مجلس الشيوخ يناقش برامج المساندة التصديرية ودعم الصادرات المصرية

منذ 2 شهور
مجلس الشيوخ يناقش برامج المساندة التصديرية ودعم الصادرات المصرية

يناقش مجلس الشيوخ في جلسته الرئيسية برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الشئون المالية والاقتصادية والاستثمارية ولجنة الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر حول الدراسة الخاصة ببرامج دعم الصادرات ودعم الصادرات المصرية والتي قدمها النائب ياسر زكي.

واستعرض النائب الدراسة، وقال: إن دعم الصادرات المصرية يعد أحد أهم ركائز النمو الاقتصادي المستدام وتحسين قدرة الاقتصاد الوطني على التكيف مع التحديات العالمية. وتكمن أهمية دعم الصادرات في أنها أداة فعالة لتحفيز الصناعة المحلية وزيادة القدرة التنافسية للمنتجات المصرية في الأسواق العالمية. وسيساهم هذا الدعم في تحقيق العديد من الأهداف الاستراتيجية، بما في ذلك زيادة عائدات النقد الأجنبي، وتحسين الميزان التجاري، وتوسيع قاعدة السوق للمنتجات المحلية.

وأضاف: “تكمن أهمية تعزيز الصادرات في تعزيز النمو الاقتصادي من خلال زيادة الصادرات المصرية، حيث يمكنها خلق فرص عمل جديدة، مما يعزز النشاط الاقتصادي في العديد من القطاعات مثل الصناعة والزراعة والخدمات، ويزيد من حصيلة النقد الأجنبي، حيث تعد الصادرات أحد المصادر الرئيسية لحصيلة النقد الأجنبي، مما يساعد على تعزيز الاحتياطيات النقدية للبلاد، وتحسين الميزان التجاري من خلال دعم الصادرات، وخفض العجز التجاري وتحقيق التوازن بين الصادرات والواردات، مما يحسن استقرار الاقتصاد الوطني، ويفتح أسواقًا جديدة من خلال تحسين جودة المنتجات وزيادة قدرتها التنافسية. “إن المنتجات المصرية قادرة على دخول أسواق جديدة ومتنوعة، مما يساهم في توسيع قاعدة عملاء مصر على مستوى العالم، وتعزيز الابتكار والجودة، حيث يشجع تعزيز الصادرات الشركات على الاستثمار في البحث والتطوير وتحسين الجودة، مما يؤدي إلى تطوير المنتجات المحلية وزيادة قدرتها التنافسية.”

وقال النائب: إن الدراسة تناولت دعم الصادرات المصرية كأحد المحركات الرئيسية لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة، بما يعزز الاقتصاد الوطني ويرفع مستوى المعيشة في مصر. كما تهدف إلى تحديد أهم التحديات والعقبات التي تواجه زيادة الصادرات والتطرق إلى أهم التجارب الناجحة لبعض الدول بالإضافة إلى بعض المقترحات لتنمية وزيادة نمو الصادرات المصرية.

وأشار إلى أن الاقتصاد العالمي تعرض لأزمات وتغيرات عالمية متتالية في السنوات الأخيرة، مثل جائحة فيروس كورونا، وأزمة روسيا وأوكرانيا، وأزمة الشحن في البحر الأحمر، وأن اضطرابات سلاسل التوريد الناتجة عن ذلك تلقي بظلالها على اقتصادات دول العالم، وتترجم إلى ارتفاعات غير مسبوقة في أسعار الفائدة والتضخم وارتفاع التكاليف وانخفاض معدلات النمو.

وأضاف: “نتيجة لذلك تأثرت مؤشرات الاقتصاد المصري سلباً بالتطورات الإقليمية والعالمية، وهو ما كشف عن ضرورة تهيئة المناخ الاقتصادي والاستثماري في مصر والسعي إلى إرساء أسس مستقرة ومستدامة للاقتصاد المصري، بما في ذلك دعم القطاع الصناعي واتباع استراتيجيات توطين الصناعة وتعميقها، فضلاً عن تهيئة المناخ للمنشآت لزيادة الصادرات المصرية باعتبار ذلك أحد أهم الطرق لتعظيم العائدات الدولارية”.

وقال: “في هذا الصدد، تعتبر الحوافز التصديرية وبرامج دعم الصادرات أمراً حاسماً لتحقيق طفرة التصدير وتشكل عاملاً مهماً في تقليص العجز التجاري. ويجب أن يستهدف الدعم القطاعات الواعدة القادرة على تحقيق طفرة في الصادرات، ويجب تقديم الدعم لقطاعات محددة وليس نظاماً واحداً لجميع القطاعات.

