سفير مدريد بالقاهرة: ملك وملكة إسبانيا يزوران مصر خلال الأشهر المقبلة

ألفارو إيرانزو: نحن ندعم جهود مصر لإعادة إعمار غزة دون طرد الفلسطينيين.
وقال السفير الإسباني لدى مصر ألفارو إيرانزو: “لقد شعرت إسبانيا دائمًا بالقرب من مصر الجميلة، فهناك علاقات قوية بيننا (مصر وإسبانيا) تم تشكيلها على مدى قرون عديدة”.
وأضاف أن إسبانيا لن تتخلى أبدا عن علاقاتها الوثيقة مع العالم العربي والإسلامي، مشيرا إلى أننا فخورون بتراثنا المشترك الذي يتجلى بوضوح في الإرث العظيم للحضارة الأندلسية وإنجازات الممالك الإسلامية في إسبانيا على مدى قرون عديدة. وتابع: “لقد منحنا هذا الماضي المشترك الغني أساسًا ننطلق منه لإبراز صداقتنا ومصالحنا المشتركة في عالم اليوم والغد. ونرغب في استغلال كل فرصة في علاقتنا للارتقاء بها إلى مستوى جديد”.
وأكد أنه “من هذا المنظور، يُعدّ طريق المتوسط المسار الأمثل لبناء فضاء جيوستراتيجي مشترك مع جميع دول المنطقة”، مشيرًا إلى أن “الاتحاد من أجل المتوسط هو أفضل مبادرة تُثمر علاقاتنا التعاونية على أكمل وجه. ويهدف إلى المساهمة في تعزيز الاستقرار والازدهار في هذا الفضاء المشترك، الذي لطالما عانى من عدم الاستقرار، وبالتالي فهو في أمسّ الحاجة إلى بناء السلام والتعاون في مجالات التنمية الاقتصادية والتواصل بين الشعوب. وهذه تحديدًا هي الأدوات التي تُعطيها إسبانيا ومصر الأولوية”.
وأكد أن إسبانيا دعمت أيضا تطوير العلاقات الوثيقة بين الاتحاد الأوروبي بأكمله ومصر، مضيفا: “نحن سعداء بشكل خاص بالشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تم توقيعها العام الماضي، والتي أصبحت أداة فريدة تتكشف إمكاناتها يوما بعد يوم”.
وأضاف: “على سبيل المثال، تتواجد الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كلاس حالياً في القاهرة، حيث تلتقي مع وزير الخارجية بدر عبد العاطي ومجموعة الاتصال الوزارية العربية الإسلامية التي أنشئت خلال القمة الأخيرة التي عقدت في القاهرة قبل أيام وحققت نجاحاً ملحوظاً”.
وقال: “إن إسبانيا، بالاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، أعربت عن ارتياحها لتبني الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، ونحن ندعم جهود الوساطة المصرية لتوفير الظروف اللازمة على الأرض لإعادة الإعمار”. وأشار إلى أن الوضع ازداد سوءا للأسف مع فشل اتفاق وقف إطلاق النار.
وتابع: “لقد أدت الأنشطة العسكرية إلى تفاقم عدد الضحايا المروع أصلاً في غزة. ولهذا السبب، دعت الحكومة الإسبانية بشدة إلى وقف فوري لإطلاق النار، لأنه السبيل الأمثل لإطلاق سراح الرهائن والسجناء، وتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية، وبدء إعادة الإعمار دون تشريد السكان المحليين”.
وأضاف: “لقد دعونا بقوة أيضا إلى احترام القانون الإنساني الدولي في غزة، وأكدنا على أهمية ربط الجهود في غزة بالتنفيذ السياسي لحل الدولتين، وهو الصيغة الوحيدة التي يمكن أن تحقق السلام الدائم للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي”.
وأضاف: “من الصعب تجاهل الوضع المأساوي في قطاع غزة والمناطق غير المستقرة الأخرى مثل السودان وليبيا والبحر الأحمر، والذي يؤثر سلباً على مصر في كثير من النواحي”.
وأشار إلى العلاقات الثنائية بين مصر وإسبانيا، والتي وصفها بأنها “مرضية للغاية”. وأضاف: “لقد اتخذنا خطوات مهمة خلال العام الماضي لتعزيز شراكتنا وتعزيزها”.
وقد عززت الزيارة الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى إسبانيا في فبراير/شباط الماضي، بعد أربع زيارات قام بها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى مصر، علاقاتنا الثنائية. وقد تم تعزيز العلاقات الثنائية من خلال توقيع العديد من الاتفاقيات، وخاصة ذات الطابع الاقتصادي، في مجالات التجارة والنقل والبنية الأساسية والسياحة والهجرة وغيرها. ولكن الأهم من ذلك كله هو بناء شراكة استراتيجية بين بلدينا، وهو نوع فريد من العلاقات يوفر لإسبانيا ومصر إطاراً سياسياً يعكس تفاهمنا المشترك في العديد من المجالات. وقال إنه من المقرر أيضا أن يقوم جلالة الملك والملكة الإسبانيان بزيارة رسمية إلى مصر خلال الأشهر المقبلة.
وأكد أن “الشراكة الاستراتيجية بين إسبانيا ومصر ترتكز على علاقة متينة للغاية في مجالات التجارة والاستثمار والتعاون. ومنذ هذا العام، أصبحت مصر من أكبر المستفيدين عالميًا من التمويل الإسباني الميسر والتجاري (المنح والقروض)، ويتجلى ذلك في منح صندوق الاستثمار الأجنبي المباشر لقطاع النقل المصري”.
وفيما يتعلق بالتطورات، قال السفير الإسباني إن “العلاقات بين مصر وإسبانيا تعززت أيضًا منذ أن أصبحت مصر دولة ذات أولوية للتعاون الإسباني: أكثر من 70 مليون يورو من المساعدات منذ عام 2015 هي نتيجة لهذا الدعم، مع تنفيذ أكثر من 50 مشروعًا حتى الآن”.
وأضاف: “لقد تم توسيع نطاق التعاون إلى مجالات أخرى مثل التعليم والسياحة والآثار من خلال العمل الممتاز الذي يقوم به معهد سرفانتس ووزارة الثقافة لدينا وزملائهم المصريين”.
وقال “بشكل عام، فإننا نشهد حاليا فترة يمكن وصفها بأنها الأكثر مثمرة في التاريخ فيما يتعلق بالتعاون الثنائي بين إسبانيا ومصر”.
وأخيراً، أشاد بالإعلاميين والصحفيين المصريين وأعرب عن تقديره “للعمل الذي يقوم به الإعلاميون المصريون كل يوم”. وأضاف أنه بفضل جهودهم نبقى على اطلاع دائم بأهم الأحداث في مصر والمنطقة. وأعرب عن امتنانه الخاص “للتغطية الممتازة لإسبانيا من قبل وسائل الإعلام المصرية”، مؤكدًا أن “المعلومات والآراء التي تنشرها عن بلدي إيجابية عمومًا. ونحن نقدر ذلك تقديرًا كبيرًا، وهو أمر غير مفاجئ، نظرًا للتقدير الكبير الذي يتقاسمه الإسبان والمصريون”.