المرصد الأورومتوسطي: الاحتلال الإسرائيلي يسارع لفرض التهجير القسري في قطاع غزة

منذ 3 شهور
المرصد الأورومتوسطي: الاحتلال الإسرائيلي يسارع لفرض التهجير القسري في قطاع غزة

حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من العواقب الكارثية لاستئناف قوات الاحتلال الإسرائيلي هجماتها البرية على قطاع غزة، وما يرافقها من عمليات تهجير قسري تحت غطاء أوامر الإخلاء، واستمرار الغارات الجوية المكثفة. مرة أخرى، يضطر مئات الآلاف من الأشخاص إلى الفرار دون أي حماية بعد أن دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي الغالبية العظمى من المنازل والملاجئ والمباني في قطاع غزة.

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان اليوم إن فريقه رصد دخول قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى غرب بلدة بيت لاهيا مساء الخميس. ورافق ذلك غارات جوية وقصف مدفعي كثيف طوال الليل. تم تهجير الآلاف من السكان الذين يعيشون في الخيام والمنازل المتهدمة قسراً، وتركوا دون حماية وتحت نيران العدو. في المناطق التي كانت تفتقر حتى إلى أبسط الضروريات الحياتية.

وأكد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي وسع انتهاكاته في مناطق أخرى. وفي الساعات الأخيرة، اجتاحوا موقعين في رفح، خارج المنطقة العازلة حيث تتمركز قواتهم على طول الحدود مع مصر. كما واصلت إصدار أوامر الإخلاء غير القانونية لطرد السكان بالقوة من بلدات شرق خانيونس وبلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.

وأوضح أن آلاف السكان في تلك المناطق أجبروا على النزوح وترك ممتلكاتهم بسبب نقص وسائل النقل. إنهم يواجهون مرة أخرى محنة إعادة توطينهم قسراً إلى مكان بلا مأوى بعد إعادة تنظيم ملاجئهم المؤقتة المتهالكة بالقرب من منازلهم المدمرة في الأيام الـ42 التي أعقبت وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني.

وأكد المرصد أن كافة أوامر الإخلاء غير القانونية والهجمات البرية تتزامن مع حملة قصف عنيفة بدأت فجر الثلاثاء الماضي واستهدفت المنازل المأهولة وخيام النازحين ومراكز الإيواء الطارئة والتجمعات السكانية دون أي مبرر أو ضرورة عسكرية. ويأتي هذا في إطار السياسة الممنهجة التي تنتهجها إسرائيل لفرض ظروف معيشية قاسية على الفلسطينيين في قطاع غزة والقضاء عليهم فعلياً ـ وهو عمل إبادة جماعية ترتكبه إسرائيل ضدهم بشكل متواصل منذ 18 شهراً.

وفي هذا السياق، أشار إلى تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي قال فيه إنه أمر الجيش باحتلال مناطق جديدة في قطاع غزة، وإخلاء السكان جنوبه، وتكثيف القصف البري والجوي والبحري، واستخدام كل وسائل الضغط المدنية والعسكرية، بما في ذلك تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لطرد سكان قطاع غزة.

وأكدت هيئة مراقبة حقوق الإنسان أن تصريحات كاتس تعكس بوضوح نية إسرائيل المعلنة بطرد الفلسطينيين كجزء من الإبادة الجماعية المستمرة منذ 18 شهرا. إنهم يكشفون عن خطة شاملة لتطهير غزة من سكانها الفلسطينيين من خلال التجويع والدمار الشامل والإرهاب المستمر، وفي نهاية المطاف إجبار الفلسطينيين على مغادرة أرضهم تحت وطأة القصف والحرمان وانعدام سبل العيش.

وفي هذا السياق أشار المرصد إلى جريمة قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح الأربعاء الماضي منزل موظفين في مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (يونبس) في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. قُتل موظف الأمم المتحدة مارين مارينوف، وأصيب خمسة أشخاص آخرين، جميعهم من جنسيات أجنبية، بجروح خطيرة. وكان ثلاثة منهم يعملون في برنامج الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام (UNMAS) في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكان اثنان آخران يعملان في إطار آلية الأمم المتحدة 2720 في غزة.

وحذر المرصد من أن نفي إسرائيل مسؤوليتها عن هذه الجريمة، رغم الهدف الإسرائيلي الواضح وطبيعة الشظايا التي وجدت في المقر، والتي كانت بحسب تحقيق أجراه خبراء من شبكة CNN الأميركية مطابقة لقذيفة دبابة إسرائيلية من طراز M339 عيار 120 ملم، ما هو إلا استمرار لمنهجها في التلاعب بالحقائق والتهرب من العقاب.

وأكد أن صمت المجتمع الدولي تجاه الجرائم الدموية التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة على مدى الثمانية عشر شهراً الماضية ليس فشلاً ذريعاً فحسب، بل هو تفويض فعلي لإسرائيل لمواصلة مجازرها وتصعيد جريمة الإبادة الجماعية من خلال العودة إلى القتل الواسع النطاق للفلسطينيين والتدمير المنهجي لسبل عيشهم – في محاولة واضحة للقضاء عليهم تماماً هناك.

دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المحكمة الجنائية الدولية إلى تسريع تحقيقاتها وإصدار مذكرات اعتقال بحق المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في الجرائم ضد القانون الدولي المرتكبة في قطاع غزة. وذكّر الدول الأعضاء في نظام روما بالتزاماتها القانونية بالتعاون الكامل مع المحكمة وضمان تنفيذ أوامر الاعتقال ضد المسؤولين الإسرائيليين من أجل منع إفلاتهم من العقاب.


شارك