وقال النائب: إن أهمية الصادرات تكمن في تعزيز الاقتصاد الوطني وزيادة معدلات نموه، حيث تزيد من إنتاجية السلع والخدمات، كما تجلب الصادرات المزيد من الإيرادات وتدفقات النقد الأجنبي اللازمة لتمويل خطط التنمية بشكل أكبر.

لذلك تعد الصادرات من أهم المؤشرات الاقتصادية التي تدل على مدى تطور الدولة وتعكس مدى نموها الاقتصادي وتأثيرها العالمي. إن نمو الصادرات وزيادة حجمها يدعم وضع الميزان التجاري للاقتصاد من حيث زيادة حصة الصادرات بنسبة زيادة الواردات مما يؤثر على نمو الاقتصاد المحلي.

وقال: “إن الصادرات تلعب أيضاً دوراً مهماً في اختراق الأسواق العالمية بالسلع المحلية، ما يجعل تنمية نمو الصادرات أحد أهم مصادر الإيرادات للقطاعين الخاص والحكومي. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يساعد على خلق المزيد من فرص العمل وزيادة الإنتاج، مما يساعد بدوره على خفض تكاليف الإنتاج، مما يترجم إلى انخفاض تكلفة اقتناء المصنع.

وتابع: «من المتوقع أن تبلغ قيمة الصادرات الصناعية غير النفطية لمصر نحو 30 مليار دولار في عام 2022». ولتحقيق هدف التصدير البالغ 100 مليار دولار أميركي، يتعين مضاعفة القدرات الإنتاجية والصناعية ثلاث مرات تقريبا. ومن شأن زيادتها أيضًا أن يساعد على تقليل الواردات وتعزيز المنتجات المحلية. ويتطلب ذلك زيادة الاستثمار في الإنتاج، وتنمية الموارد البشرية، ودعم المنتجين بمبادرات تمويلية سهلة وطويلة الأجل، فضلاً عن اتخاذ التدابير التي تجذب الاستثمار الأجنبي والمحلي، مثل: ب. من خلال خلق مناخ داعم للحوافز التجارية.

ولتحقيق طفرة تصديرية للمنتجات المصرية يرى أنه من الضروري السعي لتحقيق الأهداف التالية:

1- تعزيز قطاع التصدير من خلال حوافز إضافية تساعد على خفض تكلفة السلع والخدمات على المصدرين وبالتالي زيادة القدرة التنافسية لمنتجاتهم في الأسواق العالمية.

2- زيادة وتوفير الموارد المالية من خلال دعم الموازنات لتحقيق الأهداف الاستراتيجية.

3- تسهيل العملية الشاملة على المصدرين من خلال تحسين بيئة التصدير وتطوير منظومة الخدمة الالكترونية.

4- تحسين عقلية وعلامة الصادرات المصرية وتعزيز مكانتها في الأسواق العالمية.

5- تحديد وترويج الفرص التجارية الدولية وربط المصدرين بالمشترين.

6- تطوير مهارات وجاهزية المصدرين لمواجهة التحديات العالمية وتحسين قدرتهم التنافسية في الأسواق.

• تشمل أنواع دعم التصدير ما يلي:

(1) المدفوعات النقدية المباشرة: تمنح الحكومة المصدرين مدفوعات نقدية أو تخفيضات، وعادة ما تكون على أساس قيمة أو كمية صادراتهم.

(2) الإعفاءات الضريبية: تقدم بعض الحكومات للمصدرين حوافز ضريبية مثل الائتمانات الضريبية أو الإعفاءات من ضريبة القيمة المضافة أو معدلات ضريبة الشركات المخفضة على الدخل المرتبط بالتصدير.

(3) تمويل ائتمان التصدير: تقدم الحكومات قروضًا منخفضة الفائدة أو ضمانات ائتمانية للمصدرين لمساعدتهم في تمويل تجارتهم الدولية وتقليل المخاطر المرتبطة بالبيع في الخارج.

(4) تكاليف الشحن أو النقل المدعومة: تهدف بعض الحوافز إلى خفض تكاليف النقل بالنسبة للمصدرين، مثل خفض تكاليف الشحن أو الدعم المالي للخدمات اللوجستية الدولية.

(5) تأمين وضمانات التصدير: يجوز للحكومات أن تقدم تأمين أو ضمانات ائتمان التصدير للتخفيف من مخاطر التخلف عن السداد أو عدم الاستقرار السياسي في الأسواق الأجنبية.

