وزير الكهرباء من موسكو: مشروع الضبعة النووي سيساعد علي تطوير الشبكة المصرية

محمود عصمت: شركة روساتوم الروسية قدمت العديد من التسهيلات للمساعدة في تحقيق الحلم المصري.
شريف حلمي: مشروع الضبعة سيحدث تنمية صناعية شاملة في البلاد.
أكد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن التعاون المصري الروسي ساهم بشكل كبير في تنفيذ مشروع الضبعة النووي. وأشاد بجهود ودعم شركة روساتوم الروسية في تنفيذ المشروع في الموعد المحدد.
وأكد وزير الطاقة خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية الرسمية لليوم الثاني من منتدى أسبوع الطاقة النووية العالمي في موسكو، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدعم المشروع بشكل كامل معنويا وماليا.
وأعرب عصمت عن تقديره لشركة روساتوم الروسية والرئيس فلاديمير بوتين على جهودهما الملموسة لتحسين التعاون في مجال الطاقة النووية.
وأشاد بالدور الرائد الذي تلعبه روسيا في هذا المجال، خاصة في بناء محطات الطاقة النووية وتوفير التكنولوجيات المتقدمة.
وأشار إلى أن الطاقة النووية ستلعب دوراً كبيراً ومهماً كلاعب محوري ومحوري في التكامل مع الطاقات المتجددة الأخرى والهيدروجين الأخضر، مؤكداً أن مشروع الطاقة النووية في الضبعة سيساهم في توسيع شبكة الكهرباء في مصر.
وأكد أن التحول إلى الطاقة النظيفة يعد من أهم أولويات الدولة المصرية، مشيرا إلى الدور المهم للطاقة النووية في تطوير شبكة الكهرباء وتحسين قدرتها على تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.
وأوضح الوزير أن الطاقة النووية تُستخدم في العديد من المجالات المهمة، بما في ذلك الرعاية الصحية، حيث تُسهم تطبيقاتها المتنوعة في تطوير الخدمات الطبية. وأشار إلى أن عالم الطاقة النووية يشهد تطورًا سريعًا، إلا أن تكاليف إنتاجه لا تزال مرتفعة نسبيًا.
وأكد أهمية التعاون الدولي في مجال الطاقة النووية، وأشاد بجهود الرئيس بوتين لتعزيز هذا التعاون مع مصر، ما يساهم في تحقيق اختراق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية لتوليد الكهرباء.
في سياق متصل، شارك الدكتور شريف حلمي، رئيس هيئة الطاقة النووية، في إحدى الجلسات الرئيسية في اليوم الثاني من الأسبوع النووي العالمي، المنعقد في موسكو من 25 إلى 28 سبتمبر. وخلال الجلسة، التي حملت عنوان “التجمعات الصناعية المستقبلية: من التصنيع إلى التطوير الفعال لمواقع ومناطق التصنيع”، تحدث عن أهمية المشاريع النووية العملاقة، مثل محطة كهرباء الضبعة، وكيف تُسهم في التنمية الصناعية الشاملة في مصر، ليس فقط على الساحل الشمالي، بل في جميع أنحاء البلاد، من خلال توفير مصدر طاقة نظيف وموثوق ومستدام.
أكد حلمي في كلمته أن مشاريع الطاقة النووية، مثل محطة الضبعة النووية، تُسهم في التنمية الصناعية الشاملة، وهي شرط أساسي لتعزيز النمو الصناعي في جميع أنحاء البلاد. وأكد أن هذا المشروع يُعد بلا شك مشروعًا وطنيًا بالغ الأهمية، يدعم خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتابع مؤكدًا أن الطاقة النووية مصدرٌ مهمٌّ لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، وأن تنافسيتها بالغة الأهمية. وأشار إلى أن مشروع محطة الضبعة النووية سيحقق العديد من الفوائد الاستراتيجية، بما في ذلك تطوير الصناعة المصرية من خلال برنامج طويل الأمد لبناء محطة طاقة نووية. وسيتم زيادة المشاركة المحلية في كل وحدة من وحدات المحطة وفقًا لخطة واضحة.
وأوضح أن هذا سيؤدي إلى تحسين نوعي في جودة وأداء الصناعة المصرية، ويعزز تنافسيتها في الأسواق العالمية بفضل معايير الجودة الصارمة لإنتاج المكونات النووية. وسيؤثر ذلك حتمًا أيضًا على المكونات غير النووية التي ينتجها المصنعون أنفسهم. علاوة على ذلك، سيضمن ذلك استدامة الطاقة، لا سيما وأن محطات الطاقة النووية تُعتبر مصدرًا مستقرًا للكهرباء على مدار الساعة، مما يضمن استمرار الإنتاج في المصانع وجذب استثمارات صناعية جديدة.
وأشار إلى أن استقرار إمدادات الطاقة يُخفّض تكاليف التشغيل ويعزز تنافسية المنتجات المصرية. ولا يقتصر تأثير المشروع على محطة الضبعة النووية، بل يمتد ليشمل الصناعات المُكمّلة لها في جميع أنحاء البلاد. ويتطلب بناء وتشغيل وصيانة هذه المشاريع الضخمة مواد ومكونات من صناعات مُختلفة، مثل الحديد والصلب والأسمنت والكابلات والمعدات الكهربائية. ويُعزز هذا الطلب الكبير نمو هذه الصناعات.
وأكد أن المشروع يوفر حاليًا فرص عمل للمشاركين في محطة الضبعة للطاقة النووية. ويمكن للمشاركين التسجيل وتقديم معلومات حول عملية تقييم جميع مقاولي الباطن المصريين المشاركين، والتي تُجرى بناءً على خبراتهم السابقة ومشاريعهم المنجزة بنجاح. ويتولى الجانب الروسي، بصفته مقاول الهندسة والتوريد والبناء (EPC)، مسؤولية اختيار مقاولي الباطن للمشروع.
واختتم رئيس هيئة الطاقة النووية كلمته قائلاً: “إن المشروع لا يعزز مكانة مصر على خريطة الدول الصناعية فحسب، بل يعزز أيضاً دورها كمركز إقليمي لتوليد الطاقة، مع تبادل الخبرات والمعرفة مع دول الجوار”.
بدأت أمس الخميس عملية نقل وعاء الضغط الخاص بالمفاعل النووي WWER-1200 للوحدة الأولى بمحطة الضبعة للطاقة النووية. وكانت أعمال بناء المفاعل قد اكتملت في مايو 2022، واستغرقت أكثر من 40 شهرًا. وتم الإنتاج وفقًا لأعلى معايير الجودة العالمية.
وعاء ضغط المفاعل (RPV) هو أهم مكونات المفاعل النووي. يحتوي على قلب المفاعل مع عناصر الوقود، وقضبان التحكم، وأنظمة القياس، والاحتواء الداخلي. وظيفته الأساسية هي احتواء الانشطار النووي بأمان ونقل الحرارة الناتجة إلى المبرد الأساسي. يجب أن يتحمل درجات الحرارة العالية والضغط العالي والإشعاعات المشعة لمدة تشغيل تصل إلى 60 عامًا.
أما بالنسبة للمواصفات الفنية للوعاء الضغط، فيبلغ ارتفاعه حوالي 11185 متراً، وقطره الخارجي عند الحافة 4.57 متراً، وسمكه 30 سنتيمتراً، ووزنه حوالي 331 طناً.