إعلام إسرائيلي: عجزنا عن هزيمة حماس وجيشنا مستنزف أكثر مما مضى

منذ 4 شهور
إعلام إسرائيلي: عجزنا عن هزيمة حماس وجيشنا مستنزف أكثر مما مضى

تتحدث وسائل الإعلام الإسرائيلية عن فشل أهداف الحرب على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من عام. وشدد على أن الجيش غير قادر على تدمير حماس. وفي الوقت نفسه، تتزايد الخلافات حول مستقبل العمليات العسكرية واتفاق وقف إطلاق النار.

قال القائد السابق للفيلق الجنوبي والأكاديميات العسكرية، إسحاق بريك، إن إسرائيل فشلت في تدمير حماس رغم مرور أكثر من عام على الحرب، متسائلا: “إذا فشلنا خلال ذلك الوقت، فكيف يمكننا أن ننجح الآن؟”، بحسب موقع الجزيرة نت.

وأشار بريك إلى أن حماس تمتلك ترسانة ضخمة من الأسلحة، وطورت أساليبها القتالية. ويستطيع مقاتلوهم الخروج والعودة بسهولة إلى الأنفاق، مما يجعل من الصعب على الجيش الإسرائيلي القضاء عليهم.

وأضاف أن حماس استعادت قوتها، وأن الجيش لم يدمر سوى 10% من أنفاقها، بحسب مصادر عسكرية إسرائيلية. كما اعترف بأن العمليات العسكرية فشلت في تحقيق أهدافها، وأن الحرب تركت الجيش أكثر إرهاقًا مما كان عليه في البداية.

الجيش أداة في يد الحكومة المتطرفة. قالت يفعات جادوت، من منظمة “عائلات الجنود يبكون كفى”، إن الجيش الإسرائيلي أصبح أداة في أيدي حكومة متطرفة تعمل على إطالة أمد الحرب من أجل تعزيز مصالحها السياسية والأيديولوجية.

وأضافت أن هناك اعتقادا متزايدا بين عائلات الجنود بأن الحرب أصبحت وسيلة للحفاظ على الائتلاف الحاكم وليس لتحقيق الأمن.

أكد المحامي يائير ناهوراي، الخبير في الحركات الدينية الصهيونية، أن الصراع الدائر ليس مجرد حرب ضد حماس، بل هو رؤية دينية متطرفة تسعى لاحتلال قطاع غزة. وأشار إلى أن بعض الأطراف في الحكومة تعتبر أن “حرمة الأرض” أهم من حياة البشر، وهو ما يزيد الموقف الإسرائيلي تعقيداً.

وفي هذا السياق، رأى المحلل السياسي بن كسبيت أن السبب الحقيقي وراء تأخير تنفيذ المرحلة الثانية من العمليات العسكرية هو الاعتبارات السياسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأوضح أن ضغوط وزراء اليمين مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن جفير كانت تعرقل اتخاذ قرارات حاسمة بشأن الحرب، حيث أراد نتنياهو الحفاظ على استقرار ائتلافه الحاكم بدلاً من التركيز على تحرير الأسرى.

نكتة من الشرق الأوسط ومن جانبه هاجم بن جفير الحكومة ووصفها بالجبانة. لقد أضاعت فرصة تاريخية لفرض شروطها على حماس. وأضاف أن إسرائيل أصبحت “أضحوكة في الشرق الأوسط” بسبب قراراتها الضعيفة والمترددة في شن الحرب والتفاوض.

في المقابل، رد جيل ديكمان (قريب أحد الأسرى الإسرائيليين الذين قتلوا في غزة) على تصريحات بن جفير واتهمه بتسييس قضية الأسرى. كما دعاه إلى دعم نتنياهو في جهوده لتحرير المختطفين، وانتقد انسحابه من الحكومة بسبب الاتفاقات الأخيرة.

وفي سياق آخر، قالت المحللة السياسية دانا فايس، إن الأزمة السياسية في إسرائيل تفاقمت بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وضغط ترامب على الحكومة لتسريع إطلاق سراح السجناء، وهدد بالرد بشكل حاسم إذا لم تمتثل إسرائيل لمطالبه.

وأكد فايس أن الحكومة الإسرائيلية تواجه ضغوطا داخلية من اليمين المتطرف من جهة، وضغوطا أميركية ودولية من أجل التوصل إلى حلول دبلوماسية من جهة أخرى. وفي ظل العمليات العسكرية المستمرة في قطاع غزة، فإن ذلك يزيد من تعقيد الوضع الداخلي الإسرائيلي.


شارك