وقال: إن الحكومة المصرية، مثل العديد من دول العالم، أدركت أهمية الصادرات كمحرك للنمو والتشغيل، ولذلك بذلت جهوداً عديدة لتعزيز الصادرات المصرية. ومنذ بداية القرن الحادي والعشرين، تم إطلاق العديد من الاستراتيجيات لمضاعفة هذه الصادرات. ومؤخرا، حددت الحكومة هدفا لزيادة الصادرات المصرية إلى نحو 100 مليار دولار، أي أكثر من ضعف الحجم في عام 2022.

يعد برنامج استرداد أعباء التصدير أو مساعدات التصدير أحد أكثر الآليات شهرة لتشجيع الصادرات المصرية. بدأ تطبيق برنامج رد الأعباء مع إنشاء صندوق تنمية الصادرات المصرية عام 2002، حيث يقدم البرنامج للمصدرين حافزاً في صورة رد نسبة معينة من إجمالي فاتورة التصدير لقائمة محددة من المنتجات من قطاعات مختلفة. يتم تحديد نسبة الحافز بناءً على القيمة المضافة وبالتالي تختلف من منتج إلى آخر. ويتضمن البرنامج دعم الأنشطة الأخرى التي تخدم المصدرين، مثل المعارض وخدمات النقل إلى الدول الأفريقية.

ارتفعت موارد برنامج رد أعباء الصادرات خلال السنوات الأخيرة من نحو 320 مليون جنيه مصري عام 2002/2003 إلى 6 مليارات جنيه مصري عام 2022/2023. وساهم ذلك في ارتفاع قيمة صادرات مصر السلعية غير النفطية إلى 29 مليار دولار في عام 2022، أي نحو عشرة أمثال قيمتها قبل تطبيق برامج التحفيز في عام 2002.

وأضاف: “هدف الحكومة المصرية بزيادة الصادرات السلعية المصرية إلى 100 مليار دولار سنويا يمكن تحقيقه إذا تم تحديد القطاعات الواعدة ذات المزايا التنافسية ومساعدتها على زيادة حجم الصادرات ودخول أسواق جديدة”.

وتضمنت توصيات الدراسة: استمرار تقديم المساعدات النقدية مع مراعاة التمايز بين القطاعات، وربط المساعدات النقدية بكل قطاع وفق المبادئ والمحددات التالية:

– درجة كثافة التكنولوجيا في الصناعة لزيادة خلق القيمة. – نسبة المكونات المحلية. – فتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية. – مراجعة النسب المخصصة لدعم الصادرات. – تقديم قروض ميسرة للاستثمار في قطاع التصدير وقطاع الخدمات بفترات سداد طويلة وبفوائد منخفضة، تستهدف الاستثمارات التي تهدف إلى: – زيادة القدرات الإنتاجية المخصصة للتصدير خاصة تلك ذات المحتوى التكنولوجي. – توسيع صادرات الخدمات، على سبيل المثال في قطاع البناء، والاستفادة من الحجم الهائل للمشاريع في الدول المجاورة. – تحديث خطوط الإنتاج القديمة ذات الإنتاجية المنخفضة. – ترشيد تكاليف الاستيراد وتوطين الصناعة. – زيادة حصة التصدير والمنافسة الخارجية. توفير فرص عمل بمستوى فني عالي من العمل. – الحوافز والإعفاءات الضريبية للمصدرين: – الحوافز والإعفاءات الضريبية وكذلك تخفيض ضريبة الشركات على أنشطة التصدير مع مراعاة التمايز القطاعي. – حوافز ضريبية لدعم التكنولوجيا والبحث العلمي. – استرداد ضريبة القيمة المضافة على الصادرات حسب المنتج. – – تفعيل الدور التسويقي للممثليات التجارية في الخارج من خلال تحديد الأهداف التصديرية لكل ممثلية تجارية ودعم ما يلي:

• توفير البيانات حول فرص التصدير من خلال بوابة إلكترونية محدثة باستمرار مرتبطة بالتمثيل التجاري.

• إرسال إشعارات منتظمة حول الفرص للمصدرين.

• تقديم المشورة والدعم في المؤتمرات والمعارض الدولية.

• التعاقد مع وكالات التسويق العالمية لزيادة ظهور وترويج الصادرات المصرية في الأسواق الخارجية.

• مساعدة المصدر في الاستفادة من اتفاقيات التجارة الدولية بين جمهورية مصر العربية وشركاتها التجارية.

وتأمل اللجنة المشتركة أن يصادق المجلس الموقر على ما خلصت إليه اللجنة المشتركة في هذا الشأن عند تقديم تقريرها إلى المجلس بشأن الدراسة المقدمة بشأن برامج دعم الصادرات ودعم الصادرات المصرية.


شارك