بعد إعلان مدبولي.. كم ستكون أسعار البنزين مع رفع الدعم نهاية 2025؟

منذ 13 أيام
بعد إعلان مدبولي.. كم ستكون أسعار البنزين مع رفع الدعم نهاية 2025؟

كشف المهندس مدحت يوسف، الخبير البترولي ونائب رئيس هيئة البترول الأسبق، عن آلية تحديد أسعار منتجات البنزين المختلفة (بنزين 80، وبنزين 92، وبنزين 95)، على أن يتم إلغاء الدعم عنها نهائياً بنهاية عام 2025.

تختلف أسعار البنزين بشكل كبير من بلد إلى آخر. وأوضح يوسف أن أغلب الدول تفرض ضرائب عالية على أسعار الوقود، وترتفع هذه الضرائب كلما أصبحت الدول أكثر تقدماً وازدهاراً. ولذلك، تختلف أسعار البنزين من بلد إلى آخر. وتابع: “من المعروف أن أعلى سعر بيع للمستهلكين في هونج كونج هو 3.30 دولار، وأدنى سعر في إيران بواقع 3 سنتات للبطاقة و6 سنتات للاستهلاك المفرط”. في المقابل، تأتي مصر في المركز العاشر بين أرخص الدول بمتوسط سعر 29 سنتا للتر لجميع أنواع البنزين الثلاثة.

دكتور. قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، في مؤتمر صحفي أمس، إن دعم المنتجات البترولية سيتم إلغاؤه نهائيا بنهاية العام الجاري. أعفت الحكومة الديزل والغاز المنزلي من قرار إلغاء الدعم بشكل دائم.

كيف يتم تحديد أسعار البنزين عالميا؟

ويقول يوسف إن هناك عاملين يحددان سعر البنزين في مختلف البلدان. سعر السوق العالمي هو سعر البنزين المتداول بين الدول في المعاملات التجارية المتعلقة بقرب الدول من مصادر إنتاج البنزين العالمية. ولذلك تم تحديد الأسعار المكانية حسب المنطقة وظروفها. على سبيل المثال، هناك سعر البنزين فوب (التسليم على متن الناقلة) في البحر الأبيض المتوسط، فوب روتردام، فوب في الخليج العربي، وهكذا، وهناك فروق في الأسعار بينها.

وأوضح: «كل دولة مستوردة تستخدم مصادر أسعار قريبة منها». على سبيل المثال، تستخدم مصر سعر فوب البحر الأبيض المتوسط كأساس سعري لواردات البنزين. ويتضمن ذلك تكاليف النقل البحري، والتي تختلف تبعاً لحجم الشحنات، وتأمين النقل، والميزة النسبية لموقع التسليم. ولذلك نلاحظ أن سعر البنزين المستورد إلى مصر يتحدد بسعر C&F (التسليم إلى الموانئ المصرية) والذي يشمل النقل والتأمين على النقل وغيرها.

ومن أمثلة الأسعار سعر الديزل الحالي البالغ 699 دولاراً أميركياً للطن تسليم روتردام، وهو ما يعادل 28.5 جنيهاً مصرياً للتر. ويبلغ سعر طن البنزين 95 أوكتان 793 دولاراً أميركياً، وسعر اللتر 57 سنتاً أميركياً، أي ما يعادل 28.8 جنيهاً مصرياً. وبالإضافة إلى ذلك، هناك تكاليف النقل والتأمين التي تقدر بنحو 100 دولار أميركي للطن. وتستند هذه الأسعار بطبيعة الحال إلى سعر خام برنت البالغ 71 دولاراً للبرميل، كما أن أسعار المنتجات مرتبطة بشكل واضح بهذا المؤشر وترتفع وتنخفض.

كيف سيتم تحديد سعر البنزين محليا بعد رفع الدعم؟

وفيما يتعلق بأسعار البيع المحلي للبنزين والسولار، قال يوسف: «أولاً يجب توضيح نقطة مهمة، وهي قيمة حصة مصر الحرة من الإنتاج المحلي. ويأتي ذلك نتيجة لاتفاقيات نفطية مختلفة مع شركاء أجانب. وتدخل هذه الحصة ضمن تكلفة منتجاتنا المنتجة محلياً بقيمة “صفر” أي بدون قيمة. وهذا هو الأساس لانخفاض تكلفة المنتج النفطي مقارنة بسعر السوق العالمية. وهذا يمثل نوعاً من الدعم غير المرئي، والفكرة هي أن هذا هو نصيب الشعب، وبالتالي يجب أن يذهب إلى الشعب. وبطبيعة الحال، فإنه يتعرض للظلم داخل الشعب المصري.

وأضاف: “وبالتالي فإن تكلفة المنتجات البترولية تشمل الحصة المشتراة من الشريك الأجنبي، وكذلك النفط الخام المخصص لتغطية تكاليف البحث والاستثمار والتطوير، وكذلك النفط الخام المستورد من الخارج والمنتجات البترولية التي تستوردها أو تشتريها شركات الاستثمار المصرية، مثل السولار وبنزين 95 أوكتان، لتلبية احتياجات البلاد من المنتجات، بالإضافة إلى عمليات التكرير والمعالجة وغيرها”.

وأكد: “بناء على تجربتي المتواضعة في هذا الصدد، فإن تكلفة الديزل، في ظل الوضع الحالي، تتراوح بين 18 و19 جنيها مصريا للتر”. يبلغ وزن البنزين حوالي 20 جنيها لكل لتر، مما يعني أن البنزين 95 أوكتان يزن حوالي 22 جنيها، والبنزين 92 أوكتان يزن حوالي 20 جنيها، والبنزين 80 أوكتان يزن حوالي 18 جنيها لكل لتر.

وقال يوسف إنه سيكون من الصعب على صناع القرار رفع سعر الديزل من 13.5 جنيه إلى 19 جنيها للتر بحلول نهاية عام 2025. ومن ثم فإن زيادة الأسعار ستأخذ بعين الاعتبار معاناة السكان في ضوء الوضع الاقتصادي والضغوط التضخمية التي قد تنشأ في حال الوصول إلى هذا السعر. وفي هذه الحالة، كان القرار ذا دوافع سياسية في المقام الأول.

وتابع: «أما البنزين فأنا على يقين أنه سيتم إعفاؤه من الدعم تدريجيا وبشكل كامل مع نهاية عام 2025، نظرا لأهميته لأصحاب السيارات وتوافر البديل وهو الغاز الطبيعي المضغوط». ويجب أن يلعب هذا دوراً حقيقياً في منظومة الوقود حتى تصبح الوقود الأساسي للسيارات في مصر وتوفر للطبقة المتوسطة وفورات كبيرة مقارنة بأسعار البنزين”.


شارك