كيف يستهدف ترامب طاقة الرياح والطاقة الشمسية ويسعد شركات النفط الكبرى؟
في السنوات الأخيرة، انتقد الجمهوريون إدارة جو بايدن لشنها “حربًا على الطاقة” حتى مع استمرار الولايات المتحدة في رؤية مستويات قياسية من الحفر بحثًا عن النفط والغاز. والآن، في عهد دونالد ترامب، بدأ يظهر هجوم أكثر مباشرة وواقعية، يستهدف طاقة الرياح والطاقة الشمسية ومصادر الطاقة النظيفة الأخرى.
وفي بداية ولايته الجديدة، كرر ترامب خطواته السابقة بفتح المزيد من الأراضي والمياه الأميركية لاستكشاف الوقود الأحفوري، وبدء عملية انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ. ووعد ترامب بخفض أسعار الطاقة والكهرباء إلى النصف خلال 18 شهرًا، مؤكدًا شعاره: “سنحفر، يا عزيزي، سنحفر”.
لكن بحسب صحيفة “الغارديان”، صعّد ترامب هذه المرة هجماته على الطاقة المتجددة. جمدت وزارة الداخلية جميع مشاريع تطوير الطاقة النظيفة على الأراضي الاتحادية، لكنها استثنت النفط والغاز من هذه القيود.
وبرر ترامب هذه الإجراءات بإعلان “حالة طوارئ في مجال الطاقة” تركز على استخراج الوقود الأحفوري، بما في ذلك الفحم، مع تجاهل مصادر الطاقة المتجددة.
ازدراء طاقة الرياح
وبحسب صحيفة الغارديان، فإن ترامب أعرب منذ فترة طويلة عن ازدرائه لطاقة الرياح، ووصفها بأنها “كارثية” واتهم توربيناتها بلا أساس بقتل الحيتان والطيور.
وقد وسعت إدارته تلك الحملة لتشمل الطاقة الشمسية، القطاع الأسرع نمواً في الولايات المتحدة، وجمدت سبعة مليارات دولار من التمويل المخصص لمشاريع الطاقة الشمسية الصغيرة التي تستهدف المجتمعات ذات الدخل المنخفض.
وعلاوة على ذلك، أطلقت إدارة ترامب مبادرات لدعم الوقود الأحفوري، بما في ذلك تخفيف معايير الانبعاثات للسيارات، وتعزيز صادرات الغاز، وإحياء المشاريع المثيرة للجدل مثل خط أنابيب كيستون إكس إل.
وقد حظيت هذه التدابير بدعم واسع النطاق من جانب صناعة الوقود الأحفوري. وقال مايك سامرز، رئيس معهد البترول الأمريكي، إن هذا يمثل “عصرًا جديدًا للطاقة الأمريكية”.
في المقابل، شعر دعاة الطاقة النظيفة ونشطاء المناخ بالصدمة من التغييرات الجذرية في سياسات ترامب. وقال السيناتور الديمقراطي شيلدون وايتهاوس: “أولوية ترامب هي مكافأة المتبرعين بالوقود الأحفوري وتدمير مستقبل الطاقة النظيفة في أمريكا”.
ويشير المحللون إلى أن هذه الإجراءات قد تعيق توسيع نطاق استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وهو ما من شأنه أن يفرض تحديات بيئية واقتصادية خطيرة على الولايات المتحدة ويهدد قدرتها التنافسية العالمية في هذا القطاع الحيوي. ورغم أنه من المتوقع أن تشكل الطاقات المتجددة، بما في ذلك الطاقة النووية، 25% من توليد الكهرباء بحلول عام 2024، فإن الولايات المتحدة لا تزال متخلفة عن أوروبا والصين في الاستخدام واسع النطاق لهذه الطاقات.
وأشار بول بليدسو، المستشار المناخي السابق في عهد كلينتون، إلى أن سياسات ترامب مدفوعة بـ”حرب ثقافية” تهدف إلى إضعاف قطاع الطاقة النظيفة. وقال “هذا النهج لا معنى له لأنه يدمر الوظائف ويمنح الصين ميزة في مجال الطاقة النظيفة، لكنه يحقق أهداف السياسة قصيرة الأجل”.
لكن إدارة ترامب تواجه معارضة متزايدة، حتى داخل الحزب الجمهوري، حيث تعترف العديد من الدوائر المحافظة بفوائد الطاقة النظيفة.
ويبقى السؤال الذي طرحته صحيفة الغارديان: هل ستتغلب هذه المناطق على انقساماتها السياسية لدعم النمو المستمر لهذا القطاع الواعد، أم ستواصل إدارة ترامب جهودها لتفكيك الحوافز وتثبيط الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة؟