أبرز الادعاءات المضللة حول تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية

منذ 9 شهور
أبرز الادعاءات المضللة حول تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية

ذكرت وكالة أسوشيتد برس أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تسعى إلى حل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وسط معلومات مضللة واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي تدعم هذا القرار. وذكرت الوكالة أن الكثير من هذه المعلومات تم نشرها من قبل الحكومة نفسها وإيلون ماسك.

ويقال إن منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي أثارت تساؤلات حول تمويل بعض المشاريع والمنظمات. وقد تم توجيه ادعاءات لا أساس لها من الصحة تفيد بأن الأموال تم استخدامها بشكل غير سليم. وزعمت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفات أن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أنفقت أموالاً على مشاريع بما في ذلك “1.5 مليون دولار لتعزيز التنوع والمساواة والإدماج في مكان العمل في صربيا، و70 ألف دولار لإنتاج مسرحية موسيقية في أيرلندا، و47 ألف دولار لأوبرا للمتحولين جنسياً في كولومبيا، و32 ألف دولار لكتاب هزلي في بيرو”. ومع ذلك، تشير التحليلات إلى أن هذه الادعاءات غير صحيحة.

وأكدت وكالة أسوشيتد برس أن المنحة الوحيدة المقدمة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ذهبت إلى منظمة صربية تدعى جروبا إيزادجي لتعزيز التنوع والمساواة في مكان العمل في صربيا. وتم تمويل المشاريع المتبقية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية من خلال مكتب وكيل وزارة الخارجية للدبلوماسية العامة. في عام 2022، ذهبت 70,884 دولار أمريكي إلى شركة إيرلندية لإنتاج عرض موسيقي يعزز القيم المشتركة بين الولايات المتحدة وأيرلندا، و25 ألف دولار أمريكي إلى جامعة في كولومبيا لإنتاج أوبرا تعزز تمثيل المتحولين جنسياً، و32 ألف دولار أمريكي إلى منظمة بيروفية لإنتاج شريط هزلي يتناول القضايا الاجتماعية والصحة العقلية.

وفي السياق ذاته، نفت وكالة أسوشيتد برس تلقي تمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، قائلة إن المعلومات المتداولة على نطاق واسع تشير إلى سوء فهم حول طبيعة عمل الوكالة. وأكدت متحدثة باسم الوكالة أن الحكومة الأميركية تعمل مع أسوشيتد برس وكأنها عميل منتظم يشترك في الخدمات غير الحزبية التي تقدمها الوكالة. وهذا ينطبق على كل من الحكومات الديمقراطية والجمهورية.

أما بالنسبة لمنظمة BBC Media Action، فقد أشارت التقارير إلى أن الأموال التي تلقتها المنظمة الخيرية – والتي هي منفصلة مالياً وتحريرياً عن BBC News – كانت مخصصة لدعم مشاريع إعلامية مستقلة وترويج وسائل الإعلام بما يخدم المصلحة العامة.

وقد علق خبراء مساعدات التنمية على هذه القضية. وقالت راشيل بونيفيلد، وهي زميلة بارزة في مركز التنمية العالمية، إن مراجعة إدارة ترامب للمساعدات الإنمائية تتفق مع التحول الطبيعي في أولويات السياسة بين الإدارات، لكنها شددت على أن انتشار المعلومات المضللة حول عمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية يظهر عدم فهم دورها الحقيقي.

وقال شون روبرتس، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطن، إن إدارة ترامب تتبنى “نهجا تصعيديا” في التعامل مع شؤون الوكالة، مما يجعل النقاش العقلاني حول أهميتها وأهدافها صعبا. وقال إن هذه التصريحات التحريضية “تحجب الحقائق وتخلق تصورا مشوهاً” عن عمل الوكالة.

تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية كوكالة مستقلة منذ أكثر من 60 عامًا، حيث تقدم المساعدات الإنسانية والتنموية. يركز هذا البرنامج على تعزيز الصحة العالمية، ودعم الاستقرار، وتقديم المساعدات الإنسانية، وتشجيع الابتكار وتمكين المرأة والفتيات في أكثر من 100 دولة حول العالم.


شارك