تفاصيل جديدة عن دور محمد الضيف بطوفان الأقصى

كشف تحقيق نشرته وسائل إعلام عبرية، عن التفوق الاستخباراتي لمحمد ضيف، القائد الراحل لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس. ويقال إن الضيف أرجأ بدء عملية “طوفان الأقصى” نصف ساعة حتى تأكد من عدم جاهزية جيش الاحتلال الإسرائيلي.
مخطط جيدا
وذكرت قناة 12 الإسرائيلية، وفق ما نقلت وكالة الأناضول، أن الضيف “أراد تنفيذ الهجوم في الساعة السادسة من صباح يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكنه أرجأ العملية بعد أن لاحظ غياب القوات الإسرائيلية مثل الطائرات المسيرة والدبابات في المنطقة، ما جعله يشتبه في أنها مجرد خدعة من الجيش الإسرائيلي”.
وأضافت القناة العبرية في تقرير نشرته الخميس: “بعد نصف ساعة وبعد التأكد من عدم وجود قوات إسرائيلية في المنطقة، أعطى محمد الضيف الأمر المباشر لقوات النخبة (حماس) بتنفيذ الهجوم”.
وبحسب القناة العبرية فإن التحقيق يعتمد على “معلومات من أسرى نخبة حماس الذين أكدوا أن محمد ضيف كان على اتصال مباشر معهم أثناء التخطيط للهجوم، وأن العملية لم تكن لتنفذ في ذلك اليوم لولا موافقته المباشرة”.
وقالت إن نتائج التحقيقات “قدمت بالفعل إلى الرقابة العسكرية الإسرائيلية منذ شهرين ونصف ولم يكن من المفترض أن تنشر حتى مساء الأربعاء”.
بدورها، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الجمعة، أنه “بعد الساعة الخامسة من فجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان الضيف يفكر في تجميد الهجوم المخطط له”.
وقالت إن “الضيف المهووس بأمن المعلومات سأل عما يحدث على الجانب الإسرائيلي”، وذلك للتأكد من أنه غير مستعد لهجوم.
ووصفت الصحيفة هذه اللحظة بأنها واحدة من أكثر اللحظات دراماتيكية التي خرج بها التحقيق الذي يجريه الجيش الإسرائيلي في أسباب الفشل الكارثي في صد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وعن مصدر هذه المعلومة، قالت إن شخصية بارزة في الدول التي توسطت في صفقة الرهائن أبلغت بها مصادر بارزة داخل حماس، والتي قامت بدورها بنقل المعلومة للجانب الإسرائيلي.
وانتقدت الصحيفة أجهزة الأمن الإسرائيلية لفشلها في الكشف عن الهجوم، ووصفت الحادثة بـ”الإهمال”.
وأضافت أن “الأداة السرية”، وهي الوسيلة التقنية التي تستخدمها أجهزة الاستخبارات للوصول إلى أسرار حماس، لم تعمل بشكل صحيح ولم تقدم أي تحذير من الهجوم.
قتل الضيف بـ 8 قنابل
لكن هيئة الإذاعة الإسرائيلية قالت الجمعة: “أعلن سلاح الجو في العدد الأخير من مجلته أن محمد الضيف قُتل في غارة جوية شملت ثماني قنابل أسقطتها طائرات إف-35”. وأضافت: “كانت هذه المحاولة التاسعة لاغتياله، لكنه نجح”.
وكانت آخر محاولة اغتيال أعلنت عنها إسرائيل في 13 يوليو/تموز 2024، حين شنت طائرات حربية هجوماً على خيام النازحين في منطقة مواصي خانيونس جنوب قطاع غزة، والتي صنفها جيش الاحتلال “منطقة آمنة”. قُتل 90 فلسطينيًا، معظمهم من الأطفال والنساء، وأصيب أكثر من 300 آخرين.
بدأ الضيف نشاطه العسكري خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى، حيث انضم إلى حركة حماس عام 1989، وأصبح أحد أبرز عناصرها الميدانيين. اعتقلته إسرائيل في نفس العام وقضى عامًا ونصفًا في السجون الإسرائيلية دون محاكمة. واتهمته بـ”العمل في الجهاز العسكري لحماس”.
وفي بداية تسعينيات القرن العشرين، انتقل الضيف وعدد من قادة القسام إلى قطاع غزة في الضفة الغربية، وأقاموا هناك لفترة، وأشرفوا على إنشاء فرع لكتائب القسام. وفي عام 2002 تولى قيادة كتائب القسام بعد اغتيال قائدها صلاح شحادة.
وفي نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت كتائب القسام “استشهاد قائدها العام محمد الضيف بعد مشوار طويل” توج بعمليتي “سيف القدس” (2021) و”طوفان الأقصى” (2023).