مقتل جنرال وأفراد من قوة أممية في جنوب السودان أثناء عملية إخلاء

قالت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إن مروحية تابعة للمنظمة الدولية تعرضت لإطلاق نار يوم الجمعة أثناء عملية إجلاء في بلدة ناصر في ولاية أعالي النيل.
وقالت الشركة في بيان على موقعها الرسمي إن أحد أفراد طاقم المروحية توفي وأصيب اثنان آخران بجروح خطيرة في الحادث.
وأشارت إلى أن جنرالا وعددا من أفراد قوات دفاع جنوب السودان قتلوا عندما حاولت البعثة الأممية إجلاءهم من المنطقة، وقالت إن العملية نفذت بناء على طلب “جميع الأطراف”.
وأشارت إلى أن عملية الإجلاء تأتي ضمن جهود بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان. ويهدف القرار إلى منع العنف في مدينة ناصر والحد من التوترات السياسية في أعقاب الاشتباكات الأخيرة بين القوات الحكومية والشباب المسلحين، والتي خلفت العديد من الضحايا وأدت إلى نزوح المدنيين.
وقال المبعوث الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان نيكولاس هايسوم إن الهجوم على أفراد البعثة كان “مروعا للغاية” وقد يشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
وأعرب عن أسفه للخسائر البشرية التي نجمت عن الحادث، ودعا إلى إجراء تحقيق لتحديد المسؤولين عن إطلاق النار وتقديمهم للعدالة.
أدى هجوم على مروحية تابعة لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أثناء قيامها بعملية إجلاء في مدينة ناصر المتضررة من النزاع في جنوب السودان إلى مقتل أحد أفراد الطاقم وإصابة اثنين آخرين. وذكرت التقارير أن العديد من الذين تم إنقاذهم قُتلوا أيضًا. وتدعو البعثة جميع الأطراف المعنية إلى الامتناع عن شن المزيد من الهجمات… pic.twitter.com/VaJYwM33rc
– بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (@unmissmedia)، 7 مارس 2025
في الأشهر الأخيرة، تصاعدت التوترات في جنوب السودان. وتأتي هذه الأحداث نتيجة للخلافات المستمرة بين الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه ريك مشار بشأن تقاسم السلطة بموجب اتفاق السلام الذي دخل حيز التنفيذ قبل سنوات.
وشهدت الأسابيع الأخيرة تغييرات في قيادات المؤسسات العسكرية والأمنية في جوبا. وترافق بعض هذه التغييرات مع توترات ألقت بظلالها على الوضع الأمني في العاصمة، قبل أن تهدأ التوترات وتحدث موجة جديدة من التصعيد قبل أيام.
وتحدثت وسائل إعلام محلية ودولية عن اندلاع اشتباكات بين الجيش الحكومي وجماعة مسلحة تسمى “الجيش الأبيض” بمنطقة الناصر بولاية أعالي النيل شمالي البلاد. وتتكون هذه المجموعة من مقاتلين من جماعة “النوير” العرقية التي ينتمي إليها نائب الرئيس رياك مشار، ولعبت دوراً مهماً في الصراع السابق بين الحكومة والمعارضة.
وتثير التطورات الأخيرة في جوبا وناصر تساؤلات ومخاوف بشأن مستقبل جمهورية جنوب السودان، وخاصة في ضوء الانتخابات المقرر إجراؤها في ديسمبر/كانون الأول 2026، وهي الأولى منذ استقلال البلاد في عام 2011.
مع تصاعد التوترات والاعتقالات العديدة في جميع أنحاء البلاد، تتزايد المخاوف من انزلاق البلاد إلى صراع مسلح جديد، وتأجيل الانتخابات، وانهيار اتفاق السلام الهش.