رغم تحريم مشاهدته.. مسلسل معاوية يتصدر التريند.. ومؤلف العمل يرد على الجدل المثار عليه

منذ 2 شهور
رغم تحريم مشاهدته.. مسلسل معاوية يتصدر التريند.. ومؤلف العمل يرد على الجدل المثار عليه

رغم تحريم الأزهر مشاهدة المسلسلات التي تتناول حياة الأنبياء والصحابة، وقبل حلول شهر رمضان المبارك، أعلن د. وأدلى عضو لجنة الفتوى بالأزهر عبد العزيز النجار بتصريحات إعلامية أكد فيها موقف الأزهر من عرض هذا النوع من الأعمال خلال شهر رمضان، فيما أعلنت قناة “إم بي سي” عن بث مسلسل “معاوية” الذي يتناول سيرة الخليفة معاوية بن أبي سفيان، مؤسس الدولة الأموية في دمشق.

وأكد النجار في كلمته أن دار الإفتاء المصرية أكدت تحريم تقليد جميع الصحابة أكثر من مرة، لما لهم من شرف الصحابة عند النبي صلى الله عليه وسلم. لكن المسلسل الذي يعد أضخم إنتاج لهذا الموسم والذي تأجل عرضه لأكثر من عامين، تصدر الترند بعد عرض الحلقة الأولى أمس، ليصبح الأكثر انتشارا وتداولا على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشرت تعليقات كثيرة لتحليل وانتقاد الحلقة الأولى، سواء من حيث الإيقاع أو جودة العمل أو الحقائق التاريخية أو الديكورات والملابس وأداء الأبطال.

وكتب أحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أنه لم يشعر بأجواء مكة، ولم يشعر بأي مصداقية في المزاج العام للعمل.

وأعرب آخر عن غضبه من غياب معركتي بدر وأحد في الحلقة الأولى، رغم وجود تفاصيل مهمة في المعركتين. وانتقد مظهر الأبنية في دمشق، وقال إنها لا تتناسب مع الزمن الذي جرت فيه الأحداث قبل 1400 عام. كما انتقد بشدة تنكر الفنانة التونسية سهير بن عمارة التي تلعب دور هند بنت عتبة.

وقال أحد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إنه شاهد العمل من باب الفضول للحكم عليه بعد أن أثار جدلاً كبيراً وأعرب عن استيائه من إخفاء مشاهد من غزوة أحد.

وانتقد كثيرون اختيار الأبطال، خاصة الفنان السوري سامر إسماعيل، الذي أسند إليه دور عمر بن الخطاب، والذي سبق أن لعب الشخصية ذاتها قبل سنوات في مسلسل “عمر” للفنان حاتم علي.

كما وجهت انتقادات للفنان أيمن زيدان الذي يجسد دور عثمان بن عفان. وكتب أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن عثمان بن عفان كان نموذجاً للجمال وكان الناس يحبونه، لكن أداء أيمن زيدان وطريقة كلامه كانت تتناقض مع شخصية ثالث خليفة للمسلمين الذي كان رجلاً اجتماعياً وكريماً، وكان غير واقعي.

– مؤلف العمل يرد على الجدل

رد الكاتب الصحافي خالد صلاح، مؤلف سلسلة معاوية بن أبي سفيان، على الجدل الذي أثاره العمل بتدوينة مطولة عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قال فيها: “لم يكن معاوية رجل دولة أو قائد عسكري يخوض معاركه على رأس الحربة فحسب، بل كان إنساناً تشكله الأيام كما تشكل النار الحديد، قاسياً عندما يتطلب الأمر، ورقيقاً عندما يتطلب الأمر الصبر والتفهم”.

وتابع: عندما بدأنا هذا المشروع مع MBC Studios، لم يكن هدفنا خلق قصة يمكن إضافتها إلى الروايات المتضاربة، ولا كان هدفنا دعم رؤية على حساب أخرى. ولم نكن نريد أن ننظر إلى معاوية كخليفة نقش اسمه على مكاتب الحكم، بل كإنسان وجد نفسه في قلب زلزال عنيف، فأجبرته الحياة على أن يكون بطلاً في صراعات لم يخترها بنفسه، بل وضعها القدر بين يديه.

