وزير دفاع ألمانيا يدعو لتعزيز الإنفاق العسكري وإعادة التجنيد الإلزامي

منذ 7 شهور
وزير دفاع ألمانيا يدعو لتعزيز الإنفاق العسكري وإعادة التجنيد الإلزامي

حذر وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس من أن بلاده يجب أن تتخذ خطوات سريعة وجذرية لتعزيز قدراتها الدفاعية. وشمل ذلك إعادة تطبيق التجنيد الإجباري وزيادة كبيرة في الإنفاق العسكري.

جاءت تصريحات الوزير خلال مقابلة مع صحيفة التايمز البريطانية اليومية. وأكد هناك أن ألمانيا يجب أن تكون مستعدة لهجوم روسي محتمل على حلف شمال الأطلسي (ناتو) خلال السنوات الأربع إلى السبع المقبلة، وفق ما ذكر موقع الجزيرة نت.

وقال بيستوريوس إن ألمانيا بحاجة إلى “قفزة كبيرة إلى الأمام” لإحياء اقتصادها الراكد من خلال الاستثمار في الجيش. وأشار إلى أن هذه الاستثمارات لا تهدف إلى ضمان الأمن الحالي فحسب، بل أيضاً إلى تأمين مستقبل الأجيال القادمة.

وأضاف أن “الأمن هو الأساس لكل شيء آخر: لازدهارنا، ومجتمعنا، وطريقة حياتنا الأوروبية”.

التهديد الروسي واستعدادات الناتو

وبحسب تقديرات وزارة الدفاع الألمانية، فإن حلف شمال الأطلسي قد يطلب من ألمانيا تعبئة نحو نصف مليون جندي في حال وقوع هجوم روسي. وأكد بيستوريوس أنه في ظل هذا الوضع، هناك حاجة إلى مناقشة صادقة حول الحاجة إلى تحمل الديون لتمويل هذه الاستعدادات العسكرية.

“علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا. وأضاف أن “هذه الاستثمارات ضرورية لأمننا ومستقبل أطفالنا”.

وتأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه أوروبا تحديات أمنية غير مسبوقة في مواجهة التهديد المتزايد من روسيا.

حذر بيستوريوس من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن “يحتقر المجتمعات الغربية ويريد تغيير النظام الدولي” لأن روسيا في حالة حرب مع الغرب.

وأكد أن التهديد الروسي سيبقى قائما حتى لو كانت هناك إمكانية للسلام في أوكرانيا.

الإنفاق العسكري

وأشار بيستوريوس إلى أن ألمانيا تنفق حاليا ما يزيد قليلا على اثنين في المائة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، وهو ما لا يكفي في ضوء التحديات الحالية.

وأوضح أن هذه النسبة تشمل أيضا صندوق إعادة التسليح الذي تبلغ قيمته 100 مليار يورو، والذي سيتم استخدامه خلال عامين إلى ثلاثة أعوام.

وبعد ذلك، سوف تبلغ ميزانية الدفاع الأساسية مرة أخرى نحو 1.2% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو رقم يصفه بيستوريوس بأنه “غير كاف على الإطلاق”.

ودعا الوزير الألماني إلى زيادة الإنفاق العسكري إلى ما لا يقل عن ثلاثة في المائة، أو الأفضل من ذلك، إلى 3.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وهذا يعني توفير مبلغ إضافي قدره 70 مليار يورو سنويا.

وأشار إلى أن هذا الإنفاق ينبغي أن يركز بشكل خاص على تعزيز القاعدة الصناعية الدفاعية، مشيرا إلى أن البحرية الألمانية لديها أقل من 60 سفينة، وهو “أصغر أسطول منذ الخمسينيات”.

ودعا بيستوريوس أيضا إلى إعادة تطبيق التجنيد الإجباري، الذي تم إلغاؤه في عام 2011. وأوضح أن توسيع عدد الجنود لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إعادة تطبيق هذا النظام تدريجيا.

واقترح وزير الدفاع خطة للعودة المحدودة إلى الخدمة العسكرية على غرار النموذج السويدي. ويتم تدريب الشباب الأكثر لياقة لمدة ستة أشهر، مع إمكانية تمديد خدمتهم إلى 23 شهرًا وتعلم التخصص العسكري.

لكن بيستوريوس يواجه تحديات سياسية في تنفيذ هذه الخطة لأن شركائه في الائتلاف الحاكم يقاومونها. ومع ذلك، أشار إلى أن حزب فريدريش ميرز المحافظ، الذي من المتوقع أن يهيمن على الحكومة المقبلة، يتفق معه على ضرورة تدريب أكبر عدد ممكن من الشباب لتعزيز قوات الاحتياط.

التحديات الداخلية والخارجية

وأعرب بيستوريوس عن اعتقاده بأن التحديات الأمنية الحالية لا تقل خطورة عن تلك التي واجهتها ألمانيا خلال الحرب الباردة. لكن الفارق الرئيسي هو أن العديد من الألمان لم يدركوا بعد حجم التهديد.

وأكد أن تعزيز القوات المسلحة يتطلب أيضا إصلاحات داخلية. وسوف يتضمن ذلك تعديلاً للدستور الألماني يسمح بمستويات أعلى من الديون لتمويل الإنفاق العسكري دون أن يكون ذلك على حساب الإنفاق الاجتماعي العام.

وأشار أيضاً إلى أن المنافسة بين الإنفاق الاجتماعي والإنفاق الدفاعي من شأنها أن تؤدي إلى انقسامات اجتماعية خطيرة. “لا أستطيع أن أتحمل خلق الانقسامات في مجتمعنا. وأضاف “علينا أن نعزز أمننا دون التضحية بتماسكنا الاجتماعي”.

وبحسب استطلاع للرأي، فإن 50% من الناخبين يؤيدون هدفه بزيادة الإنفاق العسكري، في حين يعتقد 15% أن هذا الهدف لا يزال منخفضا للغاية.


شارك