الاحتلال يبدأ بناء مستعمرة جديدة على أراضي بيت لحم

منذ 9 شهور
الاحتلال يبدأ بناء مستعمرة جديدة على أراضي بيت لحم

قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي شرعت ببناء مستعمرة جديدة على أراضي محافظة بيت لحم، في المنطقة الواقعة بين بلدتي حوسان والخضر، وتحديداً على أراضي قرية بتير. هذه المستعمرة تسمى “ناحال هليتس”.

وأضاف في بيان أصدرته الهيئة اليوم الثلاثاء، أن إقامة هذه المستعمرة جاءت ردا على موجة الاعتراف بدولة فلسطين من دول العالم في يونيو/حزيران من العام الماضي، وأن دولة الاحتلال اتخذت سلسلة خطوات عقب قرار إقامة هذه المستعمرة. وكانت الخطوة الأولى تخصيص ما مجموعه 120 دونماً لصالح المستوطنة الجديدة، وبعدها قررت لجنة الخط الأزرق التي خصصت 600 دونم أخرى لإقامتها، البدء بعملية البناء الفعلية هناك هذه الأيام.

وحذر شعبان من أن إقامة هذه المستوطنة يهدف إلى تعميق الفصل بين محافظتي بيت لحم والقدس. وتأتي هذه الخطوة في إطار محاولة تطبيق مخطط القدس الكبرى تدريجياً، والذي يهدد كامل التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها.

وأشار إلى أن دولة الاحتلال أقدمت خلال الأيام الأخيرة على خطوات خطيرة للغاية من شأنها زيادة الاستيطان الاستعماري وتفتيت الجغرافيا الفلسطينية.

وفي سياق متصل، أفاد شعبان أن سلطات الاحتلال أصدرت أمس ستة أوامر عسكرية تقضي بتخصيص أراضٍ لتوطين المراعي. وأضاف أن دولة الاحتلال مهتمة بتعزيز الاستيطان الزراعي والرعوي ليس فقط من خلال تشجيع إنشاء وإنشاء مثل هذه البؤر الاستيطانية، بل وحمايتها أيضاً من خلال تخصيص مساحات تصل إلى أكثر من 16 ألف دونم من قبل المؤسسات الرسمية لدولة الاحتلال.

وأوضح أن هذه الأوامر تمنع رعاة الأغنام الفلسطينيين من الوصول إلى هذه المناطق، وتمنح المستوطنين الصلاحيات الكاملة لاستخدام هذه المناطق. وأضاف أن الأمر العسكري الأول الذي صدر أمس استهدف مناطق محافظتي سلفيت ورام الله، وخاصة قريتي دير بلوط واللبن الغربي، بتخصيص ما مجموعه 2600 دونم للمستوطنين للرعي، وهي مناطق أعلنت سابقاً “أراضي دولة”، فيما استهدفت الأوامر الثاني والثالث والرابع محافظة رام الله، وخاصة قرية كفر مالك، بتخصيص مساحة 1505 دونمات، ومناطق دير جرير، بأمرين لنفس الغرض يستهدفان ما مجموعه 4900 دونم. واستهدف الإخطار الخامس مناطق غور الفارعة في محافظة أريحا وبلغت مساحته الإجمالية 426 دونماً، فيما استهدف الإخطار السادس ما مجموعه 8700 دونماً من أراضي مدينة طوباس.

وأوضح شعبان أن هذه الخطوة وما تحمله من مخاطر تأتي في إطار إعلان حكومة الاحتلال مراراً وتكراراً نيتها العمل على تنظيم وضع “شرعنة” 70 بؤرة استيطانية زراعية ورعوية في إطار الاتفاقيات الائتلافية بين الأحزاب المشكلة لحكومة الاحتلال، وأن خطوة تخصيص الأراضي الرعوية ستؤدي إلى تعزيز هذه البؤر الاستيطانية بتخصيص مساحات ضخمة لها بهدف جعلها مركزاً ونقطة انطلاق لتنفيذ المزيد من الاعتداءات الإرهابية ضد المواطنين وممتلكاتهم. وأشار إلى أن عدد البؤر الاستيطانية الرعوية وصل إلى 137 بؤرة زراعية ورعوية حتى نهاية عام 2024، ما يمنع المواطنين من الوصول إلى مساحة إجمالية تبلغ 489 ألف دونم.

وأضاف أن دولة الاحتلال مستمرة في فرض وقائع على الجغرافيا الفلسطينية من شأنها تمزيق الأرض الفلسطينية، وإقامة منظومة من المعازل لاستبعاد إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية في المستقبل.

وأكد شعبان أن تصرفات دولة الاحتلال، والتي تمثل انتهاكات خطيرة لأبسط قواعد حقوق الإنسان، لا تهاجم فقط قدرة الشعب الفلسطيني على الفعل وحقوقه غير القابلة للتصرف، بل تذهب أبعد من ذلك في هجومها على قرارات المجتمع الدولي وقرارات الأمم المتحدة والمواقف القانونية المعلنة في هذا السياق.


شارك