جهاز الشاباك الإسرائيلي يعترف بتقصيره في منع هجوم طوفان الأقصى

اعترف جهاز المخابرات الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، الثلاثاء، بفشله في منع هجوم حماس غير المسبوق في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (طوفان الأقصى)، وقال بعد تحقيق إنه كان بإمكانه منع “المذبحة” لو تصرف بشكل مختلف.
وقال رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي رونين بار في بيان، ملخصا نتائج التحقيق الداخلي الذي أجراه، إن “التحقيق أظهر أن المذبحة كان من الممكن منعها لو تصرف جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشين بيت) بشكل مختلف من الناحيتين المهنية والإدارية، سواء في السنوات التي سبقت الهجوم أو في ليلة الهجوم… لقد فشلنا”، بحسب وكالة فرانس برس.
وصدر تقرير الشاباك، الثلاثاء، بعد خمسة أيام من نشر الجيش نتائج التحقيق. وقالت إن قدرات حماس تم التقليل من شأنها بشكل كبير وأنها “فشلت في مهمتها لحماية السكان المدنيين الإسرائيليين”.
وفي السطور الافتتاحية للملخص، تحمل بار المسؤولية عن الإخفاقات، قائلاً: “بصفتي رئيسًا للمنظمة، سأحمل هذا العبء الثقيل على كتفي لبقية حياتي”.
*فهم حقيقي للأسباب
وأكد المسؤول الإسرائيلي أنه من أجل فهم الأسباب الحقيقية التي منعت وقف هذا الهجوم غير المسبوق، هناك حاجة إلى تحقيق أكثر شمولاً، بما في ذلك دور العناصر الأمنية والسياسية في إسرائيل والتعاون فيما بينها.
وبحسب الملخص، ركز التحقيق على جانبين رئيسيين: الأسباب المباشرة التي أدت إلى فشل الشاباك في اكتشاف التهديد الوشيك الذي تشكله حماس، والتطورات التي سبقت الهجوم.
وأشار إلى أن “التحقيق خلص إلى عدم وجود أدلة على أن الشاباك استهان بالعدو”، في إشارة إلى حركة حماس.
ويتابع الملخص: “على العكس من ذلك، كان هناك فهم عميق للتهديد وكذلك المبادرات والنية لتحييد التهديد، وخاصة من خلال الهجمات المستهدفة لقيادة حماس”.
وخلص التحقيق إلى أن المعرفة المسبقة بخطط حماس للهجوم لم تكن تعتبر “تهديدا واقعيا” لأن حماس ركزت أكثر على “التحريض على العنف” في الضفة الغربية.
وخلص التحقيق أيضا إلى أن حماس تمكنت من تحريك قدراتها العسكرية من خلال الدعم المالي القطري، والذي استفاد منه جناحها العسكري بشكل مباشر، حسب التقرير.
وقالت الوكالة إن “الشاباك فشل في التحذير من حجم الهجوم”، مضيفة: “التحذير الذي صدر عشية السابع من أكتوبر لم يترجم إلى تعليمات عملياتية، وكان رد الشاباك… غير كاف لمنع أو إحباط الهجوم واسع النطاق”.
* تجنب المساءلة
ويأتي نشر التحقيقين في وقت تتزايد فيه الدعوات داخل المعارضة الإسرائيلية والمجتمع المدني لإجراء تحقيق في إخفاقات الحكومة في اليوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل الحديث.
وبعد وقت قصير من بدء الحرب، اعترف الجيش الإسرائيلي ووكالاته الاستخباراتية الرئيسية بأنهم لم يتوقعوا الهجوم الخاطف الذي شنه آلاف الجنود من حماس.
وركزت تحقيقات جيش الاحتلال على الإخفاقات في العمليات والقتال والاستطلاع قبل وأثناء وفي الأيام التي تلت السابع من أكتوبر.
أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي استقالته في يناير/كانون الثاني الماضي، وتحمل المسؤولية عن فشل الجيش.
ولكن المؤسسة السياسية تجنبت حتى الآن تحمل المسؤولية، على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعا مرارا وتكرارا إلى إجراء تحقيق كامل.
وفي نقاش برلماني ساخن يوم الاثنين، قال نتنياهو إنه سيكون هناك تحقيق في نهاية المطاف، لكنه يجب أن يكون “موضوعيا ومتوازنا وليس مبنيا على نتائج محددة مسبقا”.
أعلن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، رونين بار، استقالته، وتحمله المسؤولية عن عدم توفير الحماية للمدنيين الإسرائيليين.