تعزيز قدرة الشركات الخاصة وتحسين استجابتها للمساواة بين الجنسين في حوكمة الشركات المتعلقة بالمناخ وتعزيز العلاقة بين المساواة بين الجنسين والعمل المناخي في القطاعين العام والخاص.
التعليم والتعليم الفني والتعليم العالي
وفي قطاع التعليم، قام الجانب الفرنسي بتمويل مشروع إعادة إنشاء الجامعة الفرنسية في مصر، ومشروع التعاون الفني لدعم تدريس اللغة الفرنسية كلغة أجنبية في المدارس الحكومية المصرية.
استراتيجية قطر مع الوكالة الفرنسية للتنمية
وفي عام 2022، قدمت وزارة التخطيط والتعاون الدولي والوكالة الفرنسية للتنمية استراتيجية قطر الجديدة حتى عام 2025 تحت شعار “نحو الرخاء المشترك”.
ويركز المشروع على ثلاثة مجالات رئيسية: تحسين تكامل النظم المالية والتجارية والإنتاجية في مصر على المستوى الإقليمي، ودعم تطوير البنية التحتية الاجتماعية، وتعزيز التنمية المحلية العادلة والمستدامة. وتتضمن الركائز الثلاث للاستراتيجية الركائز الفرعية الرئيسية التالية: تعزيز الرخاء المشترك، والتوفيق بين أهداف التنمية والمناخ؛ خلق فرص العمل والابتكار وريادة الأعمال.
العلاقات التجارية والاستثمارية
وفي سياق آخر، تعد فرنسا أحد أهم الشركاء التجاريين الأوروبيين لمصر. ارتفعت الصادرات المصرية إلى فرنسا بنسبة 22.4% لتصل إلى 1.1 مليار دولار عام 2024، مقارنة بـ 855.4 مليون دولار عام 2023. وفي الوقت نفسه، بلغت الواردات المصرية من فرنسا 1.8 مليار دولار عام 2024، مقارنة بـ 1.7 مليار دولار عام 2023، بزيادة قدرها 10.8%. بلغ حجم التجارة بين البلدين 2.9 مليار دولار العام الماضي، مقارنة بـ 2.5 مليار دولار في العام الذي سبقه. ويعادل هذا نموًا بنسبة 14.7 بالمائة.
وقد قامت العديد من الشركات الفرنسية باستثمارات كبيرة في مصر، وخاصة في قطاعات الطاقة والنقل وتجارة التجزئة.