إحالة مدرس وزوجته بأسيوط للمحاكمة التأديبية لاتهام الأول بالتحرش بزميلته

بدأت النيابة الإدارية إجراءات تأديبية ضد مدرس دراسات اجتماعية وموظف إداري بإحدى المدارس الإعدادية بمحافظة أسيوط. المتهم 1) قام بالتحرش اللفظي والجسدي بأحد زملائه في الفصل كما قام أيضًا بالعديد من الاعتداءات الأخرى ضد زملائه في الفصل. – المتهمة الثانية – مسئولة ملفات الموظفين بالمدرسة وزوجة المتهم الثاني – أساءت استخدام سلطتها الرسمية ومكنت المتهم الثاني من الاطلاع على البيانات الشخصية لموظفي المدرسة من ملفاتهم الشخصية والتي تم إرسالها إليها في إطار عملها.
تلقت نيابة أسيوط الإدارية قسم أول، بلاغًا من مدير المدرسة بشأن هذه المخالفات، وإخطارًا من الإدارة التعليمية المختصة بفصل المتهم المذكور من الخدمة بالمدرسة، وذلك في ضوء المذكرة المقدمة من مجلس أمناء المدرسة وأولياء الأمور، لحين استكمال التحقيق.
وخلال التحقيق الذي أجرته المستشارة شهد عبد الحميد بإشراف المستشارة رانيا الأبرق مدير النيابة العامة، استمعت إلى شهادة مدير المدرسة المشتكية. وأوضح أن إحدى المعلمات حضرت إلى مكتبه واشتكت من تعرضها للتحرش اللفظي من قبل المتهم الأول الذي استخدم معها ألفاظاً غير لائقة. بالإضافة إلى ذلك، فقد سبق أن قام بالتحرش بها جسديًا من خلال لمس جسدها بشكل غير لائق أثناء وقوفها في الممر الداخلي للمدرسة للتحقق من الجدول الزمني. استدعى مدير المدرسة المتهم الأول للتحقيق معه حول تفاصيل الحادثة. واعترف المتهم بتكرار الجمل التي ذكرتها المجني عليها، بل وحتى تكرارها أكثر منها. وقد استخدم في ذلك عبارات تشكل في نظر ومسمع مدير المدرسة وبحضور المتهم الثاني زوجة المتهم الأول تحرشاً لفظياً.
وكشف التحقيق أن الطالب المذكور تصرف بشكل غير لائق تجاه تلاميذ المدرسة، ورغم التحذيرات المتكررة له بعدم البقاء هناك، وخاصة أثناء تنقل التلاميذ، فقد بقي عمداً وبدون مبرر على الدرج المخصص لتنقل التلاميذ من وإلى الفصول الدراسية.
كما استمعت النيابة العامة إلى أقوال المجني عليه وعدد من الشهود من العاملين بالمدرسة، الذين أكدوا مراراً وتكراراً صحة الاتهامات الموجهة للمتهم الأول واعتياده على إهانة زملائه ومعاملتهم بطريقة غير لائقة.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة أن المتهمة الثانية المسؤولة عن ملفات الموظفين بالمدرسة والمتزوجة من المتهمة الأولى خالفت الأحكام القانونية وقانون العمل، وانتهكت حرمة الحياة الخاصة لموظفي المدرسة باستغلال منصبها وتمكين المتهمة الأولى من الاطلاع دون وجه حق على البيانات الشخصية للموظفين من ملفات خدمتهم التي سلمت إليها بحكم عملها. بل إنها أعطته مفتاح مكتبها، الذي تحفظ فيه ملفات شؤون الموظفين بالمدرسة. السماح له بالدخول دون حضورها والاطلاع على السجلات حتى لو لم يكن مخولاً مهنياً بذلك.
وتبين من التحقيقات، في ضوء اطلاع النيابة العامة على ملف المتهم الأول، أنه كان قد تم فصله من عدة مدارس كان يعمل بها سابقاً. علاوة على ذلك، فقد تعرض لعقوبات إدارية بسبب معاملته غير اللائقة للطالبات وزملائه من الذكور والإناث. علاوة على ذلك، فقد سبق اتهامه بارتكاب حوادث مماثلة. كما اتُهم أيضًا بالتحرش بأحد أعضاء هيئة التدريس في إحدى المدارس التي كان يعمل بها سابقًا، مما أدى إلى طرده من تلك المدرسة.
وبعد انتهاء التحقيقات وعرض النتائج على دائرة محكمة أسيوط التأديبية، اعتمد رئيس الدائرة المحامي عبد الوهاب نجاتي تقرير الاتهام الذي أعده المحامي أحمد عبد السلام، وأحال المتهمين إلى الإجراءات التأديبية.
ونظرًا للعوامل التي كشف عنها التحقيق والتي كان لها تأثير كبير على استمرار المتهم في ارتكاب مثل هذه الانتهاكات التأديبية الخطيرة من خلال بقائه في هيئة التدريس بالمدارس التي عمل بها، على الرغم من الشكاوى المتكررة من زملائه وتلاميذه، ومجرد نقله من مدرسة إلى أخرى؛ وأوصى المدعي العام إدارة المدرسة بإبعاد المتهمين عن كافة وظائف التدريس.
أكد المستشار محمد سمير المتحدث الرسمي باسم النيابة الإدارية، أن النيابة الإدارية تطالب القائمين على المنظومة التعليمية بالعمل على الرسالة النبيلة للتعليم، ومنع كل من يثبت تورطه في مثل هذه الانتهاكات من ممارسة مهنة التدريس. كما يجب تفعيل أحكام التعميمات ذات الصلة ولوائح الحوافز التعليمية الصادرة عن وزارة التربية والتعليم والتدريب الفني، والعمل على إبلاغ الجهات التحقيقية عن هذه الجرائم فور وقوعها. لضمان تطبيق القانون ومحاسبة الجناة بما يتناسب مع خطورة الجريمة المرتكبة، وذلك لتوفير بيئة تعليمية آمنة للطلبة والمعلمين على حد سواء.