نص مشروع قرار منظمة التعاون الإسلامي بشأن إدانة العدوان الإسرائيلي ودعم إعادة إعمار غزة

اعتمدت الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، في اجتماع استثنائي عقد بمقرها بجدة، قرارا يدين العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني. وأكدوا رفضهم لمحاولات طرد الشعب الفلسطيني من أرضه، وشددوا على ضرورة محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب التي ارتكبتها في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة. وتشمل هذه الانتهاكات عمليات قتل جماعي وتدمير البنية التحتية على نطاق واسع.
وأكد القرار أن القوة المحتلة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية القانونية عن جميع الجرائم والانتهاكات الجسيمة ضد الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن هذه الأفعال ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية بموجب القانون الدولي. وطالبت المنظمة المحكمة الجنائية الدولية بتسريع التحقيقات في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها القوة المحتلة، والعمل على محاكمة المسؤولين عنها.
وشددت الدول الأعضاء أيضاً على ضرورة تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما فيها القرارات (2334) و(2728) و(2735)، وكذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ES 10/24 لعام 2024، الذي أكد عدم شرعية الاحتلال والاستيطان الاستعماري الإسرائيلي.
وأكد القرار دعم الدول الأعضاء لتشكيل حكومة فلسطينية موحدة قادرة على إدارة قطاع غزة وإدارة إعادة الإعمار، وتعمل بمسؤولية وطنية كاملة، وتضمن توحيد الجهود لإعادة إعمار المناطق التي دمرها العدوان وتخفيف معاناة الفلسطينيين. ودعت المنظمة أيضا المؤسسات الدولية والدول المانحة إلى الوفاء بالتزاماتها المالية وتسريع صرف المساعدات المالية والإنسانية لدعم أهالي غزة.
وجاء في القرار أن إعادة إعمار القطاع سيتم وفق خطة متكاملة تشمل البنية التحتية والمرافق الصحية والتعليمية والإسكان، لتمكين السكان المتضررين من استعادة حياتهم الطبيعية.
وعبرت المنظمة عن رفضها الشديد لسياسة التهجير القسري التي تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين سواء داخل قطاع غزة أو في الضفة الغربية، وأكدت أن هذه الإجراءات تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني.
وأكد القرار أيضا على ضرورة وقف جميع الأنشطة الاستيطانية ومصادرة الأراضي وهدم المنازل واعتداءات المستوطنين المتكررة على الفلسطينيين. وحذرت أيضا من خطورة تصاعد التطرف والعنف من قبل المستوطنين الذين يتلقون الدعم المباشر والسلاح من حكومة الاحتلال.
وطالبت المنظمة بتقديم مساعدات دولية عاجلة للأطفال الفلسطينيين المصابين خلال العدوان الإسرائيلي، خاصة أولئك الذين فقدوا أطرافهم نتيجة القصف. وأشارت إلى أن نحو 40 ألف طفل يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة، بما في ذلك تركيب الأطراف الاصطناعية، فضلاً عن الدعم النفسي والاجتماعي.
وأكدت الدول الأعضاء التزامها بتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط. ويستند هذا إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 ــ بما في ذلك قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية ــ ويهدف إلى تمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة.
كما جددت المنظمة دعمها لرؤية الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية القائمة على الالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، مع التأكيد على أن الخيار الديمقراطي هو السبيل الوحيد لتجاوز الانقسام الداخلي.
ورحبت المنظمة بالمؤتمر الدولي المقبل في القاهرة تحت رعاية الأمم المتحدة لبحث جهود إعادة إعمار قطاع غزة. ودعت المجتمع الدولي إلى المشاركة الفعالة في توفير الموارد اللازمة لإعادة إعمار المواقع التي دمرها الاحتلال. وشددت على أهمية إنشاء صندوق دولي لإعادة الإعمار بإشراف الأمم المتحدة لضمان التنفيذ السريع للمشاريع التنموية والإنسانية.
وطالبت المنظمة مجلس الأمن الدولي بالقيام بمسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين وتنفيذ قراراته ذات الصلة. ودعت المجتمع الدولي إلى فرض العقوبات على إسرائيل وإجبارها على إنهاء الاحتلال ووقف اعتداءاتها على الفلسطينيين ومنعها من مواصلة سياسة العقاب الجماعي وحصار قطاع غزة.
وأكدت منظمة التعاون الإسلامي التزامها الثابت بالقضية الفلسطينية، وشددت على أنها ستواصل جهودها الدبلوماسية على المستوى الدولي لحشد الدعم السياسي والمالي للشعب الفلسطيني والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفقا لقرارات الشرعية الدولية.