وأضاف: “فكروا معي في دراما التاريخ”. غرور إلى وادي الضياع والهزيمة فقدت أباها وأخاها وعمها يوم بدر وبقيت تحمل جراحها حتى جاء يوم أحد فتنفست الصعداء مع تنهد المجرم والجرح الذي التئم بعد سنوات من الشهادة واجهها بالعناد. من الإيمان، وفي دين الأمس حاول تقويضه بالدم والنار. قريش المهزومة، ثم قريش المهزومة بالأمس لتصبح القبيلة التي تقود الدين الجديد؟

وأوضح: “لم يكن معاوية رجل سيف كخالد بن الوليد، ولا زاهداً كعلي بن أبي طالب، ولا حافظاً كعبد الله بن مسعود، ولا أقرب إلى النبي كحذيفة بن اليمان أو عمار بن ياسر، ولكنه كان رجل تفكير طويل وانتظار صامت”. منذ طفولته أدرك أن ليس كل الانتصارات تُحقق في ساحة المعركة، وأن الحرب ليست دائمًا الحل. بل إن الحرب في بعض الأحيان تكون الفخ الذي يقع فيه أولئك الذين يتصرفون على عجل. لقد تعلم أن النصر الحقيقي يكمن في الصمود عندما يسقط الآخرون والقتال بالعقل وليس بالغضب.

وتابع: “ولكن أي حياة يمكن أن تستمر دون خسائر؟” لقد أحب وعرف مرارة الخسارة. لقد تركته زوجته الأولى، التي كانت عزيزة عليه أكثر من أي شيء آخر. مات ابنه عبد الرحمن فانطفأت شعلة الأبوّة في داخله. لقد رأى أخاه يزيد ينهار أمامه تحت وطأة الطاعون، ولم يكن أمامه خيار سوى أن يشاهد الموت يأخذ أحباءه واحدًا تلو الآخر. ثم جاء حب آخر، ميسون بنت بهدل، لكن الحب وحده لم يكن كافيا. لم تكن تستطيع أن تتحمل الحياة في القصور. فلم تر في الذهب والحرير ما يغريها بالبقاء، فتركت كل شيء وعادت إلى الصحراء، إلى الحياة البسيطة التي لم يستطع معاوية أن يوفرها لها بكل قوته.

وتابع: «ثم جاءت الضربة الكبرى، وهي اغتيال ابن عمه وخليفة المسلمين عثمان بن عفان». وفجأة، لم يعد معاوية والياً يدير شؤون الشام عن بعد، بل أصبح المسؤول عن دم عثمان، والثأر، وإقامة العدل كما رآه من وجهة نظره. وأصبح منتقمًا في عائلة طالبته بالانتقام من القتلة.

وتحدث خالد صلاح عن الصراعات التي عاشها معاوية، قائلاً: “الصراع مع علي بن أبي طالب لم يكن قراراً سهلاً ولم يكن كراهية للإمام العادل، لكنه وجد نفسه وسط معادلة لم يعد يملك رفاهية الانسحاب منها، معادلة تهيمن عليها السياسة بقدر ما تهيمن عليها الدماء”.

“قصتنا في هذه السلسلة ليست عن رجل يسعى إلى السلطة من أجل السلطة فقط، ولا هي قصة رجل خلق لينتصر أو يهزم. بل كانت رحلة رجل تعلم كيف يتغلب على الريح، ويواجه العاصفة ليس بعناد المغامرين، بل بحكمة من يعرف أن البحر لا يخضع إلا لأولئك الذين يتقنون فن الإبحار. “ولهذا كان معاوية شخصية درامية بامتياز، لأنه لم يكن الزعيم الذي يقرر الأمور بحد السيف وحده، بل كان العقل الذي يحسب كل خطوة، ويدرك أن الزمن هو اللاعب الأكثر حكمة في النهاية”. واختتم الكاتب خالد صلاح حديثه قائلاً: “نحن في معاوية لم نكتب التاريخ بمنطق المنتصر والمهزوم. ولم نبحث عن الحقيقة في صياغاتهم الجامدة، بل حاولنا أن نرى الرجل وراء السياسة، وأن نعيد قراءة التاريخ بعيداً عن ضجيج الروايات المتناقضة. ولم نعتبره حاكماً يُكتب اسمه في كتب التاريخ. بعض الكتب أشادت بسيرته، وبعضها الآخر لعنته بلا هوادة. بل رأيناه روحًا عاشت وعانت وانتصرت، روحًا قادت في بعض الأحيان إلى القيادة وفي أحيان أخرى إلى الخطيئة، ثم، مثل كل من سبقوه، ذهب للقاء مصيره. المسلسل لا يتحدث عن صراع الصحابة الذين تقاتلوا، بل عن رجل خاض أول صراع مع نفسه ثم قادته طاحونة الصراعات طوعاً أو كرها إلى آخر حياته.

يذكر أن مسلسل “معاوية” يشارك في بطولته لجين إسماعيل “معاوية بن أبي سفيان”، إياد نصار، أيمن زيدان، سامر المصري، وائل شرف، يزن خليل، عائشة بن أحمد، جميلة الشحي، أسماء جلال، أيمن زيدان، سامر المصري، محمد قريع، خالد حمام، حكيم بكحلة، حمد مراد، ياسين بن قمرة، غانم الزرلي. الفيلم من تأليف خالد صلاح، وإخراج طارق العريان وأحمد مدحت.


شارك