دراسة علمية مقارنة: مستقبل أطفال فرط الحركة ونقص الانتباه

منذ 3 شهور
دراسة علمية مقارنة: مستقبل أطفال فرط الحركة ونقص الانتباه

يعد اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) عند الأطفال مشكلة مهمة تحتاج إلى معالجة ومعالجتها. ولا يمكن تحقيق ذلك بالطبع إلا من خلال التعاون الكامل بين أسرة الطفل والقائمين على رعايته، سواء من خلال الرعاية النفسية أو معلم الطفل أو إدارة المدرسة.

وتظهر دراسة حديثة أن هؤلاء الأطفال قد يعانون من عواقب سلبية في وقت لاحق من حياتهم مما يؤثر على قدرتهم على التعلم وأنهم أقل حظا في مرحلة البلوغ مقارنة بأقرانهم في المجالات الأكاديمية والمادية والاجتماعية وحتى الصحية. وهذا يتطلب اهتمام المجتمع والأسرة ومحاولة التدخل في العلاج بكل الوسائل والجهود المتاحة.

المشكلة مع هؤلاء الأطفال ليست أنهم أقل ذكاءً، بل على العكس، بعضهم أكثر ذكاءً ولديهم قدرات أخرى، على سبيل المثال القدرات الفنية.

المشكلة مع هؤلاء الأطفال هي أنه يجب على المجتمع أن يعاملهم بطريقة علمية قد لا يكون الناس على علم بها. الطفل المصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يتحرك باستمرار ولا يستطيع الجلوس ساكنًا لفترات طويلة من الزمن. لذلك يجب تقديم المعلومات لهم بطريقة بسيطة وموجزة حتى يتمكنوا من استيعابها.

في دراسة طويلة الأمد واسعة النطاق أجريت في بريطانيا العظمى عام 1958، تم متابعة 1200 طفل مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه حتى سن 42 عامًا. وُلِد جميعهم في نفس الأسبوع في أجزاء مختلفة من المملكة المتحدة، مما يؤكد نتائج هذه التجربة المذهلة. وتتبعت الدراسة العديد من التفاصيل المهمة في حياة كل شخص: المستوى التعليمي، والمهنة، والظروف الاجتماعية، والمدخرات، والصحة البدنية والعقلية.

تمت مقارنة هذه الدراسة الإنجليزية مع دراسة أمريكية أخرى بدأت في عام 1991 وتابعت حالة 1200 طفل تم تشخيصهم باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه حتى بلغوا 26 عامًا. وذهبت هذه الدراسة الأمريكية إلى أبعد من ذلك في التحقيق، وبحثت أيضًا علاقتهم بالقانون ومدى امتثالهم للقانون أو انتهاكهم له.

وكانت مشاكل الأطفال في الدراستين تتعلق بضعف الأداء المدرسي، وانخفاض التحصيل التعليمي، وعدم القدرة على تكوين صداقات. يضاف إلى ذلك المشاكل الناجمة عن عدم اندماجهم في المجتمع الذي يعيشون فيه. إن الطفولة غير السعيدة تزيد من احتمالية الإصابة بمشاكل الصحة العقلية مثل الاكتئاب أو تعاطي المخدرات في المستقبل.

وتؤكد الدراستان أن التدخل المبكر والحاسم يغير المسار، وأنه في العديد من هذه الحالات تم تحقيق نجاحات مفاجئة وغير متوقعة. ويوصي الباحثون بالتشخيص المبكر وتعليم الأطفال كيفية التعامل مع الوضع. في كثير من الأحيان يتم الجمع بين العلاج السلوكي والعلاج الدوائي باستخدام الأدوية المحفزة للأعصاب. بالنسبة لهؤلاء الأطفال، من الأفضل ممارسة الرياضات التي تتضمن الفنون القتالية، حيث تتطلب هذه الرياضات جهداً كبيراً وحركة مستمرة. كما أنها تعمل على تعزيز قدرة الطفل على التحكم في مشاعره المختلفة وتمكنه من تكوين صداقات مع أقرانه.


شارك