في الذكرى الـ80 لتأسيسها.. جامعة الدول العربية: مسيرة عطاء وصمود

تحتفل جامعة الدول العربية السبت المقبل بالذكرى الثمانين لتأسيسها.
وقالت جامعة الدول العربية في بيان لها اليوم السبت، إن هذه المنظمة العريقة تأسست عام 1945، ما يجعلها أقدم منظمة إقليمية في العالم؛ تأسست قبل الأمم المتحدة.
وقال البيان إن إنشاء جامعة الدول العربية جاء استجابة للدعوة المتزايدة إلى الوحدة العربية والتحرر من الاستعمار ومعالجة التحديات السياسية التي عانى منها العالم العربي في ذلك الوقت. وتهدف الجامعة إلى تعزيز العلاقات بين الدول الأعضاء من خلال تنسيق المواقف وتعميق التعاون في مختلف المجالات.
وبحسب البيان، فقد اتسمت جامعة الدول العربية منذ إنشائها وحتى اليوم، بكل محطاتها التاريخية العديدة، بتحديات كبرى تركت بصماتها في التاريخ السياسي للدول والشعوب العربية، وعززت مسارات التعاون في كافة المجالات الضرورية لتحقيق التنمية الشاملة والسير بالمواطن العربي نحو مستقبل مزدهر.
وأشار البيان إلى أن جامعة الدول العربية لعبت دورا أساسيا في حل العديد من المشاكل وأسهمت من خلال جهودها في تحرير العديد من الدول العربية من الاستعمار. وتستمر هذه الجهود في سبيل توحيد الرؤى والمواقف العربية في المحافل الدولية والدفاع عن المصالح العربية المشتركة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تعيش حالياً منعطفاً تاريخياً غير مسبوق، وخاصة خلال حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة. وتسعى الجامعة العربية إلى تنسيق جهود الدول الأعضاء فيها لصياغة رؤية واضحة وموقف عربي موحد تجاه إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشار الإعلان أيضا إلى أنه تم تحقيق تقدم كبير نحو تحقيق هذه الأهداف. وأثمرت الجهود العربية المشتركة عن تنفيذ العديد من المشاريع والاستراتيجيات في كافة المجالات. وتم إنشاء العديد من منتديات التعاون وتعزيز العلاقات العربية مع القوى الإقليمية والدولية الكبرى بهدف خلق التوازن اللازم في مواجهة تحديات الوضع الدولي الراهن.
لقد تم تحقيق نجاحات جوهرية وملموسة في المجال الاقتصادي. وكان إنشاء منطقة التجارة الحرة العربية في عام 2005 بمثابة حجر الأساس المهم للتكامل الاقتصادي العربي وأدى إلى إنشاء السوق العربية المشتركة للكهرباء في عام 2024. ويمثل هذا تتويجاً لهذه الرؤية العربية المشتركة التي تهدف إلى تعزيز التعاون في قطاع الطاقة وفتح آفاق تنموية واعدة وخلق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وتلتزم الجامعة العربية أيضًا بتعزيز دور المرأة في بناء وتنمية المجتمعات العربية. كما أنها ملتزمة برعاية الأطفال وتعزيز التعليم ودعم برامج الشباب والرياضة. كما تلعب دوراً هاماً في الحفاظ على اللغة والثقافة العربية، وتعزيز الحضور العربي في المحافل الثقافية الدولية ومساهمته في الحضارة الإنسانية بكل تنوعها وغناها وأصالتها.
في هذا اليوم تتمنى جامعة الدول العربية أن تخلد ذكرى الجيل الأول من المفكرين والسياسيين والدبلوماسيين العرب الذين غرسوا بذور الوحدة في الوعي العربي وأقاموا دعائم “البيت العربي”. ونحن نعمل على تعزيز هذه الركائز بينما نمضي قدمًا نحو رؤية مشتركة ستقودنا جميعًا إلى مستقبل من الرخاء والسلام.
في هذا اليوم نصل إلى نقطة تحول جديدة في هذه الرحلة الطويلة، ويستمر العمل الدؤوب على كافة المستويات لإبقاء هذه الشعلة مشتعلة في نفوس الشعب، ولإبقاء “بيت العرب” صامداً وقوياً في وجه العواصف والمخاطر.
ودعت جامعة الدول العربية في هذه المناسبة الشباب العربي إلى مواصلة المسيرة التي بدأها آباؤهم وأجدادهم ومواكبة التطورات التكنولوجية الهائلة التي يشهدها العالم لتحقيق نقلة نوعية نحو مجتمع المعرفة والتحول الرقمي. ودعت أيضا إلى إشراك الشباب في عمليات صنع القرار وتمكينهم من المشاركة في عملية التنمية والتقدم. وأكدت أن الاستثمار في تعليم وتدريب الشباب هو الاستثمار الحقيقي في المستقبل لبناء مجتمعات قادرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة لأمة عربية مكتفية ذاتيا قادرة على المساهمة في تنمية البشرية وازدهار العالم.