الأمين العام للأعلى للشئون الإسلامية من الأردن: المجالس العلمية فرصة سانحة لتعزيز القيم الإيمانية وترسيخ المفاهيم الدينية الصحيحة

منذ 6 شهور
الأمين العام للأعلى للشئون الإسلامية من الأردن: المجالس العلمية فرصة سانحة لتعزيز القيم الإيمانية وترسيخ المفاهيم الدينية الصحيحة

دكتور. ألقى الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي كلمة أمام المجالس الهاشمية في المملكة الأردنية الهاشمية، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، والدكتور عبد اللهيان. محمد الخلايلة وزير الأوقاف أحمد الصفدي رئيس مجلس النواب فيصل الفايز رئيس مجلس الأعيان محمد الغزو رئيس المجلس القضائي محمد محمود العبادنه رئيس المحكمة الدستورية اللواء عبيدالله المعايطة مدير الأمن العام الدكتور. أحمد الخلايلة إمام المحكمة الهاشمية د. محمد المومني وزير الاعلام د. فراس الهواري وزير الصحة وعدد من الشخصيات والعلماء.

وعبر البيومي عن امتنانه وتقديره لحفاوة الاستقبال والمشاركة في هذا الملتقى العلمي الرفيع المستوى، مؤكداً أن المكون الشخصي للإنسان يرتكز على ثلاثة أركان أساسية هي الإيمان والإسلام والخير، مستشهداً بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحديث جبريل -عليه السلام- حيث لا تخلو شخصية الإنسان من أي ركن من هذه الأركان التي تتقلب بين الخوف والرغبة والحب.

وتحدث في كلمته عن أهمية النية في أعمال العبد، واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات»، مبيناً أن الارتباط بالله تعالى في مراتب الإسلام والإيمان والخير يجب أن يكون على أساس المحبة، وليس على مجرد الخوف والرهبة. وأوضح أن مرتبة الإيمان مبنية على الإخلاص، واستشهد بقول الله تعالى: (وَاصْبِرْ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ وَيُرْغِبُونَ وَجْهَهُ)، وأوضح أن هؤلاء خاطبوا الله بإخلاص النية فكان جزاؤهم الجنة.

وتحدث عن دائرة الإسلام، مبيناً أن بعض الناس يمارسون العبادات خوفاً أو طمعاً، وبعضهم الآخر يرتفع إلى مرتبة الإحسان، وأعطى مثالاً من الفقه الحنفي حول حكم قصر الصلاة في السفر. وهناك رأى بعض الفقهاء أن من سافر لزيارة والديه لا يقصر الصلاة حتى لا يشعر والداه أنه أصبح ضيفاً عليهما، مما يعكس روح الإحسان في الشريعة الإسلامية.

وأشار إلى أن مستوى الإحسان المبني على النية الصادقة يحتاج إلى مزيد من النجاح، مبيناً أن بعض الناس يشكرون على النعم، لكن ليس كل الناس ينالون نفس القدر من الشكر. واستشهد بقوله تعالى: {وقليل من عبادي الشكور}، وأوضح أن من وهبه الله القدرة على شكر النعم فعليه أن يشكر الله على هذه المنزلة الرفيعة.

وأكد في كلمته أن النية الطيبة تضاعف أجر العمل الواحد. بعض الناس يفعل الفعل بنية واحدة، وبعضهم يفعله بألف نية حسنة، حتى ينال الأخير أجراً مضاعفاً. وأشار إلى أن هذا هو سر حرص السيدة عائشة -رضي الله عنها- على جعل الصدقة أمراً محبباً، حيث كانت تقول: “إن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد الفقراء”.

وتناول في كلمته أهمية الزكاة في تزكية النفس والمال، وأوضح أن الله تعالى شرعها وسيلة لتحقيق التكافل الاجتماعي وترسيخ أهمية الرحمة بين أفراد المجتمع. وأكد أن إخراج الزكاة بنية صادقة يعد من أعظم أسباب النمو المالي والبركات.

وتحدث عن مفهوم الإيثار، موضحاً أنه من أسمى أشكال اللطف، حيث يضع الشخص احتياجات الآخرين قبل احتياجاته. واستشهد بقوله تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو حاجتهم} وأشار إلى أن هذه الخصلة الكريمة من السمات البارزة لأمة الصحابة -رضي الله عنهم-.

وأكد أن المجالس العلمية فرصة طيبة لتعزيز القيم الإيمانية وترسيخ المفاهيم الدينية الصحيحة، ودعا إلى ضرورة استثمار هذه اللقاءات العلمية من أجل نشر ثقافة الاعتدال والوسطية والتعايش السلمي بين الشعوب.

وأشاد بدور المجالس الهاشمية في نشر الفكر المستنير، مؤكداً أن هذه المجالس تطورت إلى منبر علمي متطور يجمع العلماء والمفكرين لتعزيز الحوار البناء وخدمة مصالح الوطن.


شارك