سوريا على صفيح ساخن.. اشتباكات دامية واستهداف للمشافي والمدنيين والشرع يحذر

منذ 2 شهور
سوريا على صفيح ساخن.. اشتباكات دامية واستهداف للمشافي والمدنيين والشرع يحذر

وفي مدينة اللاذقية شمال غربي سوريا، اندلعت اشتباكات عنيفة فجر السبت بين القوات السورية وعناصر موالية للنظام السابق بعد هجومها على المستشفى الوطني ومستشفى ابن سينا، بعد هجمات مستمرة منذ ثلاثة أيام.

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر أمني في اللاذقية لم تسمه قوله: “هجوم لقوات النظام يستهدف المستشفى الوطني في اللاذقية، في الوقت الذي تتصدى له قوات الأمن العام”.

وذكر التلفزيون السوري عبر تطبيق تلغرام أن “اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيش السوري وبقايا النظام في محيط مستشفى ابن سينا في اللاذقية”.

• المستشفيات في مرمى النيران

جاء ذلك وسط سقوط عدد من القتلى والجرحى في سلسلة هجمات شنتها عناصر من النظام السابق على ستة مستشفيات في محيط اللاذقية وطرطوس (غرب)، وفق ما أعلنت وزارة الصحة السورية الجمعة.

ونقلت وكالة سانا عن المكتب الإعلامي لوزارة الصحة قوله: “تعرضت ستة مشافي في ريفي اللاذقية وطرطوس لاعتداءات مباشرة وغارات من فلول النظام الليلة الماضية، ما أدى إضافة إلى الأضرار بالبنية التحتية إلى استشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين”.

وأشارت إلى أن الهجمات على المستشفيات “جريمة ضد الإنسانية تكشف عن وحشية هذه الجماعات وإصرارها على نشر الفوضى والمعاناة”.

وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع السورية، مساء الجمعة الماضي، إفشال هجوم لعناصر مرتبطة بالنظام السابق على قيادة القوات البحرية في مدينة اللاذقية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر في الوزارة لم تسمه قوله: “تمكنت قواتنا من صد هجوم فلول النظام البائد على القيادة البحرية في مدينة اللاذقية وإعادة الاستقرار إلى المنطقة”.

وتشهد منطقة الساحل السوري حالة من التوتر الأمني منذ ثلاثة أيام بعد أن هاجمت عناصر من النظام السابق دوريات أمنية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

• كم عدد الضحايا؟

وفي حين لم تنشر وكالة الأنباء السورية “سانا” أي إحصائيات رسمية، قالت مصادر أمنية سورية لوكالة الأناضول إن 50 شخصا على الأقل قتلوا في الهجوم، لكنها لم تحدد عدد القتلى من الجانبين.

وفي المقابل، تواصل القوات الحكومية تمشيط المنطقة ومراقبة الأوضاع فيها وعمليات السيطرة عليها. هدفهم هو القضاء على كل الجيوب المسلحة المتبقية. وفي الوقت نفسه، من المؤكد أن الوضع يتجه نحو الاستقرار الكامل.

وأصدرت السلطات أيضًا تحذيرات صارمة لأي شخص يرفض الامتثال للقانون وتسليم أسلحته. وأكدوا أن أية محاولة لإثارة الفوضى سيتم الرد عليها برد حاسم لا هوادة فيه.

• ماذا يقول القانون؟

تعهد الرئيس السوري أحمد الشرع، مساء الجمعة، بتقديم أعضاء النظام السابقين الذين يواصلون تنفيذ هجمات على السكان إلى محاكمة عادلة. لكنه حذر من أن أي انتهاك من قبل المدنيين في ملاحقة فلول النظام سيقابل بعقوبات قاسية.

وفي كلمة متلفزة حول الأحداث الأخيرة في الساحل السوري، قال الشرع: “إن بعض فلول النظام البائد أرادوا أن يختبروا سوريا الجديدة التي لا يعرفونها”.

وأضاف: “اليوم يعترفون بها (عناصر النظام السابق) ويعتبرونها كيانا موحدا من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب”. “إذا أصيبت إحدى مقاطعاتهم بشوكة، فإن جميع المقاطعات الأخرى سوف تتحد لمساندتها وتكريمها.”

وأكد الشرع أنه “في سورية اليوم لا فرق بين السلطة والشعب”. وأضاف أن “الأمر يهم الجميع ومن واجب الجميع الحفاظ عليه ودعمه وهذا ما تجسد الليلة الماضية”، مؤكدا أنه “لا خوف على بلد بهذا الشعب وهذه الروح”.

وتابع: أيها السوريون لقد رأى العالم حرصكم على وطنكم وحبكم له وانتمائكم له. “هذا بفضلكم وأصولكم، فبدون هذا الحب لا يمكن بناء الأوطان.”

ووجه رسالة إلى عناصر النظام السابق قال فيها الشرع: “لقد قاتلناكم في النضال التحريري وكأننا نريد حياتكم مع أنكم كنتم تريدون موتنا”. نحن شعب يريد إصلاح البلد الذي دمرتموه وليس لنا مصلحة في الدماء.

وأضاف: نحن شعب يقاتل بشرف القتال في قلبه، وأنتم تقاتلون بلا شرف. ما فعلته ليس غريباً عليك. لقد سفكتوا الدم السوري لعقود من الزمن وما زلتم تسيرون في ذات النهج، مع أننا نفضل العفو لتجنب مثل هذا الوضع”.


شارك